مجمل تاريخ اليهود
● أولا : البداية انتقال سيدنا يعقوب وأبنائه من بادية فلسطين إلى أرض مصر زمن سيدنا يوسف عليه السلام , وكانوا حوالي سبعين نفسا كانوا يمثلون جماعة المؤمنين وسط الفراعنة الوثنيين وتميزت بفترتين ..
1- في حياة سيدنا يوسف عليه السلام عاشوا فيها عيشة طيبة
2- بعد وفاته عليه السلام حيث تعرضوا لاضطهاد الفرعون الذي أذاقهم سوء العذاب .
● ثانيا : خروج بني إسرائيل من مصر
خرج موسى عليه السلام ببني إسرائيل ليلاً بأمر الله عز وجل له بذلك بعد أن أغرق الله الفرعون في البحر .
● ثالثا : ما حدث من بني إسرائيل بعد الخروج :
حدث من بني إسرائيل بعد خروجهم من مصر حوادث عدة .
1- طلبوا من موسى عليه السلام أن يجعل لهم صنماً إلهاً مثل الوثنيين .
2- وأقدموا على عبادة عجل السامري من الذهب الذي استعاروه من الفراعنة ولما رجع موسى عليه السلام إلى قومه غضبان أسفا، أنَّبهم وأحرق العجل وذراه في اليم ، ثم حكم عليهم بأن يقتل عبدة العجل أنفسهم ليتوب الله عليهم. وروي في كيفية قتلهم أن يقوم أناس منهم بالسكاكين ومن عبد العجل جلوس، فتغشاهم ظلمة فيبتدئ الواقفون بطعن الجالسين حتى تنقشع الظلمة فتكون توبة لمن مات ولمن بقي منهم .
3- نكالهم عن قتال الجبابرة: دعاهم موسى عليه السلام قومه إلى قتال الجبابرة وهم قوم من الحيثانيين والفزريين والكنعانيين، وكانوا يسكنون الأرض المقدسة فامتنعوا عن تلبية دعوته للقتال
4- ونتيجة لذلك حكم عليهم أن يتيهون في الارض أربعين سنة وفي هذه الفترة مات موسى عليه السلام ومن قبله أخوه هارون عليهما السلام
● رابعاً: دخول بني إسرائيل أرض فلسطين :
بعد انقضاء المدة المحكوم على بني إسرائيل فيها بالتيه ، فتح بنو إسرائيل الأرض المقدسة في فلسطين بقيادة يوشع بن نون عليه السلام.
ويقسم المؤرخون تاريخهم في فلسطين إلى ثلاثة عهود:
أ - عهد القضاة:
قام يوشع بن نون بتقسيم الأرض المفتوحة على أسباط بني إسرائيل ، فأعطى لكل سبط قسماً من الأرض، وجعل على كل سبط رئيساً من كبرائهم، وجعل على جميع الأسباط قاضياً واحداً يحتكمون إليه فيما شجر بينهم، وهو يمثل الرئيس لجميع الأسباط، واستمر هذا الحال ببني إسرائيل قرابة أربعمائة عام فيما يذكر اليهود، وكان بينهم وبين أعدائهم حروب دائمة يكون النصر فيها لبني إسرائيل مرَّة ولأعدائهم أُخرى.
ب - عهد الملوك :
وهو العهد الذي بدأ فيه الحكم ملكياً، وقد قص الله علينا خبر أول ملوكهم في قوله عز وجل :
جعل الله عز وجل عليهم طالوت ملكاً، فقبلوه على كره منهم ويسمونه في كتابهم شاؤول.
وملك عليهم بعده داود عليه السلام، ثم ابنه سليمان عليه السلام وكان عهدهما أزهى العهود التى مرت على بني إسرائيل على الإطلاق، وذلك لما أوتيه هذان النبيان الكريمان من العدل والحكمة مع الطاعة والعبادة لله عز وجل.
ج - عهد الانقسام :
هو العهد التالي لسليمان عليه السلام حيث تنازع الأمر بعده رحبعام بن سليمان عليه السلام ويربعام بن نباط
وانقسم بنو اسرائيل إلى دولتين
1- دولة يهوذا
استقل رحبعام بسبط يهوذا وسبط بنيامين ، وكوَّن دولة في جنوب فلسطين عاصمتها " بيت المقدس "، وسميت دولة يهوذا نسبة إلى سبط حكامها ، وهو سبط يهوذا الذي من نسله داود وسليمان عليهما السلام وملوك تلك الدولة.
2- دولة اسرائيل ( السامرة )
كونها يربعام بن نباط بعد أن استقل بالعشرة أسباط الأخرى ، وجعل عاصمتها نابلس ويطلق عليهم " السامريين " وهم قد غيّروا قبلتهم من " بيت المقدس " إلى جبل يسمى "جرزيم " ويعتبرهم اليهود من شعب يهوذا ملاحدة وكفاراً لتغييرهم القبلة.
كما أن الدولتين وقع من حكامهما وشعبيهما عبادة للأصنام في كثير من الأوقات وخاصة دولة إسرائيل واليهود السامريين .
● خامساً : استيلاء الأجنبي عليهم :
1 - أما " دولة إسرائيل " فسقطت في يد الآشوريين زمن ملكهم سرجون عام 722ق. م تقريباً فسبي شعبها ، وأسكنهم في العراق ، وأتى بأقوام من خارج تلك المنطقة وأسكنهم إياها، فاعتنقوا فيما بعد ديانة بني إسرائيل ، وبذلك تم القضاء على تلك الدولة.
2 - أما " دولة يهوذا " فاستمرت قرابة 362 عاماً
- فسقطت بأيدي " فراعنة مصر " عام 603 ق. م تقريباً ، وفرضوا عليها الجزية، وامتد حكم الفراعنة في ذلك الوقت إلى الفرات.
- ثم جاء بعد ذلك " حاكم بابل الكلداني بختنصر : ، واسترجع منطقة الشام وفلسطين ، وطرد الفراعنة منها ، ثم زحف مرة أخرى على دولة يهوذا التي تمردت عليه ، فدمَّرها ودمَّر معبد أورشليم وساق شعبها مسبياً إلى بابل ، وهذا ما يسمَّى بالسبي البابلي ، وكان في هذا نهاية تلك الدولة التي تسمى يهوذا وذلك في حـــدود عام 586 ق. م.
- ثم سقطت دولة بابل في يد الفرس في عهد ملكهم " قورش " سنة 538 ق. م. الذي سمح لليهود بالعودة إلى بيت المقدس ، وبناء هيكلهم وعين عليهم حاكماً منهم من قبله.واستمر حكم الفرس من 538-332 ق. م ،
- ثم زحف على بلاد الشام وفلسطين " الاسكندر المقدوني اليوناني " واستولى عليها، وأزال حكم الفرس بل استولى على بلادهم وبلاد مصر والعراق ، ثم زحف بعد ذلك على البلاد القائد الروماني "بومبي" سنة 64 ق. م، وأزال حكم اليونانيين عنها، فدخل اليهود تحت حكم الرومان وسيطرتهم .
● سادساً : تشتتهم في الأرض :
- في زمن سيطرة الرومان على منطقة فلسطين بُعث المسيح عليه السلام وبعد رفعه وقع بلاء شديد على اليهود في فلسطين ، حيث قاموا بثورات ضد الرومان ، مما جعل القائد الروماني تيطس عام 70م يجتهد في استئصالهم والفتك بهم ، وسبي أعداد كبيرة منهم وتهجيرها ، ودمر بيت المقدس ومعبد اليهود ، وكان هذا التدمير الثاني للهيكل ، وقد زاد في تدمير الهيكل الحاكم الروماني أدريان سنة 135م، حيث أمر جنوده بتسوية الهيكل بالأرض ، وبنى فيها معبداً لكبير آلهة الرومان الذي يسمونه "جوبتير "وهدم كل شيءٍ في المدينة ، ولم يترك فيها يهودياً واحداً ، ثم منع اليهود من دخول المدينة ، وجعل عقوبة ذلك الإعدام ، ثم سمح لليهود بالمجيء إلى بيت المقدس يوماً واحداً في السنة ، والوقوف على جدار بقي قائماً من سور المعبد، وهو الجزء الغربي منه، وهو الذي يسمى " حائط المبكى " .
وبهذا تشتت اليهود في أنحاء الأرض ، وسلط الله عليهم الأمم يسومونهم سوء العذاب ببغيهم وفسادهم وسوء أخلاقهم .
- وقد خلف المسلمون الرومان النصاري في القرن الأول الهجري الذي يوافق القرن السابع الميلادي على الشام وفلسطين ، وجميع ما كان في يد الرومان في هذه المناطق.
وكان اليهود في حالة تشتت وتفرُّق في جميع أنحاء الأرض ، ولم يكن يسمح وقتها لليهود بالسكنى في بيت المقدس بل كان من بنود المعاهدة بين نصارى بيت المقدس وعمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أن لا يسمح لليهود بالسكن في بيت المقدس . فاستمرَّ اليهود في التشتت والتمزُّق في أنحاء الأرض إلى بداية القرن العشرين .
● سابعا : وبدأت فكرة انشاء وطن قومي لليهود ، وجمعهم من الشتات مرة أخرى في عهد نابليون ثم في عهد الانتداب البريطاني حيث بدأ اليهود بالهجرة إلى فلسطين ، فاستطاع اليهود بسبب الهجرة من تكوين دولة داخل دولة ، وكانت الحكومة البريطانية تحميهم من مقاومة المسلمين لهم ، وتتعامل معهم بكل التسامح ، في الوقت الذي تتعامل فيه مع المسلمين بكل شدَّة وتنكيل .. والبقية معروفة .
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق