عندما تقتحم الذئاب حظائر الأغنام !!
بقلم : محمد شعبان الموجي
فى القاهرة .. ووسط صمت مطبق لمشيخة الأزهرالشريف ولفضيلة مفتى الجمهورية .. ووسط غفلة شديدة أولا مبالاة من القوى الوطنية التى تتشدق بمحاربة التطبيع فى صورته الساذجة .. بينما تتغافل أو تتواطأ مع أذناب الصهيونية العالمية على التطبيع الأخلاقى و العقائدى والقيمى والسلوكى .. ووسط احتفاء إعلامى مثير للدهشة .. عقد المؤتمر الماسونى العالمى (( الروتارى )) للقضآء على الأديان و إشاعة الفوضى الأخلاقية ، وتسخير أبناء البلاد للتجسس على أوطانهم بأسم الإنسانيـة .. تحت أسماء وأهداف وهمية لا حقيقية ..يضحكون بها على أصحاب الوجاهة والسذج والمغفلين من أبناء وطننا .. كما فعلوا من قبل مع رموز هذه الأمة .؟؟ وعلى فكرة هذه العبارات التى تصف حقيقة هذا التنظيم الروتارى الشيطانى ليست من صياغتنا .. وإنما هى الرأى الرسمى للأزهر الشريف من خلال لجنة الفتوى ، والتى حرمت كذلك على المسلمين أن ينتسبوا لأندية هذا شأنها .. وهو أيضا الرأى المفتى به ، والصادر من فتوى المجمع بمكة المكرمة ، والذى يقرر بكفر من ينتسب إلى تلك التظيمات الصهيونية الماسونية إذا كان على علم بحقيقتها و أهدافها الخبيثة ؟؟
ليس هذا فحسب .. بل كل الهيئات الإسلامية وعلماء الدين و مفكريه يرون فى تلك المحافل الصهيونية الماسونية التى تعقد مؤتمراتها الآن فى بلادنا بشكل سافر .. تحت رعاية الكبار .. مؤامرة حقيقية على الإسلام ، وخطرا وطنيا مدلهما يمس السيادة الوطنية بشكل مباشر فى عقلها وشرفها وهويتها ومستقبل دينهـا .. حيث يعلى من شأن الرابطة الروتارية بأفكارها الشيطانية على حساب الرابطة الإسلامية و العربية .. وهو أسوأ أشكال الإستعمار الذى تعرضت له امتنا على مدار تاريخها الطويل .. فالإستعمار العسكرى خطره واضح وصريح ومواجهته معروفة .. لكن هذه المرة يضحك فيها على الشعب أو اللاشعب بمعنى صحيح .. ويقال له أن تلك الأندية والتنظيمات الدولية الروتارية وغيرها من التنظيمات الصهيونية الماسونية الخبيثة .. إنما جاءت من أجل تنمية الشرق الأوسط ؟؟ انظروا إلى هذا الغش والخداع ؟؟ فأى شرق أوسط هذا ؟؟ و أى تنمية تلك التى تقوم بها أندية يقال لنا عنها أنها اجتماعية وإنسانية ولاشأن لها بالسياسة .. وتابعة لوزارة الشئون الإجتماعية ؟؟ هل هذا التنظيم الروتارى الماسونى سيحل محل التظيمات السياسية و الإقتصادية فى البلاد ليقوم بمهمات التنمية ؟؟ هل تريدون استخفافا بالعقول وغشا للضمائر أكثر من هذا ؟؟ واسألوا أنفسكم .. هل يحتاج النشاط الخيرى التطوعى إلى كل هذا التظيم الضخم .. وإلى كل تلك البهرجات والمؤتمرات العالمية ؟؟ وهل يحتاج النشاط الخيرى الإجتماعى إلى كل هذا الإستقطاب المستمر لعلية القوم من سياسيين ووزراء ودبلوماسيين وفنانين وادباء وقضاة وضباط .. وإلى كل هذه الندوات شبه اليومية التى تنتهى عادة بحفل شيطانى خليع ؟؟
وأستطيع أن اقسم باللـه غير حانث أن الهدف من وراء تنشيط حركة الروتارى الماسونى ليس هو النشاط الخيرى بكل تأكيد .. وإنما الهدف الحقيقى هو خلق أجيال روتارية مبتوتة الصلة بالشرائع السماوية .. تكون هى البيئة الوحيدة لإنتاج النخب الحاكمة .. فى المستقبل القريب و البعيد .. لتظل مسيطرة دائما على دفة الأمور فى البلاد .. وليضمن الإستعمار الصلبيبى و الصهيونى بذلك .. التبعية الثقافية و الأخلاقية والعقائدية الأبدية لتلك النخب .. فالمستهدف هنا بالذات هو الأجيال النخبوية التى يجب دائما ألا تكون أبدا من المسلمين المتمسكين بدينهم .. وحينما يسقط الإسلام من الضمائر والقلوب .. وتربى الأجيال النخبوية بالذات على المبادىء الروتارية الإلحادية التى لاتفرق بين الإسلام من ناحية وبين اليهودية والنصرانية والمجوسية والبوذية من ناحية أخرى .. وتربى تلك الأجيال بعد ذلك على الدين الجديد الذى بدأ يغزو العالم على أيدى هؤلاء الماسون .. زاعمين أنه يضم كل محاسن الأديان من مبادىء العدل والمساواة والأخوة و الحرية .. وهى الدعوة الآن العصابات العلمانية والشيوعية والإباحية فى العالم كله .. وهى بلاشك دعوة زائفة انتهت بأصحابها إلى مفاوز الضلال والكفر والإباحية والفوضى والإلحاد .. وهذا هو أكبر دليل على زيفها .. وحينما يسقط الإسلام كعقيدة ويسقط الإيمان بالآخرة .. وحينما تسقط المرأة المسلمة بالذات وهم فى الروتارى يركزون على ذلك .. حينما تسقط المرأة المسلمة فى مفاوز الضلال وبراثن عروض الأزياء الخليعة .. حينما ينجح التنظيم الروتارى الشيطانى فى اقناع امرأة مسلمة فى عرض أزياء لآخر صيحات الملابس الداخلية ، وهذا واللـه العظيم يحدث كثيرا فى مصر ويشاهده كبار القوم ؟؟ وعروض الأزياء للعلم من أهم الطقوس التى يقوم بها الروتاريون ..أذناب الصليبية والصهيونية بعد كل مؤتمر يعقدوه للتنمية وفعل الخيرات ؟؟وحينما تسقط المرأة .. يسقط الزوج والأبن و الأب والخال والعم .. يسقط الشرف الشخصى و الأسرى .. وتسقط المقدسات و القدس و المسجد الأقصى .. وربما نستطيع الآن إدراك حقيقة ومغزى الموقف المصرى المتهافت والتصريحات المصرية الأخيرة المتخاذلة حول القدس الشريف .. والتى ردد فيها المسئولون نفس المزاعم التى يرددها القادة الصهاينة من أن القدس يجب أن تظل عاصمة موحدة وأن الفلسطينين حينما يحرزون تقدما فى مفاوضات الخليل .. ستهدأ أعصابهم ولن يرددوا مقولاتهم الشهيرة (( دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشريف )) .. وهكذا أصبحت المطالبة بتحرير المقدسات والقدس من دنس المستعمر الصهيونى الكافر .. مجرد انفعالات مؤقتة ؟؟
وأسألوهم إن كانوا ينطقون .. هل تكفى تبرعات أشخاص مهما بلغت أن تقوم بمثل تلك التمية الشرق أوسطية ؟؟ لاسيما إذا عرفنا أن أكثر من 95 % من هذه التبرعات ينفق بلا أدنى مبالغة على الأعضاء أنفسهم .. الذين لايقدرون على فعل الخيرات إلا من البارات والبوفيهات والمراقص ومعظمهم من الخمورجيــة .. لكن الواضح أن مصر .. ومصر بالذات هى المستهدفة الآن بالنشاط الماسونى الروتارى .. ومصر هى التى تقوم بتمويل كل تلك المؤتمرات الروتارية الهدامة .. من جيب الشعب المسكين .. و من دمه ينفق ببذخ على تلك المؤتمرات الإستعمارية .. التىتستعمر العقول والضمائر .. ثم يقال إنها مؤتمرات للتنمية ..و الحقيقة أنها لصنع أمجاد زائفة .. على حساب الدين والعقيدة والوطن والأخلاق .. واحسبوها جيدا .. كم يتكلف استقبال ألف عضو روتـــارى معهم اسرهم و كلابهم فى فنادق الخمس نجوم .. أكلهم و خمورهم وأهوائهم ؟؟
لكن المصيبة الحقيقية التى تحز فى نفسى حقا .. أنه فى الوقت الذى ينساق فيه أهل الحكم انسياقا أعمى إلى تلك المحافل الماسونية و الصهيونية بدعوى التنمية وعمل الخير .. وتحت دعوى الأهمية الإجتماعية لمنظمات غير حكومية .. تحارب كآفة أشكال المشاركة الشعبية والجمعيات الوطنية والشعبية والنقابات بل و الأحزاب أيضـا .. وتفرض القوانين العسكرية الصارمة لمحاصرة أى عمل وطنى أو دينى شعبى .. وتخرج علينا الصراصير العلمانية والشيوعية لتحذرنا من مغبة استغلال الدين فى النشاطات الخيرية .. ومن محاولة اختراق تلك الجمعيات والهيئات الإسلامية وتحايلهم لاستقطــاب الشـــــعب تحت ستار العمل الخيرى .. فأى الفريقين أحق بالإنقياد له يا أصحاب الفخآمة ؟؟
(( إن محافلنا الماسونية هى الخيط الذى يصل بين حلفائنا .. وسيصل اليوم الذى يفاجأ فيه غنم العالم وخنازيره بإقتحام ذئاب بنى اسرائيل حظائرهم فلا يجدوا أمامهم سوى إغماض عيونهم .. تماما كما يفعل الغنم عندما تفاجأ مستسلمة لمصيرها المحتوم )) .. هكذا تؤكد بروتوكولات حكماء صهيون .. أما حكماء العرب والمسلمين .. فلا يملكون إلا أن يغمضوا أعينهم ؟؟
وإذا كان الحديث عن المؤتمرات الماسونية والتى تجرى تحت أقنعة الروتارى وغيرها من الأقنعة الزائفة قديما وحديثا .. ملىء بالشجون و الأوجاع .. مفعم بقصص الخيانة العظمى للدين والوطن .. فى الوقت الذى يلوذ فيه الماسون بالصمت المطبق على أمل أن نمل من تكرار الحديث عن أخطار و أبعاد المؤامرة .. التى يتعامى عنها كبار القوم أملا بالفوز بالنياشين والرئاسات الفخرية والوجاهة الإجتماعية العالمية ، والحفاظ على الثروات العائلية الطائلة .. وتجنب إثارة الفضائح السياسية و الأخلاقية التىتثيرها القوى الصليبية و الصهيونية على المغضوب عليهم .. وليذهب الدين .. و ليذهب الوطن إلى الجحيم .. لكننا بعون من اللـه تعالى لن نمل من تحذير الأمة من تلك الأخطار الماسونية المدمرة .. التى تجرى تحت ستار العمل الخيرى .. و أحداث التاريخ حبلى بمثل هؤلاء الخونة و المغفلين .. و أحب أن أروى فى نهاية السياق .. حكاية رواها الأستاذ هيكل فى كتابه المفاوضات السرية ص 157 ما نصه { ولما كانت مصر تمر بظروف الحرب العالمية قد أصبحت مرة اخرى ميدانا من أهم ميادين الصراع فإن الإدعاء بالعمل التطوعى للترفيـه عن جنود الحلفاء أصبح واجهة مفضلة للنشاط اليهودى والصهيونى فى مصر } {وفى داخل هذا الإطار فإن النشاط الإجتماعى اليهودى ، و الصهيونى المتصل بأحوال الحرب بلغ حدودا ونفوذا من الصعب تصورهما و من ذلك مثلا أن أميرة مصرية (( وهى نازلى حليم )) أعطت مزرعتها على طريق المنصورية لتكون معسكرا لتدريب شباب (( هاتشومير هاتسعير )) وهى حركة حراس المستعمرات الإستيطانية فى فلسطين )) .. وعجبا لتلك الحكومة التى تردد أنه لا وجود لما يسمى بالإخوان المسلمين .. بينما تفتح الباب على مصراعيه أمام التنظيمات الدولية الشيطانية .. حقا إذا حضرت الشياطين ذهبت الملائكة ؟؟
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق