آباايبان |
المفروض وفقا لما هو سائد .. ان تخضع جميع الممارسات السياسية والإقتصادية والعسكرية والإجتماعية .. وكذلك طبيعة العلاقة بين الدول وشكلها وحجمها .. من الطبيعي أن تخضع كل هذه الأمور .. لمنطق المصالح المتبادلة والمصير المشترك .. يعني بالبلدي نفع واستنفع .
فالسياسة بمعناها السائد ليس فيها شىء لله .. وليس فيها مجال للعواطف والأحاسيس .. هذا ماتعلمناه من أولئك الذين رفعوا شعار لادين فى السياسة ولا سياسة فى الدين !! أنصار المجتمع المدني والحضارة المادية .. هذه القاعدة تستقيم وتتسق .. إن تعلق الأمر بالعلاقة بين زامبيا وجامبيا أو بين أمريكا والعالم العربي .. أو بين أي دولتين خلقهما الله عزوجل .
لكن إن تعلق الأمر ( بالكيان الصهيوني ) فإن المنطق يفر والعقل يأخذ أجازة إجبارية .. فأنت ببساطة شديدة لو فتشت في قواميس السياسة بل وكل قواميس الكون .. لتصف تلك السياسة التدليلية العالمية من دول الغرب لإسرائيل فلن تسعفك كل تلك القواميس .. الكل أصبح يؤمن الآن أن اسرائيل هي مركز الكون الذي تدور حوله الأحداث من قيام دول وزوال أخرى .. كل سياسي العالم اليوم من عرب وعجم يؤمنون ببقاء اسرائيل .. وقيام اسرائيل الكبرى هى الحيثية الأساسية لرضاء الرب وانفاذ وعده .. اما سياسو العالم الغربي .. فالأمر بالنسبة إليهم عقيدة توراتية راسخة .. أما بالنسبة لسياسي العرب .. فيبدو أن السياسة الروتارية والماسونية قد أتت أكلها واستوت على الجودي .. سواء أكانوا في ذلك مخدوعين أو كانوا مغفلين .. الكل يعمل على قدم وساق لإعادة اكتشاف الهيكل وإعادة بنائه من جديد !!
الكل يتسابق لبناء نظام جديد في الشرق الأوسط .. تنفيذا لأماني اسرائيل والتي عبر عنها ابا ايبان صراحة في صحيفة ( جون افريك ) الفرنسية عام 1976 .. تصوروا ولكن كيف يمكن بناء هذا النظام الشرق أوسطي الجديد ؟؟
يجيب آبا إيبان قائلا :
لابد ن حدوث ثورة في الضمير العربي !!! فالشعب العربي لم يهضم المبادىء الروحية بوجود اسرائيل .. كدولة تشكل جزءا عنصريا في المنطقة .. حيث ولدت وحيث أثر اشعاعها الفكري تأثيرا قويا في مصير البشرية .. فالعرب ينظرون إلى اسرائيل نظرتهم إلى عنصر أجنبي خارجي فرض عليهم قصرا وبينما نحن واغلب الشعوب مقتنعون بأننا نشكل عنصرا عضويا في الشرق الأوسط ..فإسرائيل جزء من ماضي من حقيقة .. من مصير الشرق الأوسط .. ولكن لابد من وقت ليعي جيراننا عمق الجذور التي نربط اسرائيل بالمنطقة التي ولدت فيها .
وابطال الثورة على الضمير العربي .. هم اتبطال التطبيع السياسي والإقتصادي والثقافي والفكري والفني والرياضي مع الكيان الصهيوني .. أولئك الذين يؤمنون بأن إسرائيل ليست دولة الأمر الواقع وإنما يؤمنون بأنها دولة الحق .. أولئك الذين هرولوا إلأى تغيير الجلد والدين والأخلاق تحت مزاعم مختلفة .. حتى من قبل أن يطلب منهم ذلك .. ويبدو أن الإحتمال الذي توقعه آبا ايبان في كتابه ( شعبي ) أصبح حقيقة واقعة .. لقد قال ( إن احتمال أن يصبح العرب غربييت هو أكبر من احتمال أن تصبح اسرائيل دولة شرقية أخرى .
لكن لماذا كل هذا الحرص الصهيوني على اتمام صفقات السلام مقابل صهينة الحياة العربية ثقافيا وسياسيا واقتصاديا وأخلاقيا ؟؟؟ في الوقت الذي وصل فيه العرب إلى درجة من لتشرذم والتمزق والكفر بالعروبة والإٍلام في بعض الأحيان ؟؟ لماذا في هذا الوقت بالذات يقدم الصهاينة تنازلات كبيرة ( بالقياس للتعنت والصلف الصهيوني ) وهم بفضل امريكا لديهم امكانات تعطيهم القدرة على أن يبلغوا في 48 ساعة دمشق أو بغداد أو القاهرة ؟؟
طبعا سيقال ان ضربات الإنتفاضة الموجعة هي السبب في التعجيل بالتنازلات ؟؟
هذا صحيح خصوصا إذا عرفنا أن الصهاينة منذ عام 1915 وهم يخشون صراحة ( تلاشي حلم الدولة اليهودية المزدهرة والتقدمية .. ومعقل المدنية المتألقة ,, اثر سلسلة من النزعات القذرة ؟؟؟ مع السكان العرب ) .. لكن هذا شىء اضافي او فرعي .. الحقيقة الأساسية لقبول اسرائيل التفاوض مع العرب وتقديم بعض التنازلات .. هي الإيمان بجدلية صهيونية تاريخية .. ترى أن الإعتماد على القوة المسلحة وحدها مرحلة تاريخية يجب ان يعقبها مرحلة اظهار وابراز العبقرية الصهيونية في ( خلق حضارة عبرانية ولعب مركز روحاني )
الإعتماد على السيف وحده يعني في الجدلية الصهيونية تشويه تطور الدولة بل تشويه طبيعتها ايضا !! لكن قيام حضارة عبرانية واشعاع روحاني صهيوني .. مرتبط ارتباطا حتميا بالقضاء على الحضارة الإٍسلامية أو كما يقول مناحم بيجين عام 1970 ( أنتم الإسرائليين لايجب أن تشعروا بالشفقة حتى تقضوا على عدوكم .. لاعطف ..لارثاء .. حتى ننتهي من إبادة مايسمى بالحضارة الإٍسلامية التي ستبنى على أنقاضها حضارتنا ) وأن تجد اسرائيل صعوبة حقيقية في ذلك .. في السياسة الثقافية والإعلامية اللاأخلاقية السائدة الآن في مصر وسائر البلاد ( المحبة للسلاملك ) وويل للعرب من شر قد اقترب
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق