هل ظلت الأمة الإسلامية أكثر من 1400 عآم تعبد الله بشريعة زائفة ؟؟



هل ظلت الأمة الإسلامية أكثر من 1400 عآم


تعبد الله بشريعة زائفة ؟؟


بقلم : محمد شعبان الموجى 




يعترف أحد منكري السنة في كتابه ( السنة ودورها في الفقه الجديد ) في صفحة ( 164 ) أنه : (( لايمكن استبعاد الأحاديث المروية والاقتصار على السنة الفعلية (..) ، وهكذا - كما يقول بالحرف - نجد أنفسنا في مأزق : فمن ناحية لايمكن الأخذ بالسنة على علاتها لما قدمنا من أسباب ومبررات وجيهة (..) ، ومن ناحية أخرى لايمكن استبعاد الأحاديث والاقتصار على السنة الفعلية (..) ، وهذه الأزمة التى تجابه السنة اليوم لابد لها من حل منهجي وموضوعي ، حل لايقوم على ميل أو هوى ولايستند على رأي ذاتي أو تلفيقات متنافرة ) ؟؟ ، وينتهي كاتب تلك العبارة إلى ضرورة عرض السنة على القرآن الكريم كميزان وحيد يتم على أساسه قبول أو رفض الروايات التي وردت في كتـــــــــب السنة المطهرة بما فيها كتب الصحاح . (؟؟) 

وأهم ما نستنتجه من تلك العبارات السابقة .. أن منكري السنة على اختلاف نحلهم ومللهم يقرون بأهمية الاستدلال بالسنة المطهرة في معرفة أحكام القرآن الكريم .. لكن منهم من يرى الاقتصار منها على السنن الفعلية المتواترة .. ومنهم من يرى ضرورة عرض الأحاديث المروية في كتب السنة على القرآن الكريم .. ومنهم من يرى أن السنة لاتقبل إلا إذا كانت موافقة تماما وبلا زيادة لآيات الكتاب الكريم فيكون توارد القرآن والسنة على الحكم الواحد من باب توارد الأدلة وتضافرها (.. ) ، بينما ترى طآئفة أخرى أنه لاسبيل إلى معرفة الأحاديث الصحيحة من الضعيفة والموضوعة إلا بعرض الأحاديث على القرآن الكريم .. كما يذهب إلى ذلك جمال البنا .. وهو مذهب قديم كما يقول البنا ، ولكن الأمة - حسب زعمه - قصرت فيه وأهملته منذ زمن الخلفاء الراشدين ؟


و أما أسوأ فرق إنكار السنة .. فهي التي ترى أن القرآن الكريم فيه تبيان لكل شىء (..) ، وأن الكتاب عربى لايحتاج إلى بيان غير معرفة اللسان العربى ، والأسلوب العربى الذى جاء القرآن به وليس وراء بيانه بيان (.. ) ، وأن البيان المقصود في القرآن هو فقط إظهار نفس آيات الوحي بظهورها على لسان النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن كانت خافية ؟؟ وأن مجمل القرآن لايحتاج إلى تفصيل ، ولاعآمه يحتاج إلى تخصيص ولا مطلقه يحتاج إلى تقييد (..) ، وهذه الطائفة التى تهدم السنة بكاملها ولاتعتبرها أصلا من أصول الفقه الإسلامي .. بين الإمام الشافعي رحمه الله أن ما يترتب على مذهبهم هذا يفضى إلى أمر عظيم جدا .. فإن الأخذ به يترتب عليه ألا تفهم الصلاة والزكاة والحج وغيرها من الفرائض المجملة في القرآن التي تولتها السنة بالبيان إلا على القدر اللغوي منها ، فيفرض من الصلاة أقل ما يطلق عليه اسم صلاة ومن الزكاة أقل مايسمى صدقة وهكذا .. فلو صلى في اليوم ركعتين قال مالم يكن فى كتاب الله فليس علىَّ فرضه .. وبهذا تسقط الصلوات والزكوات التى توافر لدى الكآفة فرضها ، حتى أصبح العلم بها من ضرورات العلم بالدين وقائل ذلك ليس من الإسلام فى شىء (..) 


واحتراما لوقت القارىء وعقله .. لن نتوقف أمام تلك الطائفة شديدة الشذوذ والتطرف في إنكار السنة .. ويكفى رد الإمام الشافعي عليها !! 

ولسنا كذلك بصدد مناقشة فقهية وأصولية لمفهوم السنة الفعلية المتواترة ، ولا بصدد مناقشة عرض الحديث على القرآن .. فلهذا حديث آخر إن أذن الرحمن .. لكن مايهمنا الآن هو رصد ( الاختلاف ) بين الرافضين والمشككين في كتب الصحاح والسنن والمسانيد بعضهم مع بعض وكفى الله المؤمنين القتال .. فبينما ترى جماعة منهم أن الحل في معرفة أحكام الشريعة هو الاقتصار على السنة الفعلية المتواترة .. يرى جمال البنا مثلا أن هذا لايكفي ويسوق على ذلك عدة أدلة أهمها ضرورة الاستعانة بالسنة القولية (..) ، ومما قاله الرسول عليه الصلاة والسلام ونقله الصحابة بطريق العنعنة أو حدثنا (.. ) لمعرفة ماذا كان يقول صلى الله عليه وسلم فى ركوعه وسجوده وتشهده .. لاسيما وأن الصلاة هي أشهر مثال يستدل به الذين يتمسكون بالسنة الفعلية المتواترة كمصدر وحيد لمعرفة الحديث الصحيح من الحديث المختلق .. بينما يرى جمال البنا مثلا ضرورة عرض الأحاديث التي وردت بالعنعنات وبحدثنا وأخبرنا على القرآن كميزان وحيد لمعرفة الصحيح من المختلق ؟؟ 

وإذا كان جمال البنا قد أجاب على أنصار التمسك بالسنة الفعلية المتواترة كطريق وحيد لمعرفة السنة الصحيحة وأنكر عليهم ذلك كما قلنا وإن كان لنا معهم وقفة طويلة .. فإن جمال البنا قد أوقع نفسه فى مأزق أشد وطأة .. حينما اعترف بأن السنة المطهرة ، وحى من الله (.. ) ، وأنه لاسبيل إلى معرفة هذا ( الوحى السنى ) إلا عن طريق عرض الأحاديث المدونة ؟؟؟ على القرآن الكريم .. إذن بالله عليكم إذا كان طريق معرفة ( الوحي السني ) كما يقرر البنا بنفسه هو الأحاديث المدونة بالعنعنات وبحدثنا وأخبرنا ( .. ) ، ألا يكون الأمر النبوي بالنهى عن كتابة الحديث وتدوينه قرارا خاطئا من النبي صلى الله عليه وسلم .. وحاشا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ؟؟ .. ألا يكون في هذا الأمر النبوي إهدارا للمصدر الأساسي ( للوحي السنى ) مع أهميته القصوى التي يقررها البنا ؟؟ لاسيما وأن جمال البنا يؤكد أن أحاديث إباحة كتابة الحديث هي أحاديث خآصة ببعض الصحابة دون غيرهم وأنها كانت استثناء .. بل يقرر نهى الخلفاء الأربعة عن رواية الحديث وليس كتابته فقط .. بالله عليكم إذا لم تكتب أو تدون هذه الأحاديث في الكتب التي بين أيدينا الآن مثل صحيحي البخاري ومسلم وغيرهما .. كيف كان سيتسنى لجمال البنا أو لغيره أن يفحصوا المتون وأن يعرضوها على كتاب الله لحفظ ( الوحي السني ) ومعرفة جوانبه التشريعية والأخلاقية المختلفة ؟؟ 

وإذا كان المنهج الوحيد لمعرفة الصحيح من الموضوع هو العرض على القرآن .. وأن هذا الأمر كما يقول جمال البنا ظل متوقفا بعد الخلفاء الراشدين وحتى ميلاد الفقه الجديد على يد جمال البنا - رغم أنه لم يقدم جديدا ولا يحزنون حتى اليوم - لدرجة أن الرواية كما يقول : ( لم تتم فصولا وأن ما ظن السلف أنه قد نضج حتى احترق لايزال فطيرا لم يدخل أتون الفكر حتى ينضج فضلا أن يحترق ، وقد ظن الفقهاء والمحدثون والمفسرون - أعنى بناة السلفية - أن بناءهم أصبح من الشموخ والثبات بحيث لايتعرض لناقد فضلا عن هادم بعد أن هزموا الخوارج والمعتزلة والشيعة وكل الذين كانت لهم خلافات جذرية بالنسبة للسنة .. ولكن العصر الحديث - كما يقول - جاء بفنون من البحث والنظر لم ترد بذهن الأوائل وفتحت أمام العلماء والبحاث آفاقا جديدة ، ولم يثنهم الأوائل .. فجاوزوا ماذهب إليه الشيعة والخوارج فى اطراح الروايات عن ثقات أو صحابة دون أن يحلوا محلها روايات عن عترة أو أئمة وإنما هو العقل والنظر والفكر والتدبير ) .. فهل يجوز في ميزان العقل والشرع أن يتهم الأكابر من الصحابة والتابعين و العلماء بأنهم ظلوا منذ زمن الخلفاء الراشدين يؤمنون بالله ، ويفـتون الناس بلا عقل ولا نظر ولا فكر ولا تدبير ؟؟ .. كيف وكتبهم العظيمة الشامخة بين أيدينا ناطقة على عظمتهم .. لكن السؤال المهم الآن .. هل ظل ( الوحي السني ) الذي هو أساس فهم ( الوحي القرآني ) وحفظه من تبديل المعاني ، ومصدر أساسي لفقه العبادات والمعاملات والأحوال الشخصية معطل لأكثر من ألف وأربعمائة عام حتى بعث الله فينا جمال البنا ليعيد ( للوحي السني ) اعتباره ومكانته ؟؟ هل ظلت أمة محمد صلى الله عليه وسلم تعبد الله بشريعة زائفة مليئة بالأكاذيب والخرافات ، وهل ظلت أحكام القرآن الكريم التي تحتاج إلى تخصيص وتقييد وتفسير معطلة طيلة هذه القرون .. حتى بعث الله فينا جمال البنا هاديا ومبشرا ونذيرا .. وهل ينجح ( البنا ) فى وضع آليات تحفظ الوحي السني.. فيما فشل فيه سيد الأنام - وحاشا لرسول الله صلى عليه وسلم - الذى نهى عن كتابة الأحاديث كما يقرر جمال البنا ، وكاد أن يحرم الأمة من مصدر ( الوحى السني ) بما له من أهمية في فهم الشريعة والقرآن .. لولا أن قيض الله بعض ( المنحرفين في نظر البنا ) من أمثال الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز و الأوزاعى والزهرى و أحمد والبخارى ومسلم وألاف غيرهم نذروا حياتهم فى تدوين الأحاديث وحفظها فى الكتب حتى يبعث الله فينا جمال البنا فى القرن الخامس عشر الهجرى .. ليأخذها على الجاهز كما يقولون .. فيعرضها على القرآن ليميز لنا صحيح الحديث من ضعيفه وطيبه من خبيثه .. ثم ما ذنب أجدادنا الذين ماتوا قبل بعثة جمال البنا ومولد فقهه الجديد .. هل ماتوا على جهلهم ؟؟ ويرحم الله زفر بن الهذيل حين قال : إنى لا أناظر أحدا حتى يسكت بل أناظره حتى يجن ؟؟ قالوا كيف ذلك ؟؟ قال : يقول بما لم يقل بـه أحد من قبل . 


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،





TAG

ليست هناك تعليقات

إرسال تعليق


الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *