أولا : مشكلة د.منى حــــــــــــــــلمى ومن هـم على نفس ثقافتها وتربيتها وقناعاتها الشــــخصية ..أنــــــها تعتز دائما بالمفاهـيم الغربية اللآدينية وتعتبرها الصواب الذى لايحتمل الخطأ .. ومن ثم فهى تنظر إلى أصحاب الرأى المخالف نظرة دونية وعلى أنه الخطأ الذى لايحتمل الصواب .. مع أن أصحاب الرأى المخالف لها لهم مرجعيهم المقدسة التى لاخلاف على احترامها سواء بين أحد من المؤمنين بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم .. أو المؤمنين بشريــــــعة موسى عليه السلام من اليهود والنصارى .. وهى بذلك لاتختلف عن الذين تنعتهم بالتدين الإستعراضى .. وكأنها قد اطلعت على سرائرهـم وكشفت عن نياتهم فاكتشفت أن كل من يحرم كشف عورة المرأة أو جسدها من المتدينين الزائفين .. ولم تــــــفترض مجرد افتراض أن من بينهم من يمكن أن يكون صادقا فى تبنى فلسفة أخلاقيه محترمة لها مرجعياتها عبر التاريخ الدينى كله تستحق أن تناقش وأن يكون لأصحابها الحق فى محاولة اقناع الناس بها والدعـــــوة إليها !!
ثانيا : ومشكلة د. منى أنها حينما ناقشت قضية عري المرأة وحجابها .. لم تناقشها من خلال فلسفتين متباينتين لكل فلسفة منهما مرجعيتها المتضمنة لحجيتها .. وإنما قارنت بين وضعين خاطئين يرفضهما أصحاب الإتجاه الذى يحرم عري المرأة تحت أى دعوى .. فالمرأة التى ترتدى المايوه .. تتساوى فى الفقه الإسلامى مع المرأة التى تنزل بملابسها فتخرج بها مبتلة تظهر عورتها .. فمن ضمن شروط استر العورة فى الشريعة ألا يكون الثياب كاشفا ولا شفافا ولاصفيقا إلى آخره .. بل إن الشريعة حرمت أيضا ارتداء الرجل للمايوه إذا كان كاشفا عن عورته أو مجسدا لها .. لافرق بينه وبين المرأة إلا فى حدود العورة فقط والتى تكون فى المرأة اكثر نظرا بما أضفته الطبيعة الإلهية عليها من جمال وفتنة لاينكره إلآ غافل !!
ثالثا: ليس صحيحا على الإطلاق أن الناس فى كل مكان وفى كل زمان لم يربطوا بين أخلاق المرأة وبين عريها .. لاسيما فى المجتمعات الإسلامية والشرقيه .. بل الصحيح أن المجتمع الإسلامى والشرقي مازال ينظر إلى المرأة التى ترتدى المايوه أو الملابس المكشوفه نظرة ارتياب .. لما توحيه تلك الملابس من قابلية المرأة للإنحراف .. ومازال منتجو الأفلام والمسرحيات يتاجرون بجسد تلك المرأة التى تقبل العري والإغراء .. ومازالت بيوت الأزياء التى يسيطر عليها الصهاينة تخرج آلاف الموديلات والأشكال والألوان التى تعتمد على ابراز مفاتن المرأة بشكل مثير .. ومازال رؤساء تحرير الصحف يتاجرون بأجساد الفتيات والنساء بعرض صورهن عارية على أغلفة المجلات .. بل وعلى علب الكبريت والصابون .. مع ما فى ذلك من امتهان وإهانه للمرأة .. وكل ذلك ناشىء عن استغلال نظرة المجتمع لجسد المرأة الذى يربط دائما بين عريها وبين أخلاقها .. حتى فى أشد المجتمعات تقدما .. وليس أدل على ذلك من رفض كثيرات من الفنانات الأجنبيات للتعرى الكامل.. وليس أدل على ذلك من فشل نساء الغرب من التخلص من ورقة نهائيا !!
رابعا : إذا كانت الدكتوره تبكى على أيام المايوهات التى قلت معها حوادث الفساد والإنحراف والعتف والجرائم والبلطجة والإرهاب .. فلماذا لآتتشجع الدكتوره أكثر فتطالب بالعري الكامل .. ربما تختفى كل تلك الجرائم نهائيا .. كما أن الدكتوره يجب عليها أن تبحث لنا عن أسباب معقوله تبرر بها ازدياد معدلات الجريمة فى الغرب عن مثيلاتها فى الشرق بالرغم من انتشار عري النساء على النحو المعروف .. وإذا كانت الدكتوره قد أباحت المايوه بالدليل العقلى .. فما هو المانع من أن تبيح لنا العري الكامل بنفس الدليل العقلى الذى استخدمته .. وبالمثل إذا كان ارتداء المايوه على البحر فرصة للتخلص من الكذب والزيف والإستعراضات المريضة .. فلماذا لاتطالب الدكتوره بالعري الكامل حتى تتخلص نهائيا من بقايا مظاهر الكذب والإستعراضات المريضة التى قد تكون موجوده بسبب وجود بقايا من الثياب على جسدها .. ولماذا لم يتخلص الرجل رغم ارتدائه للمايوه من أوهامه واستعراضاته المريضة هـو الآخر !!
خامسا : ليس صحيحا أن مجتمع الخمسينات و الستينات كان يتقبل ارتداء المرأة للمايوه .. بل كان كان دائما وأبدا محل خلاف وصراع فكرى وأخلاقى .. والدليل على ذلك تخصيص فترات محدده لإستحمام النساء فقط فى البحر .. وهو الأمر الذذى اختفى فى أيامنا تلك .. كما أن الأدباء والفقهاء ورساموا الكاريكاتير قد تصدوا لظاهره نزول المرأة عارية إلا من قطعة قماش تظهر أكثر مما تخفى .. وأنا أرجو الدكتوره أن ترجع إلى قصيدة مصطفى صادق الرافعى والتى ترجمها عن الشيطان تحت عنوان .. لحوم البحر .. كنت أتمنى أن أنقلها كاملة فى ردى هذا ولكن أكتفى بتلك الفقرة التى يقول فيها الرافعى رحمه الله : (( ولعمرى لإن لم يكن هذا المارد ، ما أحسبه إلا الشيطان الخبيث الذى ابتدع فكرة عرض الآثام مكشوفة فى أجسامها تحت عين البر والفاجر لتعمل عملها فى الطباع والأخلاق ، فسول للنساء والرجال أن ذلك الشاطىء علاج الملل من الحر والتعب ، حتى إذا اجتمعوا ، فتقاربوا ، فتشابكوا.. سول لهم الأخرى أن الشاطىء هو كذلك علاج الملل من الفضيلة والدين .. وإن لم يكن اللعينان فهو الرجيم الثالث ، ذلك الذى تألى أن يفسد الآداب الإنسانية كلها بفساد خلق واحد ، هو حياء المرأة ، فبدأ يكشفها للرجال من وجهها ، لكنه استمر يكشف .. وكانت تظنه نزع حجابها فإذا هو أول عريها .. وزادت المرأة ، ولكن بما زاد فجور الرجال ، ونقصت ، ولكن بما نقص فضائلهم ، وتغيرت الدنيا وفسدت الطباع ، فإذا تلك المرأة ممن يقرونها على تبذلها بين رجلين لاثالث لهما : رجل فجر ، ورجل تخنث ))
وأخيرا : أرجو أن أطمئن الدكتوره منى إلى أن اختفاء النساء اللواتى يرتدين المايوه من على الشواطىء ليس ظاهرة عامة فى كل الشواطىء ..بل فى الشواطىء الشعبية فقط .. أما شواطىء الأغنياء والقرى السياحية فقد ازداد فيها ارتداء المايوه بجميع موديلاته ابتداء بالبرازيلى وانتهاء بأبو فتله .. فالحمد لله رب العالمين .. بل أزيدك على ذلك اطمئنانا إلى أن شواطىء البحرالأحمر قد خطت خطوات أوسع نحو التمسك بالفضيلة والدين والتخلص من الكذب والزيف والإستعراضات المريضة .. فسمحت بتعرية صدور النساء تماما .. فاطمئنى تماما فكل شىء يسير على مايرام حسب الخطة وفى النهاية أرجو أن يتسع صدرك وصدر الأخوه القائمين على روزا اليوسف لهذا الرأى المخالف ،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق