الخلافة والفتوحات الإسلامية
إطلاق القول على عواهنه بأن القرآن حمال أوجه هو ببساطة شديدة معناه الحكم بعدم صلاحية القرآن الكريم لكي يكون كتاب هداية للناس ... القرآن الكريم محكم ومتشابه .. والمتشابه يفسره المحكم .. والمقاصد الكلية لآياته الكريمات واضحة للعامي قبل العالم ويفهمه الفلاح والعامل كما يفهمه القاضي واللغوي والفيلسوف وووووو فله وجه لايعذر أحد بجهالته .. ولايقال فيه أنه حمال أوجه .. فهذه فرية تطعن في جدوى آيات القرآن الكريم ..
وأما الخلافة من بعد أبي بكر وعمر رضي الله عنهما .. فلم تسقط منها قيم القرآن الأساسية بالكلية بل بقى فيها الكثير والكثير وعلى رأسها قضايا العقيدة وضرورة إزاحة الحكومات والإمبراطوريات الجائرة والظالمة التي تحمي الشرك والوثنية وعبادة غير الله ولاتسمح بنشر دعوة التوحيد ونشر القرآن الكريم في كل أنحاء الدنيا .. وبعدها يؤمن من يشاء ويكفر من يشاء .. وعلى ذلك استمر التاريخ الإسلامي في مراحل صعوده وتوسعه رغم التفاصيل التي قد تبدو لبعض الضعفاء وأصحاب العقول البليدة أنها عصور ظلام .. ظلت تلك الأنظمة الحاكمة تحمل الكثير من قيم القرآن .. وظلت ىهذه الفتوحات بشير خير وبركة على البلاد التي فتحتها واسترقت المعاندين منهم الذين رفضوا الاستسلام لها وهم أنفسهم من تحول إلى مدافعين عن الإسلام وتخرج منهم العلماء والقادة والفقهاء واللغويين ووو .. ودخلت شعوب العالم في دين الله افواجا ولولا الفتح الاسلامي لمصر والشام وبلاد فارس وماوراء النهر وشرق أفريقيا وغيرها وغيرها لظلت هذه الشعوب تعبد الأوثان والأصنام والشمس والقمر والماء والحيوانات ومظاهر الطبيعة المختلفة وتتخذها آلهة من دون الله .. ولظل أهل مصر يعبدون المسيح وينحنون للصليب ويأكلون جسد المسيح كل أحد .. الفتوحات الإسلامية وكثير من أحكام المجتمع لايمكن فهمها إلا في ضوء المجتمع القرآني الذي يعلي من قيمة الايمان والمؤمن ويحط من قيمة الكفر والكافر .. أما من يفتقد للرؤية القرآنية للكون والحياة ولقضية التوحيد التي هي أساس وسبب خلق الله للكون .. فلا جدوى للحديث معه لأنه سيكون كاستنبات البذور في الهواء .
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق