الإرهاب خرج من عباءة الديمقراطيات الزائفة !!



من الأخطاء الجسيمة عند معالجة ظاهرة الإرهاب .. النظر إليها على اعتبار أنها ظاهرة مستقلة بذاتها نبتت فى الهواء ولم تكن تلك النخب الحاكمة هى أحد اسبابها المباشرة .. كما تروج لذلك النخبة السياسية وكثير من الأقلام العلمانية الموتورة .. فالإرهاب هو أحد أبرز مظاهر أزمة الهوية فى كثير من البلدان الإسلامية .. حيث الصراع المرير بين ثقافة النخبة السياسية شديدة التطرف نحو العلمانية .. وثقافة الجماهير التى يغذيها الإيمان الفطرى بالله وبالدور المهيمن للرسالات السماوية .. وما يحدث فى تركيا .. يحدث فى مصر .. وفى الجزائر وفى سائر البلدان التى تعانى من إزدواج الهوية .. والنخب السياسية فى كل تلك الدول تعى تماما ما قاله أحد المستشرقين من أنه (( من الممكن أن تصبح مثل تلك البلاد - يقصد البلاد الإسلامية - لادينية ولكن من المحال أن تكون ديمقراطية كما أنها من الممكن أن تكون ديمقراطية ولكن من المحال أن تكون مع ذلك لادينية )) .. ولذلك سقطت الديمقراطية بالأمس القريب فى تركيا .. كما سقطت من قبل فى مصر والجزائر .. ولذلك فالإرهاب قد خرج من عباءة الديمقراطيات الزائفة ، وليس من عباءة الإخوان المسلمين أو غيرهم .. نعم الإرهاب خرج من عباءة التجارب الديمقراطية السطحية الفاشلة والتى حاولت الحكومات الإستبدادية تمريرها من أجل مآرب أخرى دولية ومحلية والتى أثبت الواقع المشاهد أنها ( أى الديمقراطيات الزائفة ) أخطر ألف مرة من النظم الإستبدادية المعلنة .. ومع أن الإستبداد المعلن والديمقراطيات الزائفة وجهان لعملة واحدة .. إلا أن النظم الإستبدادية المعلنة تقطع الطريق بداية على كآفة القوى والإتجاهات السياسية والدينية من عمليات النمو والتكاثر والتضخم الشعبى والمطالبة من ثم بحقوقها المشروعة وفقا لقواعد اللعبة الديمقراطية .. ويصبح أمام تلك النخب السياسية نتيجة لهذا التضخم الشعبى لتلك القوى خياران اثنان .. إما القبول بمبدأ تسليم السلطة وإما الكشف عن وجهها الكالح بشكل سافر ومخالفة الأعراف الديمقراطية باسلوب فج .. والأمر بالنسبة للقوى السياسية المخدوعة كذلك لايخرج عن أمرين اثنين .. إما قبول هذا الغبن والظلم والقعود مع القاعدين فى انتظار فرج الله وفقا للمثل الشعبى ولامؤاخذة (( اصبر على حكومتك السو لتغور ليجىلها مصيبة تأخدها )) .. وإما الدخول فى صراع دموى إرهابى من أجل فرض نتائج صناديق الإنتخابات وقواعد اللعبة التى ارتضيها الجميع بداية .. هذا هو ملخص ما حدث ويحدث فى تركيا وفى الجزائر وفى مــــــصر وفى غيرها من البلدان .. !! 

ولذلك فإن الذين يرفضون اليوم مبدأ الحوار ويرفعون شعارات جوفاء فارغة .. مثل لاحوار مع القتلة .. أو لاحوار مع قتلة النساء والأطفال .. أو لاحوار بين حامل غصن الزيتون وحامل السلاح .. او أن الحوار فكرة سخيفة .. أو أن الحوار سيعطى الإرهابيين مصداقية وقيمة وسيما .. أو لاحوار إلا بعد نبذ العنف والإرهاب .. هؤلاء يخشون الحوار أساسا ليس مع التيار الإسلامى وحده .. بل مع كآفة الأحزاب والقوى الوطنية الشريفة وغير الشريفة التى من الممكن أن تنازع تلك النخبة (( ديمقراطيا )) فى الحكم .. ولذلك قامت سياساتهم فى الأساس ومنذ انقلاب يوليو 52 على الإستبداد والقهر وتكميم الأفواه وسلب إرادة الشعوب قبل ثرواتها .. واستنتاج تلك النتائج لايحتاج إلى جهد كبير .. وسلسلة الأفعال السياسية الفاضحة التى ترتكبها تلك الحكومات فى الشارع السياسى كل يوم خير دليل وشاهد .. إن الحكومات التى تصر على تزوير الإنتخابات وتهميش دور الأحزاب المهمشة أصلا .. وتوظيف القوانين لفرض مزيد من القيود على الصحافة وتسطيح الدور الإعلامى وشغل الناس بالفوازير والمسلسلات والبرامج الهازلة يؤكد على عدم قدرة تلك الحكومات على المواجهة أو إجراء أى حوار ديمقراطى .. اللهم إلا أن يكون على شاكلة تلك الحوارات الشكلية الهزلية التى يتخللها آيات النفاق والتصفيق الفج والهتافات بالروح والدم والأشعار والأسئلة المعدة سلفا والتى تطرح بشكل كوميدى هزلى ‍‍!! 

وإذا كان الحوار مع أى فصيل من التيار الإسلامى سيلقى بالكرة فى ملعبهم حسبما قرر العلمانى الهالك فرج فوده من قبل .. ولذلك لم يصبر الرئيس السادات على الحوار مع نفر قليل من القيادات الطلابية الإسلامية وهاج وماج .. والوزير صفوت الشريف لم يحتمل أيضا استمرار الحوار فى أوائل الثمانينات .. ومنذ أسابيع قليلة أعلن التليفزيون عن مواجهة فكرية يشترك فيها محمد عبد القدوس وأبو العلا ماضى وغيرهم من العناصر الإسلامية المعتدلة .. لم تحتمل الحكومة مثل هذا الحوار .. نعم النخبة السياسية التى تعيش اليوم مجتمع الرأسمالية المترف الفاسد .. تخشى الحوار السياسى أو الدينى الأخلاقى .. لأنها تعلم يقينا أنها تخالف أبسط الإخلاقيات و القيم والعقائد والأعراف والتصورات الإسلامية .. والتى تمثل الحد الأدنى من الإسلام وتفرض على المجتمع ثقافة العوامات والكباريهات و تــــلك حقيقة يدركها و يستنكرها غالبية المجتمع المصرى .. لكن إذا كان رفض الحوار مع هؤلاء له مايبرره .. فما هو مبــــــــرر النخبة السياسية لنبذ الحوار مع المعارضة والقوى السياسية ، وتجاهل المطالب الوطنية وتحديها بفرض المزيد من القوانين المقيدة للحريات !! 

أعود فأقول إن تلك الشعارات الرافضة للحوار مع القتلة رفعها البعض رياء ونفاقا.. بينما رفعها آخرون حقدا وتشفى .. وآخرون رفعوها تمشيا مع الموضة السائدة وخوفا من الوقوع فى دائرة الإتهام بمساندة الإرهاب فكريا .. ويعلم الله أن كل تلك الشعارات .. جوفاء لموقف شديد الغباء .. حيث يبدو أن هؤلاء لايفرقون بين الحوار السياسى .. وبين التفاوض وموائد الإذعان .. ولا بين الحوار .. وحفلات الإستقبال والتكريم .. بل ولم يفهموا طبيعة دعوتنا إلى فتح باب الحوار على مصراعيه .. ولم يفهموا كذلك أننا لانقصد أن يجرى الحوار مع أشخاص بأعيانهم .. فنحن نرفض قبلهم أن يتفاوض هؤلاء الرعاع الذين يعيشون فى الكهوف والمغارات باسم الحركة الإسلامية أو الإسلام .. الحركة الإسلامية أكبر وأسمى من أن يمثلها هؤلاء .. لكن الحوار قيمة مطلقة مثل العدل والحرية والشرف .. والحوار فرض دينى نصابه قبول الأطراف لمبدأ الحوار ، والحوار يدور على صفحات الصحف والمجلات .. وفى المنتديات والمحافل العلمية .. وفى الإذاعة والتليفزيون .. وفى المدارس والجامعات .. وفى مقار الأحزاب وفى المساجد ، وعلى شاشات السينما وخشبة المسرح .. حوار حقيقى يجب أن يستمر ويجب أن يصبح اسلوب دائم للحياة .. حوار يعبر فيه كل طرف عن وجهة نظره بصراحة وشفافية وموضوعية .. إن مثل هذا الحوار الذى ترفضه النخبة السياسية .. لاترفضه لأى سبب من الأسباب المعلنة .. ولكن لأنها لاتحتمل حوارا - ليس حول الديمقراطية والحرية وتداول السلطة - بل لأنها - وياللأسف الشديد - لاتحتمل حوارا حول تحريم الخمر وحشمة النساء ومنع موائد القمار وتغيير القوانين التى تحمى الزناة .. والتى تمنع كثيرا من صور الإستفزاز الإجتماعى والأخلاقى .. الذى يولد الإحباط والغضب والعنف .. والنخبة السياسية تخشى التأثير العكسى لمثل ذلك الحوار على المشاهدين .. ولعلنا نذكر تصريح السيد صفوت الشريف زمان .. حينما أوقف الحوار الذى بدأه التليفزيون .. وبرر موقفه يومئذ بأن الشعب المصرى يعانى من أمية ثقافية وبالتالى فمن الممكن أن تكون النتيجة عكسية .. أى الخوف بأن الحوار سينتهى باقتناع عدد كبير من المشاهدين بأفكار تلك الجماعات المتطرفة .. وهذا ما دفع بالدكتور اللواء ابراهيم بهاء الدين المساعد الأول السابق لوزارة الداخلية ..إلى القول بأن 90 % من أفكار تلك الجماعات المتطرفة صحيح وموافق لصحيح الدين لولا اتخاذهم للعنف والإرهاب وسيلة لتحقيق أهدافهم ‍‍!! 

وأكثر الرافعين لشعار لاحوار مع القتلة .. والذين يصرون على أن ظاهرة الإرهاب ظاهرة مستقلة بذاتها .. ويصرون كذلك على أن هؤلاء القتلة مجرد جماعات مرتزقة مخترقة من جهات أجنبية .. هم أشبه بمن يتدخل لفض الخناقة دون إدراك أسبابها الحقيقية و بعد أن تكون مواقف كآفة الأطراف وأهدافهم قد تغيرت وتبدلت .. والتى قد يتناساها أطراف الصراع أنفسهم بعد أن تكون الخناقة قد طال وقتها وزاد تغذية الأطراف الخارجية لها ، وتفرعت بالضرورة إلى خناقات فرعية .. وحتى الآن مثلا لم يثبت تورط جماعات العنف والإرهاب فى تلقى تمويل خارجى أو على الأقل لم تضع الداخلية حتى اليوم يدها على دليل مادى يؤكد هذا الإتهام رغم كثرة ترديده .. وهذا الكلام ذكره اللواء عبد الحليم موسى وزير الداخلية السابق فى مجلة ( الأهرام العربى ) وانتقده بشدة الكاتب الكبير صلاح عيسى فى جريدة العربى الناصرى .. وما أريد أن أقوله هنا .. أن تشخيص الحالة على أنها مجرد ارتزاق أوعمالة مجردة .. هو تشخيص خاطىء .. لسبب بسيط يكمن فى طبيعة العمليات الإنتحارية ذاتها والتى يدرك معها الإرهابى أنه مقتول إن لم يكن فى ساحة العمليات الإرهابية .. ففى ساحات المحاكم العسكرية .. وبالتالى فلا معنى للقول بأنه قد قــــــــــــبض ثمن موته .. فهذا سخف غير مقبول ‍‍!! 

ومن هنا فلا مفر أمامنا من الإعتراف بوجود أسباب أيدلوجية وعقائدية وتفاوت حضارى بين ما يسميه البعض بثقاقة النخبة وثقافة الجماهير ، وهناك أفكار وتفسيرات خاطئة وتأويلات مغلوطة هى التى تدفع بهؤلاء إلى الإرهاب والقتل وإلى الوقوع فريسة فى أيدى الجهات الأجنبية المعادية للوطن والتى توفر لهم السلاح وأماكن الإيواء والتدريب .. وهذا فقط هو دورها .. فالجهات الأجنبية لاتصنع الإرهاب وإنما تغذيه .. لكن تبقى لدى هؤلاء الشباب مشكلة أيدلوجية وحضارية .. هم فقط جزء منها .. تتمثل تلك المشكلة أساسا فى الصراع الحضارى بين الفكرتين الإسلامية والغربية .. أو بين الإسلام والعلمانية .. بين شعب متدين بطبعه وقوى دينية تحاول تغذية ذلك التدين .. ونخبة علمانية تبتعد كل يوم عن القيم والتصورات الإسلامية وتنتهج سياسات اجتماعية وثقافية وتعليمية وأعلامية مناوئة لحقائق القرآن والسنة المطهرة .. صراع بين جماعات إسلامية بعضها معتدل يريد توفير مناخ صحى وبيئة نظيفة ليتنفس من خلالها هواء نقي ويسلك فى ذلك كل الطرق المشروعة على ضيقها وانسدادها فى كثير الأحيان وفى أحيان أخرى يصل بها اليأس ببعض فصائلها إلى هدم المعبد بمن فيه .. صراع مع نخبة علمانية فاسدة .. وطبقة مترفة .. تستبيح أموال الشعب وتنفقه بسفه و تبيح كل محرم وترتكب كل فاحشة وتترصد لكل عمل إسلامى فى الوقت الذى ترحب فيه بكل القوى العلمانية والإباحية العابثة فى شرف هذه الأمة والأمثلة معروفة !! هذا الصراع هو أصل حكاية الإرهاب !! 

وحتى لو ثبت بالفعل وبالدليل القاطع أن الإرهابيين مجرد مرتزقة لاتحركهم أفكار أو أيدلوجيات أو مبادىء .. فإن مهمة المحاورين أو المتفاوضين تصبح حينئذ أسهل ، وستكون الدولة هى المستفيد الأول من الحوار أو حتى التفاوض الذى دعى إليه الإرهابيون .. إذ يكفى للمفاوضين أن يدخلوا المزاد .. ويعرضوا على الإرهابيين أضعاف ما تعرضه الجهات المعادية .. فمن يقبض مليونا نعطيه اثنين .. ومن يأخذ بالدولار نعطيه بالإسترلينى وهكذا .. بل سيكون من السهل حينئذ على الإرهابيين المرتزقة قبض أضعاف هذه المبالغ من الجهات الحكومية المصرية لو أبلغوا عن تلك الدول أو الجماعات أو الأفراد التى تمولهم .. ولاأعتقد أن أحدا من المرتزقة سيرفض هذه المبالغ التى يمكن توفيرها من الميزانية المخصصة لمكافحة الإرهاب .. خصوصا إذا كانت مع وعد وعهد أمان بتوفير مسكن ملائم وسيارة وشاليه فى مراقيا أو أبعادية فى مدينة الرحاب .. فالمرتزق لايهمه إلا المال .. وسوف ينكشف أمره أمام الجماهير .. يعنى الحوار والمفاوضة حتى مع المرتزقة سيكون مفيدا جدا للدولة بكل تأكيد ‍‍‍‍‍‍!! 

و يتصور الرافعون لشعار لاحوار مع القتلة .. أن المطلوب من الشرطة أن تتوقف عن أداء مهامها فى الحراسة والتصدى لأى محاولة تخريبية فى أثناء الحوار أو حتى التفاوض .. وهذا تصور ساذج لم يقل به أحد .. فكلاهما لايتعارض مع الآخر ومن ثم فلا مجال للقول بأن الحوار مع القتلة هو بمثابة إلتقاط أنفاس يعود بعدها ألإرهاب أكثر قوة .. مع الأخذ فى الإعتبار أننا نطالب هنا لابالحوار مع القتلة وإنما بالحوار مع الفصائل المعتدلة بل ومع كآفة القوى الوطنية الشريفة وغير الشريفة !! 

ثم إن هؤلاء الرافعين لشعار لاحوار مع القتلة .. يخالفون صحيح الدين ..ويخالفون منهج النبوة فى التعامل مع مثل تلك النماذج البشرية من أجل إصلاح ما يمكن إصلاحه .. فالقرآن الكريم يسمى القاتل الذى يقتل بدوافع سياسية أو إجتماعية .. يسميه أخا .. يقول الله عزوجل فى الحث على التسامح فى قضايا الثأر والقتل والإرهاب لحسم الشر (( فمن عفى له من أخيه شىء فإتباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان )) .. بل لعلنا نذكر قصة الرجل الذى قتل 99 شخصا ثم أراد أن يتوب على يد أحد القديسين الذى استنكر منه تلك التوبة فقتله الرجل الذى لم يستبد به اليأس من التوبة حتى قبل الله توبته آخر الأمر .. وهذا المنهج الذى قد يبدو متساهلا مع القاتل هو الذى استطاع به صلى الله عليه وسلم القضاء على عادة الثـــأر والإرهاب !! 

وليس ثمة أسباب لرفض الحوار مع القتلة والإرهابيين .. ناهيك عن المعتدلين .. فالله عزوجل الخالق العظيم .. حاور إبليس اللعين عندما رفض الإنصياع لأمر الله والسجود لآدم .. وهابيل حاور قاتله قابيل .. والنمرود عليه لعنة الله حاور ابراهيم عليه السلام .. ولوط عليه السلام حاور الشواذ جنسيا حينما هموا بالإعتداء على ضيوفه قبل أن يكتشف أنهم ملائكة من السماء ، ونوح عليه السلام حاور ابنه وهو على وشك الغرق .. والنبى صلى الله عليه وسلم حاور الكفار والمنافقين والقتلة .. والصحابى الجليل اسامة عاتبه الرسول صلى الله عليه وسلم حينما رفض الحوار الذى دار بينه وبين رجل يقاتله .. وسيدنا على بن أبى طالب حاور الخوارج وهكذا لو بحثت فى مصادر الشريعة فسوف تجد آلاف الأمثلة التى تدل على حتمية ومشروعية الحوار حتى مع القتلة فى محاولة إصلاحهم وإصلاح المجتمع واتقاء شرورهم .. فالقتلة الذين يقتلون بتفسيرات مغلوطة وتأويلات باطلة هم الأولى بالحوار .. أما الذين يقولون أنه لاحوار إلا بعد نبذ العنف .. فمع أنهم كاذبون فى دعاواهم على النحو الذى بينا .. إلا أنهم أشبه بالذين قالوا قبل ذلك لامفاوضات إلا بعد الجلاء ‍‍ وهم أشبه بالطبيب الذى يقول لاعلاج إلا بعد الشفاء وللحديث بقية 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 

بقلم : محمد شعبان الموجى
TAG

ليست هناك تعليقات

إرسال تعليق


الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *