هل جاء الدور على الأزهر الشريف بقلم : محمد شعبان الموجي



هل جاء الدور على الأزهر الشريف 


بقلم : محمد شعبان الموجي




هل سمعتم تصريحا واحدا لوزير الأوقاف .. يبكى فيه على تعطيل أحكام الله .. او على شيوع الفحشاء والمنكر الرسمى ؟؟ هل رأيتموه يعقد مؤتمرا صحفيا حول ضرورة استعادة فلسطين السليبة أو القدس الشريف أو المسجد الأقصى ؟؟ هل رايتموه ينادى بضرورة التصدى للظلم العالمى واضطهاد الأقليات المسلمة فىالعالم .. المتحضر ؟؟ هل يتصدى سيادته ولو بالكذب .. لتلك الحملة العلمانية والشيوعية والإباحية الكافرة ضد العقيدة الإسلامية والشريعة ؟؟


ان وزير الأوقاف فتش حوله فلم يجد ما يلفت نظره ويؤرق ضميره ويستحق التصدى له أو الجهاد لمقاومته .. من ألوان الفساد السياسى والإقتصادى والإجتماعى ، ومن مظاهر الجاهلية واختلال الموازيين الرسمية التى جعلت المعروف منكرا والمنكر معروفا .. لم يجد شيئا يستحق الجهاد سوى علماء الأزهر وخطيب مسجد عمرو بن العاص .. الأستاذ الجامعى صاحب الترجمات الشهيرة والإنتاج الدعوى المتميز .. والذى استطاع من خلال بلاغته وشجاعته أن يكتسب حب الجماهير المسلمة .. حبا جارفا لم يتذوقه بعد و لا أظن أنه سيتذوقه وزير الأوقاف هذا .. الذى يصد عن سبيل اللـه .. ويتحدى مشاعر الأمة وأعصابها .. وهى التى تدفع له ولاأمثاله من الموظفين العموميين مرتباتهم وحوافزهم .. وليعلن فى تكبر وغرور وفى لغة غريبة لاتليق دعوة .. أن وزارة الأوقاف من حقها أن تعين فى مساجد الله من تشاء ، وأن توقف من تشاء عن الخطابة وقتما تشاء ، ودون أى مبرر أو ذكر للأسباب ؟؟ وطبعا دون احترام لمشاعر المسلمين أو لمدى تقبلهم للخطيب أو ترجيح مصلحة الدعوة .. وهذا لعلم الوزير مخالف لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم الذى نهى عن إمامة من يكرهه المصلون .. فهذه الأمور هى آخر ما يمكن أن يفكر أى من أعضاء المحفل الوزارى .. لكن المفترض أن يكون وزير الأوقاف على خلاف ذلك ؟؟


إن أول ما يجب أن يتعلمه وزير الأوقاف أو أى وزير آخر .. أن مهمة الحكومة لإى أى نظام دولة محترم .. (( ليست هى فرض عقائد وأفكار وفلسفات واتجاهات شخصية على مجموعة الشعب .. إنما تنحصر مهمتها فى أمر واحد .. هو تحقيق شخصية الشعب الأصيلة ، وتصوره الخآص للحياة فى دستوره وفى سياسة تربيته )) وفى تدينه واحترام رموزه .. إذن فليس من مهام وزير الأوقاف تربية الشعوب بمعنى تأديبها بالحديد والنار والقرارات الغبية غير المبررة .. ولا فى فرض من يشاء من خطباء ووعاظ بالهوى والمزاج الشخصى .. وإنما على اسس علمية محايدة تبتغى الوزارة من ورائها وجه الله وحده .. لكن من غيرالمعقول أن يكون الأساس والوعاظ قدرتهم على ابراز آيات النفاق للسلطة وامتداح بغلة السلطان ؟؟؟ .. حتى وإن كانوا غير مؤهلين علميا .. وهذا الأمر أصبح واضحا للعيان .. فأمثال الشيخ كشك والمحلاوى وعبد الكافى وعبد الرشيد صقر وأخيرا عبد الصبور شاهين .. يوقفون عن الخطآبة .. بينما يعتلى المنبر آلاف الخطباء الذين لا يرقون لأن يكونوا مجرد تلاميذ فى الصف الأخير عند واحد من هؤلاء الأفذاذ .. بل معظم هؤلاء الخطباء يغشون الخطب كاملة من هؤلاء الدعاة الموقفين ظلما وعدوانا وصدا عن سبيل الله ؟؟


لكننا نعلم .. والوزير أول من يعلم .. من الذى يصرح ومن الذى يوقف هؤلاء عن الخطآبة .. ولأن أهداف الوزير المعلنة تختلف عن أهدافه وخططه الحقيقة .. يحدث هذا التهريج الذى يراد من ورائه منع أعداء التطبيع .. وأعداء العلمانية والماسونية والشيوعية من اعتلاء المنبر .. لأننا فى مرحلة السلام ؟؟ اننى لاأشك لحظة فى أن هذا الوزير جاء لتفيذ مهام محددة .. وأنه متعاطف مع العصابة العلمانية والشيوعية أو يريد أن يكسب ودهم ، ويحصل على شرف التنوير والإبداع .. وإلا فلماذا الهجوم الآن على عبد الصبور شاهين وعلى جبهة علماء الأزهر ؟؟ ولماذا الآن هذا الهجوم الصفيق الذى يصف فيه الوزير أكثر من ألفى عالم أزهرى ؟؟ معظمهم حاصل على الدكتوراة .. وله تاريخ علمى طويل .. بأنهم أصحاب أفكار هدامة ، ومثيرة للفتنة .. يحدث هذا فى مؤتمر صحفى عالمى .. عيب والله ياوزير .. انى أتساءل عن طبيعة الأفكار والأراء التى يصفها الوزير بأنها هدامة ومثيرة للفتنة .. نريد بيانا شافيا كافيا فى أسرع وقت يوضح فيه سيادته بالتفصيل والدقة هذه الأفكار .. لأنه ربما لايعلم سيادته أن الأزهر الشريف يخرج كل عآم المئات ممن يحملون نفس أفكار جبهة العلماء .. ثم اننى أتساءل عن طبيعة الدكتوراه التى تبيح للوزير أن يطعن فى أفكار وآراء أكثر من ألفى عالم أزهرى .. ووصفها بأنها هدامة ؟؟


ثم أليس هذا هدم صريح للأزهر الشريف .. هل جاء الدور الآن على الأزهر ؟؟





باعتباره آخر القلاع التى تقف كحجر عثرة فى سبيل التطبيع مع الكيان الصهيونى .. حتى رأينا شيخ الأزهر يغشى المحافل الماسونية ، ويتناول الغذاء الحرام على موائدهم الحرام .. إذا كان الوزير أن يركب الموجه .. موجة القضاء على الصحوة الإسلامية .. فإننا نبشر سيادته بأن نصر اللـه قريب .. يومها يفرح المؤمنين بنصر اللـه .. وتختفى من حياة المسلمين كل احفاد عبد اللـه بن أبى بن سلول .. وكل البلاوى المسيحة التى تلقيها الحكومات الجائرة فى وجوهنا ؟؟
TAG

ليست هناك تعليقات

إرسال تعليق


الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *