علامة تعجب .. علماء المسلمين ومؤلفاتهم الضحمة ؟

(( وما ألفه أهل العلم في اجتلاء روائع المعاني من القرآن الكريم ، مما لا يكاد يحصيه العد ، على اختلاف مسالكهم في العناية بالرواية أو الدراية ، وفنون الأفنان من علوم القرآن ، وعلى تفاوت أذواقهم ومشاربهم في الاهتمام بجهة خاصة من مزايا القرآن المجيد .
وهذه بعض مؤلفات علماء هذه الأمة في هذا الصدد ، مما يكون أنموذجا لمساعيهم الجبارة في مضمار تدوين المؤلفات ، فها هو تفسير الإمام أبي الحسن الأشعري ، المسمى : (( المختزن )) في سبعين مجلدا على ما يذكره المقريزي في (( الخطط )) ، وتفسير القاضي عبد الحبار الهمذاني ، المسمى : (( المحيط )) في مئة سفر.
وتفسير أبي يوسف عبد السلام القزويني ، المسمى : (( حدائق ذات بهجة )) ، أقل ما يقال فيه : إنه في ثلاث مئة مجلد ، وكان مؤلفه وقفه وجعل مقره مسجد الإمام أبي حنيفة ببغداد ، ثم صار في عداد الكتب التي ضاعت في أثناء استيلاء المغول على دار الخلافة ببغداد ! إلا أني سمعت من أحد أدباء الهند ، أنه رأى قطعة منه في أحد فهارس الخزانات .
وللحافظ ابن شاهين تفسير في ألف جزء حديثي ، وللقاضي أبي بكر بن العربي (( أنوار الفجر )) في التفسير ، في نحو ثمانين ألف ورقة ، والمعروف أنه موجود في بلادنا - أي في مكتبات إصطنبول وتركيا - إلا أني لم أظفر به مع طول بحثي عنه . ولابن النقيب المقدسي أحد مشايخ أبي حيان تفسير يقارب مئة مجلد ، يوجد بعض مجلدات منه في خزانات إصطنبول ، ويوجد من تلك التفاسير بعض مجلدات في بعض الخزانات فيما أعلم.
وأما أضخم تفسير تام يوجد اليوم - على ما نعلم - فهو تفسير (( فتح المنان )) المدعو بتفسير العلامي ، المنسوب إلى العلامة قطب الدين الشيرازي ، وهو في أربعين مجلداً ، فالمجلد الأول منه موجود بدار الكتب المصرية ، وبه تظهر خطبته في التفسير ، وفي مكتبتي محمد أسعد وعلي باشا - حكيم أوغلي - في إصطنبول في مجلداته ما يتم به نسخة كاملة.
وللعلامة محمد الزاهد البخاري نحو مئة مجلد في التفسير ، كما في (( المنهج الصافي )) . ولعلماء هذه الأمة تفاسير لا تحصى سوى ما تقدم ، على اختلاف مسالكهم . ولهم أيضا مثل هذه الخدمة المشكورة ، في تدوين السنن الشارحة للكتاب ، المبينة لوجوه الإجمال فيه )) . انتهى
الكتاب: قيمة الزمن عند العلماء
المؤلف: عبد الفتاح أبو غدة الحلبي الحنفي (المتوفى: 1417هـ)

TAG

ليست هناك تعليقات

إرسال تعليق


الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *