ولي العهد السعودي ومحاولة ساذجة لتبرئة الوهابية



من العجيب جدا أن يحاول ولي العهد السعودي تبرئة الوهابية بهذا الأسلوب الموغل في السذاجة من الإرهاب والتطرف والانحراف عن صحيح الدين ، وإلقاء كل الجرائم التي ارتكبتها على جماعة الإخوان ابتداء من 1979 .. وكأن العداء لجماعة الإخوان يبيح له أو لغيره الكذب على التاريخ وخداع الشعوب واستغفالهم إلى هذا الحد المهين للعقل العربي والإسلامي .. وكأنه لايعرف تاريخ أجداده ولم يسمع عن تحالف جده الأكبر مع الشيخ محمد بن عبد الوهاب وماارتكبوه من مذابح وقتل وسبي لأهل نجد والحجاز حتى اضطروهم إلى أكل جيفة الكلاب والقطط .. وكأنه لم يسمع عن كتب الوهابية وفتاواهم التي سبقت ظهور جماعة الإخوان بأكثر من 200 سنة .
لكننا هنا نود أن نوضح الفرق الكبير بين الوهابية وبين جماعات الإسلام السياسي وعلى رأسها جماعة الإخوان لمن يريد أن يعرف الفرق بعيدا عن أية حيثيات أخرى تتعلق بممارسة العنف والارهاب .
الوهابية فرقة من الفرق الإسلامية التي تتميز عن غيرها في أمور العقيدة والفقه والحديث والتفسير والتي تخالف جمهور أهل السنة والجماعة في مسائل مشهورة مثل الأسماء والصفات والتوسل والاستغاثة بغير الله والمبالغة في تكفير أو تضليل المخالفين لهم وهم جمهور المسلمين .. وأما جماعة الإخوان فلا خلاف بينها وبين مذهب أهل السنة والجماعة في أي أمر عقدي أو فقهي وليس لها كتب خاصة بها في التفسير والفقه والعقيدة .. فهي تتفق تماما مع الأزهر الشريف ولاتهتم أصلا بإثارة الخلافات العقدية والفقهية والتفسيرية .. وإنما الخلاف الجوهري الذي يميزها عن غيرها هي طريقة واسلوب تغيير وإصلاح المجتمع .. فهي ترى أن التغيير لايأتي إلا من طليعة وتنظيم علني وسري يعمل دعويا لتكوين الفرد المسلم والمجتمع المسلم والدولة المسلمة والأمة المسلمة يحمي نفسه باستعمال القوة والسلاح إذا تعرضت الدعوة للخطر .. ويهادن الدولة إذا تركته يعمل في أمان .. حتى تتضخم هذه الطليعة وتتحول إلى كيان يتضخم شيئا فشيئا حتى تصبح الدولة جزء منه وليس هو جزء منها .. كيان مواز للدولة ودولة داخل الدولة وتلك الفكرة هي أساس نشأة ووجود واستمرار جماعة الإخوان .. وهذ فكرة أثبت التاريخ أنها غير مجدية وأنها تؤجج الصراع داخل المجتمع بينها وبين السلطة الحاكمة ، وتجعل من الشباب المسلم والراغبين في الالتزام الديني أكبر مورد للسجون على مدار تاريخها بل وتعمل على خلق مظلومية تبيح لبعض أفرادها الاتجاه لممارسة العنف والارهاب .
لكن خطورة الوهابية كما قلنا تكمن في كونها فرقة تكفر وتضلل كل الأمة .. وتكمن في جوهر عقيدتها وفقهها النصوصي ضيق الأفق وهي أساس البلاء في العالم كله وكل الجماعات المسلحة خرجت من عبائتها وتشكلت وهي لاتؤمن بالمسار السلمي ولا الديمقراطي ولو على سبيل المراوغة والمناورة والتكتيك على عكس جماعة الإخوان .. والوهابية وإن كانت تنقسم بدورها إلى تيار خانع للحكام وإلى تيار وسطي وإلى تيار جهادي متطرف إلا أن هذه التيارات الوهابية الثلاثة تتفق في التكوين العقدي والفقهي والتفسيري مهما كانت طريقة تعايشها في المجتمعات البشرية .
يبقى أن نذكر ولي العهد السعودي أن جده الملك عبد العزيز قتل في يوم واحد أكثر من 2000 من الأخوان الوهابيين ( وليس الإخوان المسلمين ) في معركة السبلة بعد أن اصروا على استمرار سياسة غزو البلاد الاسلامية المجاورة بعد تكفيرها وهو مالايمكن لوي العهد أن ينكره .
TAG

ليست هناك تعليقات

إرسال تعليق


الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *