قبيل سقوط دولة الخلافة العثمانية وبداية انفصال مصر جزئيا عنها بدأت تتنازع مصر ثلاثة اتجاهات أساسية .. اتجاه يدعم الدولة المصرية الوطنية ، واتجاه يدعم الدولة العربية ، وثالث يدعم الدولة الاسلامية .. وعلى رأس كل اتجاه جهابذة وقادة ومفكرين وشعراء وأدباء .. وانتهى الامر الى الانتصار للدولة الوطنية تماشيا مع الموجة العالمية .
وظلت الاتجاهات الاخرى تنازع الدولة الوطنية ... وكان النصارى والعلمانيون ينتصرون للدولة المصرية الوطنية ومن يومها نشأت ازمة هوية حقيقية .. وبدأ النصارى يطالبون بمطالب طائفية ومحاصصة وفي المقابل نشأت جماعة الاخوان في الظهور للانتصار للدولة الاسلامية في مقابل اتجاه ناصري يتبنى الدولة العربية او الوحدة العربية .
وعقد الاقباط مؤتمرا عام 1910 لمواجهة اصحاب الدولة الاسلامية .. وجاءت ثورة 1919 ورفعت شعار الهلال مع الصليب والدين لله والوطن للجميع .. أما العلمانيون الاقباط ظلوا حريصين على التدين والولاء للكنيسة و اما العلمانيون المسلمون فقد جفت الدماء الاسلامية من عروقهم .. حتى اعتبروا الاسلام عبء على الحياة كلها الا ان يكون طريقة روحية أو صوفية منعزلة عن حركة الحياة .. فهناك ازمة هوية حقيقية .. ولا اظن ان تلك العقول العلمانية ستتفهم هذا الامر
وبناء على تلك المقدمة السريعة نستطيع طبيعة العلاقة بين المسلمين والنصارى .. أنصار الدولة المصرية يرون أنه لايحق للأغلبية أن تحتفظ بحق ادارة النظام العام وفقا للمنظومة والتصورات القرآنية وأن النظام العام في المجتمع تحكمه القيم العلمانية التي لاتكرث بالدين أصلا إلا في بعض المظاهر والشعائر والطقوس .. بينما ظل أنصار الدولة الإسلامية يصرون على ضرورة خضوع الأقلية للنظام العام الذي ترتضيه الأغلبية الإسلامية وأما أنصار الدولة العربية فانتهوا تماما برحيل ناصر وصدام حسين وحزب البعث .. وتاهت الجماهير بين تلك الهويات الثلاث .
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق