كيف تتفق الرحمه بالعالمين مع الجهاد والسبي



 سؤال من أحد الأخوة  : كيف تتفق الرحمه بالعالمين مع الجهاد والسبي .. أليس الدعوه بالحسنى ، والاخلاق والمعامله أولى وأفضل بدل السبي الذي تفتح الاطماع وتلوث النفس بشهوات النساء والتجاره فيهن كجواري ؟

وجوابي كان كالتالي : 



لو فهمنا التعاليم القرآنية والنبوية في شأن الأسير فسوف تجد أنها عين الرحمة كيف ذلك ؟

أولا : دفع الجزية ( وهي لاتؤخذ إلا من القادر من أهل الذمة ) ... يمنع من السبي ، ولاأظن أن شخصا عاقلا يرفض دفع مبلغا زهيدا من المال مقابل حريته هو واسرته ومقابل الحصول على المواطنة الكاملة ) .. ولكن اصراره على عدم دفع الجزية هو دليل على تمرده وعدائه للدولة الاسلامية .. ولو ترك حرا لشكل خطرا على المجتمع ولذلك فالأمر متروك للحاكم مابين المن والفداء والأسر .. كما أن تحديد قيمة الجزية التي قد تكون اقل من الزكاة والضرائب ايضا يرجع إلى الحاكم .. فالاسترقاق والجزية من السياسة الشرعية التي يرجع فيها الحاكم إلى المصلحة .


**

ثانيا : لايبقى في السبي والاسترقاق إلا من يشكل خطرا على المجتمع سواء خطرا أمنيا أو عسكريا أو اجتماعيا .. ولذلك أمرنا الله بنص قرآني صريح بمكاتبة ملك اليمين إن علمنا أن فيهم فيهم خيرا سواء كان رجلا أم امرأة .. أي يكتبوا على أنفسهم مبلغا من المال يقومون بسداده على فترات محددة مقابل تحريرهم .. بل أمرنا الله أن نتصدق به عليهم أو ببعضه .. إذ لو تم تحرير غير القادر لاسيما من النساء لما كان أمامهن من سبيل إلا العمل بالدعارة وهي أبشع أنواع الرق .. وماتزال حتى يومنا هذا منتشرة في العالم المتقدم والمتخلف .


**


ثالثا : علاقة الوطأ أي لو قرر السيد أن يتسرى بإحدى ملك اليمين أي يتخذها كزوجة .. هي علاقة مقننة تماما كالزواج وإن اختلفت معه في التفاصيل .. ففيها استبراء رحم وفيها تحريم الجمع بين المحارم وفيها اثبات النسب إلى غير ذلك .. فهي كالزوجة تماما إلا أن التفاصيل تختلف فهي علاقة اجتماعية معلنة ومقننة .


**

رابعا : حرم الاسلام كل مظاهر اللانسانية في التعامل مع ملك اليمين .. بل وأمرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نتعامل معهم كما نتعامل مع الأحرار .. فيأكلوا مما نأكل ويشربوا مما نشرب ويلبسوا مما نلبس ولايكلفوا من الأعمال ما لايطيقون .


**


خامسا : معظم غزوات المسلمين انتهت بالصلح على دفع الجزية وبالتالي لم يتم أسر إلا الفئات المحاربة الرافضة للاستسلام سواء بالاسلام أو بدفع الجزية واصروا على القتال .. لذلك لم يسبى من أهل مصر الا القليل الذين شاركوا الرومان في الحرب ضد المسلمين .. بل حتى هؤلاء أمرهم عمر بأن يإعادتهم إلى بلادهم واخذ الجزية منهم ومعاملتهم معالمة أهل الذمة .


**


سادسا : اسواق العبيد وفحص الاماء واتخاذهن للعمل بالدعارة كل هذا من فعل المنافقين وليس من الاسلام .. ولو اتبع المسلمون تعاليم الاسلام في تصفية ظاهرة الرق بشكل رائع لما بقي في الاسر والرق أحد .. ومع هذا فعندما تم تحرير العبيد في امريكا كان في حوزة المسلمين 3 ملايين عبد بينما في امريكا وحدها 30 مليون 


**


سابعا : الشىء المهم أيضا أن كثيرا من العبيد كان يرفض التحرر من العبودية لعدم مقدرته على الحياة بعيدا عن سيده حتى أنهم قاموا بثورة أهلية في امريكا اعتراضا على هذا التحرر الذي يشبه في عصرنا هذا تسريح العمالة .


**


ثامنا : ذابت ظاهرة الرق في المجتمع الاسلامي مع الوقت ولم يتبق منها إلا ماكان في القصور أو مجالس الفجار حيث استحدث نظام الموالي والذين خرج منها الكثير من العلماء والأدباء بل وحكموا بلاد المسلمين مرتين .**


تاسعا : استحدث الاسلام أبواب كثيرة لتصفية الرق واغلق ابواب كثيرة للاسترقاق .. ولم يعرف الفقه الاسلامي إلا فقه العتق والمدابرة والمكاتبة .. فليس في الفقه بابا اسمه باب الرق مثلا .


**


عاشرا : تعامل الاسلام مع ظاهرة الرق كما تعامل مع ظاهرة الفقر فكلاهما ابتلاءات ابتليت بها البشرية .. ولذلك لايوجد نص قرآني يأمر بالاسترقاق وانما النصوص جاءت لتنظيم مرحلة انتقالية .. كما هو الحال مع ظاهرة الفقر .


هذا ما يحضرني الآن وكل عام وانتم بخير 
TAG

ليست هناك تعليقات

إرسال تعليق


الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *