عدة مشاهد قفز عليها الإعلام والمهتمون بالشأن العام هذا الأسبوع مع أنها تمثل أهمية كبرى ، وتتركنا أمام تساؤلات ضخمة ، ودلالات تثير الكثير من الشبهات .. لكن في أجواء الفتنة تختفي الحقائق الكبرى .. أحد هذه المشاهد هو حديث السيد عمر عفيفي ضابط الشرطي الهارب إلى أمريكا ، والذي زعم في حديثه مع الأستاذ وائل الإبراشي أنه من أهم الذين كانوا يقودون الثورة من خلال غرفة عمليات زارها الإبراشي ، ونقل لنــا صورتها ، وصور لنا العديد من أجهزة الحاسوب مابين جهاز عادي أو جهاز لاب توب ..
ويزعم عمر عفيفي أنه شكل هو وآخرون أكثر من 150 مجموعة من الشباب في أنحاء القاهرة والأقاليم .. يقوم هو بتحريكهم كأحجار الشطرنج من خلال غرفة عملياته .. وأن خطتهم تعتمد على تحريك المسيرات من داخل الأحياء الشعبية بهدف جرف موجات من البشر في التظاهرات والاعتصامات ..
وذكر عمر عفيفي أنه من الغباء الظن بأن هذه المجموعات التي حركت الشعب المصري كانت عفوية أو عشوائية بل هي كما زعم وأكد كانت تنظيما دقيقا يديره هو وآخرون من داخل أمريكا ..
الشىء الأخطر في كلام اللواء عمر عفيفي أنه أكد أن منظمات أمريكية تعمل الآن على قدم وساق باستدعاء الكثير من هذه المجموعات الشبابية وتقوم على تدريبهم ليكونوا بديلا عن نظام حكم مبارك وتابعا أمينا لهـــا .. وأنهم تقاضوا أكثر من 150مليون دولار خلال الفترة الماضية .. وأن من بينهم شخصيات ثورية كبيرة من تلك التي سيطرت على برامج التوك شو ، وتصدرت المشهد الإعلامي .. وأنه يحذر بشدة من محاولة هذه المجموعات الثورية تقويض مؤسسات الدولة وهدمها بحيث تفقد مصر مقومات الدولة الآمنة .. مما يستدعي ويبرر تدخلا أمريكا وغربيا عسكريا يعمل على إعادة تقسيم مصر إلى أربع دويلات
والخطير في الأمر أن يصدر هذا الكلام من عمر عفيفي بالذات الذي كان ومازال من أشد المناصرين للثورة وصاحب التحذير الشهير ليلة الأربعاء بوجود قناصة فوق الأسطح .. والأخطر أن يمر هذه الكلام دون أن يجد من يتصدى له من بعض الثائرات الفضائية .. اللائي يقدن حملة قذرة ضد كل ماهو إسلامي بشكل ممجوج وحقير .. أو يستلزم تدخلا مباشرة من المجلس العسكري أو مجلس الوزارة .. أو غيرها من مؤسسات الدولة .
ومهما شكك البعض في مصداقية هذه التصريحات التي أدلى بها عمر عفيفي أمام كاميرات الحقيقية في فضائية دريم 2 .. إلا أن الوقائع التي تمر بنا والتصريحات والمواقف التي تنطلق من منصات التحرير التي يعتلي بعضها بعض الشواذ فكريا .. تؤكد على أن مخطط اسقاط الدولة بعد اسقاط النظام يسير بخطى متسارعة أمام موافق متخاذلة أو متسامحة أو غريبه أو مريبة من المجلس العسكري الذي يشكل الحصن الأخير للدولة المصرية ..
فهاهم الغوغاء يخرجون إلى الشوارع معترضين على أحكام القضاء مشككين في ذمم القضاة .. وهاهي الشعارات تنطلق لإسقاط المجلس العسكري .. وهاهم بلطجية الثورة يبدأون تخريبا حقيقيا ومنظما لمؤسسات الدولة أغلقوا مجمع التحرير وأغلقوا الطرق الرئيسة ، ويهددون بإغلاق مجلس الوزارة ومترو الأنفاق ونفق أحمد حمدي .. بل والأخطر من ذلك يهددون بتعطيل قناة السويس .. وقد أجهض الجيش حماه الله هذه المحاولة الخسيسية من أسر مايسمى بشهداء السويس .. وعندما يسقط القضاء ويسقط الجيش وتغلق قناة السويس وتعطل المرافق العامة ماذا يتبقى من أركان الدولة .. وماذا يتبقى على أمريكا من خطوات لاحتلال مصر ..
إنني أقسم بالله غير حانث .. أنه في ظل ما يعرف بحق التظاهر السلمي الذي تم تصديره إلينا في صورة حق التظاهر الهمجي أو العشوائي لن يستقيم حال مصر ولن تعود سلطة الدولة لوضعها الطبيعي ، ولن تعود لمصر مقوماتها كدولة مادام هناك أشخاص من عينة عبد الحليم قنديل ووائل قنديل وجورج اسحق والبرادعي وحسن عمار وبلال فضل وابراهيم عيسى وحسام عيسى والغزالي حرب وابنه ثقيل الظل شادي وغيرهم وغيرهم من كل تلك الوجوه التي بتنا نعرف في وجههم المنكر ، والتي تحاول فرض سيطرتها بغباء لايقل عن غباء وزارة شرف على مقدرات الأمور في مصر .. لاأعرف كيف سيحكمون وهم في خصومة شديدة مع القضاء ومع الجيش وقبل ذلك مع الشرطة .. وهل يتوقعون أن تنصاع لهم كل تلك المؤسسات والأجهزة .. أم أنهم سيستمدون شرعية وجودهم من ماما أمريكا .. وأقولها لوجه الله تعالى .. ليس أمامنا لإنقاذ مصر كدولة إلا تكاتف مؤسسة الشرطة ومؤسسة القضاء ومؤسسة الجيش لمواجهة هذه الفتنة وإلقاء القبض على ألف أو حتى عشرة آلاف من مثيري الفتنة ، ومن الذين جندتهم المخابرات الأمريكية .. وهذا كفيل بعودة الحياة الطبيعية لمصر ..
أما الطريقة التي يتعامل بها المجلس العسكري مع هذه التظاهرات والانصياع لبعض مطالبها التي لن تنتهي كما يظن البعض حتى بعد الانتخابات .. فلن تؤدي بنـا إلا ألى تشجيع وتفاقم ظاهرة التظاهر العشوائي والفوضي والممنهج لتقويض أركان الدولة .. ولن تقوم لمصر قائمة .
مرة أخرى أناشد المجلس العسكري بسرعة إلقاء القبض على كل تلك العناصر التي تقدم نفسها على أنها رموز ثورية .. والمضحك المبكي أن يتساءل جورج اسحق وممدوح حمزة في أحد البرامج عن الدعم الذي تقدمه أمريكا لبعض قيادات مايسمى بائتلاف الثورة ، والذي تجاوز عددها المائة بكثير .. ويتساءل غيرهم أيضا مثل عمر عفيفي عن هذه الأموال .. وهو مايذكرنا بالمقولة الشهيرة التي قالها الحسن البصري رحمه الله عندما سرق مصحفه وقد أبكي المصلين جميعا .. كلكم يبكي فمن سرق المصحف .. وأقول لهؤلاء الأوغاد كلكم يبكي فمن سرق المعونات والرشاوى الأمريكية لتقويض أركان الدولة المصرية ؟؟
والسلام عليكم ورحمة الله
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق