الفرق بين الفقيه والمحدث
بقلم : محمد شعبان الموجي
سألني أحد الأخوة الأفاضل عن رأيي الشخصي في الشيخ الحويني فقلت له صيدلاني لكنه ليس طبيبا .. فأراد أن يستوضح الأمر أكثر .. فأقول له إن الحويني وشيخه الألباني وكل المدرسة السلفية التي ينتمي إليها الحويني يتمسكون بظاهر النص حتى وإن أدى بهم إلى نتائج تخالف المحكم من الكتاب والسنة المطهرة ويخالفون طريقة الفقهاء ، وأهل الرأي الذين يصرفون ظاهر النص عندما يصطدم بقواعد الشرع الثابتة .. وأخطر هذه القضايا على الإطلاق هي قضية الأخبار أو النعوت الإضافية أو الآيات المتشابهة مثل قوله تعالى يد الله فوق أيديهم ووقوله تعالى ثم استوى على العرش وقوله تعالى تجري بأعيننا .. فهؤلاء يتبنون موقف مجسمة الحنابلة الذي تصدى لهم عمدة المذهب الحنبلي الإمام الجوزي رحمه الله وكتب فصلا مهما في كتاب صيد الخاطر يصعب نقله أو تلخيصه لكن كما قلت لك أنهم يتبنون ظاهر النص حتى لو أدى التشبيه أو إلى مخالفة المحكم من الآيات .. كما ألف كتابا آخر مهما تناول فيه الأحاديث المتشابهة التي تتعلق بالصفات ودفع فيها ببطلان تفسير مجسمة الحنابلة التي يتبنى موقفهم الحويني ولكن طبعا بطريقة ملتوية وهو ما يعرف بمذهب الحمل على الظاهر .. والكتاب اسمه دفع شبه التشبيه بأكف التنزيه ..
أما القضية الأخرى فهي تتعلق بحديث صحيح الإسناد لكن فيه اشكال حيث يتناقض ظاهره مع قواعد الستر والنظر بل ومع الذوق العام وهو حديث رضاع الكبير وقد أصر الحويني ومن قبله الشيخ الألباني ومن قبلهما شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله على أن الرضاع يجب أن يكون بالتقام الثدي مباشرة ، وأنها ليست خصوصية بغلام شب عن الطوق ، وهو مازال في بيت ابيه الذي تبناه قبل أن يحرم التبني .. بينما رفض الفقهاء الأخذ بهذا الحديث واعتبروه حادثة عين وخصوصية بهذا الغلام لايمكن ان تتكرر لتحريم التبني بشكل نهائي .. بل واصر تلاميذ ابن تيمية رحمه الله على شرح كيفيات معينة مثل ارتداء المرأة ملابس شفافة لإرضاع الغلام ، وكلام سخيف يتنافى مع قواعد الشرع بينما ذهب العلماء كما قلت إلى الخصوصية وإلى أن الرضاع كان عن طريق السقاية ، ونشأ عن ذلك مسألة فقهية هل الرضيع الذي يسقى لبن المرضعة تثبت به المحرمية أم لا .. ورفض الفقهاء العمل بالحديث رغم صحته لأن الرضاعة من المجاعة ولم يقبلوا هذا الحديث إلا ومعه هذا التفسير .. لكن الحويني يصر في فيديو له على اليويتوب هو والألباني على ان الرضاع مباشر ولايهمه ما يترتب على ذلك من مخالفات جسيمة لقواعد الستر والنظر .
القضية الثالثة : هي موقف هذا التيار من ملك اليمين .. وعدم مراعاة مقاصد الشرع التي تتجه كلها إلى تصفية الظاهرة وكل التشريعات القرآنية والنبوية تسير في هذا الاتجاه والابقاء فقط على مالايمكن إلغائه مرة واحدة مراعاة لقاعدة المصالح والمفاسد .. لكن الحويني والمدرسة التي ينتمي إليها يريد ترسيخ الظاهرة وإعادتها للحياة مرة أخرى وهو ما يخالف مقاصد الشرع .
فالحويني مخزن أدوية أو مخزن معلومات لكنه ليس طبيبا يراعي ظروف المريض .
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق