حينما سئل الشيخ الغزالى فى قضية مقتل أحد المرتدين عن الاسلام ... أجاب فضيلته بإجابات أهاجت أعداء الاسلام ، و أعضاء الوكالة اليهوديـــة فى مصر .. المتعجلون للعصر الصهيونى .. المتلهفون لتفتيت العقيدة الإسلاميـــــــــــة ، و إقصـــاء الدين عن معترك الحياة .. الفرحون لانتصار اسرائيل لأن فى انتصارهم هزيمة للاسلام !!
فإذا عرف القارىء أن ما قاله الغزالى فى شهادته هو جزء من التشريع الاسلامى العظيم .. أدرك سر هذه الهجمة اللئيمة الجاهلة التى شنها أعداء الاسلام على الشهادة الغزالية !!
إن الشيخ الغزالى سئل فى المحكمة عن حكم الاسلام .. و عن رأى الشريعة .. و لم يسئل عن حكم القوانين الوضعية أو القوانين الفرنسية العلمانية ؟؟ و لهذا فمن المنطقى جـــــــــدا ..إن كان عند هؤلاء منطق .. أن تأتى فتــــوى الشيخ الغزالى موافقة لما هو ثابت و مستقر فى الفقه الاسلامى المستمد من القرآن الكريم و السنة المطهرة و الاجماع و القياس الصحيح .. و لو سئلت لجنة الفتـــوى أو سئل فضيلة المفتى أو فضيلة شيخ الازهــر ...لما وسعهم أن يجيبوا على المسألة إلا بما أجاب عنها الشيخ الغزالى !!!
فإن كان كل هؤلاء مصنفين لدى (( الوكالة اليهوديـــة المصريـــة )) فى مربع التطرف و الارهــــاب و الجهل بالديـــن ... و كانوا مما لا يعتد بهم فى مجال الفتوى الدينية فى النظر العلمانى ... فإن هذا يذكرنا بما حدث للفيلسوف الالمانى ((شوبهور )) ..عندما أصدر كتابه (( العالم إرادة و فكرة )) ، و تلقاه القراء بفتـــور ، و تجرأ أحدهـــم فطعن فى الكتاب .. فقال شوبنهور : (( إن كتابى كالمرآة .. إذا نظر فيها حمار فمن غير المعقول أن يرى فيها صورة ملاك )) ؟؟؟
فمن المقطوع به أن هذه الوكالة اليهودية المصرية لن تجـــد نفسها فى الاسلام ، و لن تجد هواها فى القرآن الكريم ...و لن ترى فى مرآة الاسلام إلا صورتها القبيحة التى تريـــد من خلالها محاكمة قوانين الشريعة ، و تصورات الاسلام بقوانين البشر و تصورات البشر !!
لقد حاولت تلك الوكالة عبثا استنطاق بعض علمائناالأفاضل ... بما يخالف شهادة الشيخ الغزالى ، و بما يظهره أمام العالم الاسلامى بمظهر المتطرف المؤيـــدللآرهاب ؟؟؟ ... و لكن هيهات هيهات ..فقد جاءت معظم الارآء العلمية المحترمة ...إن لم تكن كلها موافقة لما قاله الشيخ الغزالى ، و إن اختلفت اسلوب الفتوى ، أو توهـــم الأغبياء أ، ثمة تناقض ؟؟؟
و لعل خير مثال على ذلك ...تصريح المفتى لهيئة الإذاعة البريطانية ، و كذلك تصريح لجنة الفتـــوى المنشور بجريدة الأهرام بتاريخ 9ـ7 ـ1993 حيث أوضحت اللجنة ما يلى :
أولا :مشروعية الحكم على الأفراد بالردة متى توافر العلم الحقيقى بذلك :
قالت اللجنة : إن من يتهم أحدا بالكفر أو الردة (( دون علم حقيقى )) يصدق عليه قـــول الرسول e (( من قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما ..فإن كان كما قال ، و الا رجعت عليه ، و هو ما يعنى مشروعية تكفير المرتد متى كان ذلك عن ((علم حقيقى ))، و هو ما يعارضه العلمانيين و فلول الشيوعية بشدة ... محاولين الايهام أن الردة عن الإسلام من الحريات الشخصية ، و حق من حقوق الإنسان حتى و إن اعلن ذلك صراحة أو دعا اليه بين أفراد المجتمع الاسلامى !!
ثانيا : لايوجــد فى الاسلام عقوبة حديــة على قاتل المرتد بدون أذن السلطة ..(( يعنى لا يعتبر قاتلا كما هو الحال فى القوانين الوضعية )) ؟؟؟
قالت اللجنة : و أن من يقوم بتوقيع عقوبة حديـــة بدون إذن من ولى الامر يرتكب اثما عظيما لعقوبته الشديدة فى الاخرة ((و ليس فى الدنيــــا ..كما أن اللجنة لم تذكر دليلا وحدا على تلك العقوبة الأخروية الشديدة )) ؟؟؟
ثــم قالت اللجنة : (( و يجوز ؟؟؟؟ لولى الأمر أن يعاقبه بعقوبة تعزيرية ، و ذلك منعا للفوضى و إقرارا للأمن و النظام )) و هو ما يؤكد كلام الغزالى حينما قرر أمام المحكمة أن لا عقوبة فى الاسلام على قاتل المرتــــد ....!!!
ثالثا : تحريم الردة عن الاسلام ، و تقرير عقوبة القتل للمرتـــد ؟؟؟
أشارت اللجنة إلى أن الإسلام حرم على المسلم أن يرتد عن دينه ... و أكدت اللجنة أن العماء قرروا أن المرتد يستتاب بمدة كافية و إلا وجبت عقوبته إذا أصر على موقفه ... و هى عقوبة القتل المنصوص عليها فى السنة المطهرة فى قوله r : ((من بدل دينه فاقتلوه )) ...يعنى اللجنة كان أشد حكما على المرتد من الشيخ الغزالى الذى رأى عدم قتل المرتد ، و الاكتفاء بنفيه أو حبسه ، ومع ذلك هاجمه الأغبياء الذين رحبوا فى ذات الوقت بفتوى لجنــــة الفتوى ؟؟؟
بقى لنــــا عدة ملاحظات حول شهادة الغزالى ، و تصريح لجنة الفتـــوى :
# قاتل المرتد بدون إذن ولى الأمر لايعد مفتاتا على السلطة لإلا إذا كانت الدولة تنفذ و تطبق حـــد الردة !!!
#إذا لم تثبت تهمة الردة فى حق الشخص المقتول على وجه اليقين .. يعاقب قاتله بالقتل قصاصا !!! و هو ما مسئولية (( قاتل المرتد )) أمام القضاء على كل الأحوال .. و تعرضه للقتل قصاصا إذا لم تثبت على وجه اليقين ردة المقتول ، و هو ما ينفى القول بأن الشريعة أباحت القتل بمجرد الأدعاء .. و الظن .. كما يدعى الأغبياء ..كما ينفى القول بأن عدم وجود عقوبة على قاتل المرتد (( متـــى ثبتت ردته على وجه اليقين )) يشيع الفوضى فى المجتمع ؟؟؟
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق