~ يقول الله عزوجل فى كتابه الكريم { ويل للمطففين - الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون - وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون } .. وقد تحققت هذه الآيات الكريمة كثيرا فى المقدمة التى ابتدعها أحمد رفعت لتقديم مقالات أصحاب الرأى الحر .. ومع أنه من المفترض أن تحاول جريدة مثل جريدة الأحرار .. النهوض بمجموعة من كتاب الرأى المحترفين والهواة الموالين لها .. وصناعة اسما لهم فى سوق الأفكار و الصحافة لتعويض النقص الذى تعانيه .. وهو ما نجحت فيه الأحرار بالفعل وقدمت للصحافة صفحة من أكثر صفحات الرأى المقروءة لتنوعها ولمساحة الحرية المتاحة فيها وهذا بشهادة الأعداء قبل الأصدقاء (..)
~ لقد كان من المأمول أن تساهم مقدمة أحمد رفعت فى النهوض بهذا الهدف وفى بلورة الأفكار الواردة فى مقالات السادة كتاب الصفحة .. وإلقاء الضوء على أهم ماجاء فيها للتسهيل على القارىء والإرتفاع بمستوى المقال .. لكن الذى حدث للأسف الشديد جاء فى كثير من الأحيان على خلاف ذلك .. فبعض تلك المقدمات كان غارقا فى السطحية يعنى مجرد سد خآنه .. ويعضها الآخر كان بعيدا عن الموضوع تماما .. مما قد يوحى أحيانا بأن محرر الصفحة أخذته سنة ونوم حين كان يكتب المقدمة ، أو أنه لم يطق أصلا قراءة المقال ولم يكن لديه الوقت الكافي لقراءتها .. وثالثة الأثافى كما يقول العرب .. هو محاولة أحمد رفعت فرض وصايته الفكرية على القارىء عن طريق وضع أفكار الكاتب فى قفص الإتهام .. ومحاولة التأثير على القارىء ليقرأ أفكار أحمد رفعت وليس أفكار كاتب المقال .. وأحيانا كثيرة يكون الإتهام بكلمات مرسلة لادليل عليها .. وأما رابعة الأثافى إن صح التعبير .. لم يكتف بالتغاضى عن البذاءات والعبارات الجارحة التى كان يستعملها هؤلاء الأغمار فى حق أئمة الهدى بالكذب المفضوح والإفتراء الفاجر دون توجيه كلمة لوم واحدة لهم .. بل تحولت المقدمة إلى الدعاية المغرضة لبعض المطاريد وأصحاب العاهات الفكرية والمتخلفين عقليا من منكرى السنة المطهرة وغيرها بما كان يضفيه عليهم من ألفاظ وألقاب علمية لها شروط علمية صارمة .. ربما لم يحوزها فى التاريخ الإسلامى كله إلا عدد محدود .. فهذا باحث إسلامى مجتهد .. وذلك مجتهد حقيقى .. وذاك معرفش إيه .. ولابد أن هؤلاء المغفلين قد صدقوها .. ونحن لايعنينا على الإطلاق أن يمنح أو يسلب أحمد رفعت مايشاء ماشاء من الألفاظ والألقاب .. وعلى رأى المثل لو كانت الأسامى بتـنـشرى .. لكن مادعانا إلى هذه الوقفة التى ماكنا نود أن نقفها مع أحمد رفعت .. أن عباراته التى يقدم بها مقالات الكتاب الإسلاميين لاسيما فى الفترة الأخيرة كانت عبارات جارحة مهينة .. رغم تبيهه إلى ذلك عدة مرات تصريحا وتلميحا .. أصبحت مهمته إغتيال شخصية الكاتب .. حتى وصل الأمر إلى حد التحريض السافر ضد من نتناوله بالنقد كما حدث فى مقالنا الذى كتبناه تحت عنوان ( سبوبة صبحى منصور ) فى 18 يونيه 99 .. إذ قال بالحرف الواحد مايلى : ( إلا أن د.منصور يظل مادة جيدة تستهوى الناس قد يعود ذلك لإنشغاله بأبحاثه دون الرد على الآخرين أو حتى عدم لجوئه مرة واحدة للقضاء لإنصافه من الذين يتهمونه ويسبونه ويقذفونه أناء الليل وأطراف النهار ) .. والتحريض هنا واضح ولايشفع له أنه قال بعد ذلك أننى آثرت أن أرد بالدليل على ماجاء فى دراسة سابقة للدكتور صبحى منصور .. فهذه للأسف الشديد طريقة أحمد رفعت .... يضرب ويلاقى كما يقولون .. فقد كان يتعلل كثيرا بأنه يريد استفزازنا .. يلقاك بالبشر وفى قلبه .. داء يواريه بكتمان .. حتى إذا ماغبت عن عينه .. رماك بالزور وبهتان !!
~ عموما .. ليس من حق أحمد رفعت بالذات أن يلعب دور الواعظ مع كتاب صفحة الرأى .. لأن أحمد رفعت بشحمه ولحمه هو الذى قدم لنا فى يوم 12 يناير 1999 الأدلة الشرعية على جواز الإغلاظ على الخصم وشتمه وسبه بأقذع وأفحش الألفاظ التى لم تعهدها الصحافة من قبل .. والأدلة كما قدمها أحمد رفعت الذى يلعب معنا اليوم دور القديس ، و الذى يستأسد على الشيخ الحوينى على مدار عدة أسابيع هى :
أولا : يجوز سب الخصم .. إذا لم يفهم الأيات القرآنية والأحاديث النبوية التى تنهـى عن سباب المسلم !!
ثاينا : قول الله عزوجل { لايحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم } !!
ثالثا : منطق عمر بن الخطاب أنه لايفل الحديد إلا الحديد ، وأن ضرب الطلاب يفيد أحيانا !!
~ ونترك أدلة أحمد رفعت التى قدمها فى يناير 99 على جواز الإغلاظ على الخصم وسبه بأقذع الألفاظ .. لنرد على أدلة أحمد رفعت التى أثارها فى وجوهنا فى نوفمبر 99 وسبحان مغير الأحوال
لقد استعمل أحمد رفعت - نوفمبر 99 - العديد من الآيات القرآنية التى تحض على الجدال بالتى هى أحسن حتى مع المنافقين الذين هم فى الدرك الأسفل من النار .. والحقيقة أن هذا خطأ جسيم سبق أن نبهنا عليه مرارا وتكرارا .. لأنه أغفل المرحلية فى التعامل مع أهل النفاق حسبما قررتها أيات القرآن الكريم ووضحها العلماء هلى النحو التالى :
أولا : قبل ( بدر ) كان صلى الله عليه وسلم مأمورا بالصبر على أذى الكفار والمنافقين والعفو عنهم امتثالا لقوله تعالى : { ولاتطع الكافرين والمنافقين ودع أذاهم } الآيه 48 الأحزاب ، وقوله تعالى : { فأعف عنهم واصفح } الآيه 13 المائدة ، وقوله تعالى : { قل للذين آمنوا يغفروا للذين لايرجون أيام الله } الآيه 14 الجاثية
ثانيا : بعد ( بدر ) وقبل ( براءة ) .. كان صلى الله عليه وسلم يقاتل من يؤذيه من الكفار والمنافقين ويمسك عمن سالمه .. كما فعل مع اليهودى كعب بن الأشرف الذى تطاول على الإسلام وآذى المسلمين امتثالا لقوله تعالى : { فإن اعتزلوكم فلم يقاتلوكم وألقوا إليكم السلم فما جعل الله لكم عليهم سبيلا } الآيه 90 النساء .. فبدر كانت عز الدين .. فكانوا قبل بدر يسمعون الأذى الظاهر .. ويؤمرون بالصبر عليه (..) وبعد بدر يؤذون فى السر (وليس فى العلن ) من جهة المنافقين وغيرهم فيؤمرون بالصبر عليهم (..)
ثالثا : فى ( تبوك ) .. أمر النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمون معه .. بالإغلاظ على الكفار والمنافقين ..فلم يتمكن بعدها كافر ولامنافق من إيذائهم لا فى مجلس عآم ولاخآص .. بل مات كل منافق بغيظه لعلمه بأنه سيقتل إذا تكلم .. يقول الله عزوجل { ياأيها النبي جاهد الكفار والمنافقين وأغلظ عليهم } الآيه 73 التوبة .. وهذا الجهاد والإغلاظ .. على أقل تقدير يستلزم منعهم من إظهار الكفر أو الطعن فى الدين ، وقوله تعالى فى سورة الأحزاب الآيات 60 و61 و62 { لئن لم ينته المنافقون والذين فى قلوبهم مرض والمرجفون فى المدينة لنغرينك بهم ثم لايجاورنك فيها إلا قليلا .. ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا .. سنة الله فى الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا } (..)
ومن هنا يتبين خطأ أحمد رفعت - نوفمبر 99 - وغيره من الأخوة الذين عاتبونا على الإغلاظ والشدة على بعض المنافقين ودعاة الفتنة وأدعياء الإجتهاد .. فى الإستدلال بآيات قرآنية معينة وببعض أحداث السيرة .. دون تعيين الظروف التى يجب فيها الإنصياع بأحكام تلك الآيات من الشدة واللين مع الكفار والمنافقين وإيقاع العقوبة من عــــــــدمها (..)
~ وفى كتاب إحياء علوم الدين نقرأ فى درجات الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر .. مايلى .. الدرجة الرابعة : السب والتعنيف بالقول الغليظ الخشن ، وذلك يعدل إليه عند العجز عن المنع باللطف وظهور مبادىء الإصرار والإستهزاء بالوعظ والنصح وذلك مثل قول ابراهيم عليه السلام - أف لكم ولما تعبدون من دون الله أفلا تعقلون - ولسنا نعنى بالسب والفحش بما فيه نسبة إلى الزنا ومقدماته ولا الكذب .. بل أن يخاطبه بمالايعـد من جملة الفحش كقوله .. يافاسق ياأحمق ياجاهل ألا تخاف الله .. وكقوله ياسوادى ياغبى ومايجرى هذا المجرى .. فإن كل فاسق فهو أحمق وجاهل ولولا حمقه لما عصى الله تعالى ( هـ ) وهذا بالطبع لايلجأ إليه إلا للضرورة وبقدر الحآجة و دون زيادة .. ومافعلناه فى مقالاتنا فى مواجهة بعض الصبية المارقين ..لم ايخرج بحال من الأحوال عن هذا الإطار الشرعى الذى ذكره الإمام الغزالى رحمه الله والأمر بالنسبة للفاسق المناضل عن فسقه ، والداعية ببدعته بين الناس .. حكمه أشد من ذلك بكثير .. ولذلك فقد أجاز العلماء لأولى الأمر .. الحكم بضرب الذين يسبون صحابة رسول الله تعزيرا .. كما أجازوا لولى الأمر قـــتل الفاسق المناضل عن فسقه !!
~ ونترك أحمد رفعت نوفمبر 99 .. إلى ( الغمر الجاسر ) الذى لاأعرف إن كان يعمل فى المجال الصحى أم فى مجال الصرف الصحي .. فقد جمع كل الآيات التىأنزلها الله فى الكفار والمنافقين .. ورمانا بها .. وأخذ يتحدث عن نفسه إلى القارىء وكأنه عثمان بن عفان رضى الله عنه .. ونسى ماقدمت يداه من إفك وجهل وقلة أدب ووقاحة فى حق علماء المسلمين .. وعلى رأى المثل .. ( اسم الله ع الكلب من النجاسة ) .. وهو مثل يضرب استهزاء بمن مدح نفسه وكله عيوب ذكره ( الياجورى ) بلفظه فى أمثال المـــتكلمين .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بقلم : محمد شعبان الموجى
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق