بصراحة لاأشعر بأي ارتياح نفسي تجاه الحاج كمال الهلباوي فهو رجل يعيش في عصر غير عصره .. ولا يعي ولا يفهم طبيعة الحالة التي تعيشها مصر .. ولذلك كانت مبادرة الصلح التي طرحها موضع استهجان من الجميع .. حيث أنها جاءت خارج السياق .. فالنظام الحاكم في عنفوان قوته الغاشمة ، وجماعة الإخوان تترنح ليس بسبب الاضطهادات والسجون والأحكام القاسية وحدها وإنما بسبب الخلافات الداخلية التي باتت معلنة في الفضائيات .. فمالذي يجبر النظام على مصالحة جماعة بهذا الضعف والتردي والتحلل الذاتي ؟ ومالذي يجبر النظام على مصالحة الجماعة في وقت ينحصر فيه الإرهاب إلى حد كبير .. ؟ ومالذي أغرى الحاج كمال الهلباوي وأضج مضجعه حتى يبادر بتلك المصالحة التي يريد تدويلها ليمنح الجماعة قبلة الحياة ويقدمها للعالم على أنها طرف ثان في مواجهة طرف أول وهو النظام الذي يعمل على جميع الجبهات في حصار ظاهرة الإسلام السياسي حتى طالت الإسلام نفسه في بعض الأحيان .. فالاسلام السياسي ممنوع من الوصل إلى الحكم سواء عن سلك طريق القوة أو عن سلك طريق السياسة .. وبالتالي فمن الغباء أن يحاول الهلباوي أو غيره عقد صفقة مصالحة لجماعة لاتملك أي أوراق ضغط .. كما أنه من الغباء أن يدعو الهلباوي إلى المصالحة في الوقت الذي فشلت القيادات المحبوسة والمطاردة في اصلاح ذات البين رغم الظروف القاسية التي يمرون بهــــــــــــا .. وأعتقد أن مصير الهلباوي سيكون السجن والادراج على قائمة الارهاب بعد أن قام المحامي سمير صبري بتقديم بلاغ ضده للنائب العام .
وفي اعتقادي أن التعامل مع مشكلة الإخوان يجب أن يكون تعاملا فرديا كل حالة على حدة .. على أساس أن الانتماء الفكري ليس جريمة في حد ذاتها إلا إذا اقترنت بفعل مجرم .. كما أن الآلاف من شباب الإخوان انضموا للجماعة أو تعاطفوا معها في وقت كانت قد اكتسبت فيه شرعية مجتمعية شبه قانونية .. وأن هذه الآلاف ممن انضموا للجماعة أو حتى الذين حضروا رابعة والنهضة لم يعودوا راغبين في الاستمرار التنظيمي مع جماعة متهالكة ومطاردة .. لذلك يجب الإفراج عنهم مع أخذ الضمانات اللازمة لعدم الاستمرار في الجماعة .. أما من يصر على تعامل الدولة مع الإخوان كجماعة قائمة أو من يصر منهم على البقاء ضمن تنظيم سري أو علني غير قانوني فليتحمل ما يحدث له فهذا اختياره
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق