حكوماتنا .. ترفض العمل فى النور




منذ عام 81 وفى اعقاب مقتل الرئيس السادات، والعبد لله يتحاشى الانضمام الى اى حزب او جماعة او هيئة او مؤسسة أو ناد أو حتى مستوصف ...شرعى أو عرفى ...رسمى أو شعبى ...ليس لاننى سعيد بالاداء الحكومية ، او ممن لا يؤمنون باهمية العمل الجماعى أو الحزبى .. ولكن لقناعاتى اليقينية بأن حال حكومتنا العزيزة مع شـعبها .. مثل حال الدنيا .. غدارة خداعة .. تتزخرف لخطابها .. حتى تبدو كالعروس المجلية .. العيون إليها ناظرة والنفوس عليها عاكفة .. ثم ما تلبث أن تكشف عن أنيابها .. فتقتل عاشقيها .. وتخذل المطمئنين إليها .. ودها يموت وخيرها يفوت وعزيزها يزل .. ولذلك فالإنسان فيها مهما بلغ من مناصب وحصل على شهادات علمية .. لاقيمة له ولا وزن .. ومن السهل جدا أن يذهب فى شربة ماء باردة .. دون أن تنقلب له الدنيا .. أو تشتعل من أجله الثورة .. أو تتوقف البرامج المعتادة عن البث التليفزيونى .. بل ربما ازدادت البرامج خلاعة ومجون .. نكاية وشماته فى هؤلاء المارقين عن ربقة النظام ؟؟
وهذا بالضبط ما حدث مع جماعة المسلمين .. المنحلة على رأى الأخوة المحترمين .. ؟؟ فقد ألقت الحكومة بخيرة الشباب والشيوخ من أصحاب الكفاءات العلمية والأخلاقية والفاعلية السياسية والإجتماعية .. ظلما وعدوانا وغدرا وراء السجون .. وهذا الموقف الفاضح من الحكومة .. لايمكن ادراجه بحال من الأحوال ضمن أصول أو فروع اللعبة السياسية .. بل هو أقرب بالفعل إلى الدعارة السياسية وارتكاب الفواحش والأفعالالفاضحة فى عرض الشارع السياسى .. دون حسيب أو رقيب ؟؟
لم ترعوى الحكومة أول مرة من ردود الأفعال الوطنية والإنسانية التى عارضت جريمة القبض على جماعة سياسية لها حضور شعبى أكبر وأعمق من كل الأحزاب الشرعية وخصوصا الحزب الوهمى الحاكم .. وقد ظن الجميع يومها أن المسألة مجرد اجراءات وقتية لتزوير الإرادة الشعبية فى الإنتخابات .. وأن الإفراج المباشر سيأتى قريبا بعد الإنتهاء من تزوير الإنتخابات .. غير أن الجميع قد اشتموا رائحة مؤامرة دولية للإطاحة بكل التجمعات الإسلامية المعتدلة وغير المعتدلة .. تحت ما يسمى بمكافحة الإرهاب ؟؟
ولكن حيثيات الداخلية هذه المرة كانت غير مقنعة على الإطلاق .. وإلا فباللـه عليكم هل يعاب على جماعة ما أنها تسعى لإيجاد صيغة قانونية للعمل الشرعى وفقا للقوانين السائدة ؟؟ الغريب أن عندنا أحزاب ورقية تحايلت لإنشاء أحزاب من أجل رحلات العمرة والحج .. أو من أجل الفوز بمقر أو صحيفة أو دعم أو الظهور فى التليفزيون ولاداعى لذكر الأسماء لأننى بصراحة ورغم أننى أقرأ معظم الصحف المصرية .. لاأذكر إلا النذر اليسير منها ؟؟ والحمد للـه على نعمة النسيان ؟؟
إن موقفنا الرافض للإرهاب موقف واضح لالبس فيه ولا غموض .. فنحن نرفض استحدام العنف أو التخريب كسبيل للتغيير وفرض المبادىء أو المذاهب .. حتى ولو كان الإسلام ذاته .. لأن الإسلام وليس الإعلام أو عادل إمام .. هو الذى رسخ فينا هذه المعانى العظيمة .. ولأن ديننا العظيم دين سلام اجتماعى .. يحرص أشد الحرص على الإبقاء على حآلة الإستقرار والأمن حتى فى ظل ظروف سياسية رديئة .. اعتمادا على قوة مبادئه وجهود دعاته فى النضال بالكلمة والعمل السياسى ، والطرق السلمية التى لاتؤدى إلى الفتنة .. أكرر مرة اخرى وأقول إن الإسلام يحترم حآلة الإستقرار والأمن .. إلا أنه لايحترم ولا يدعو إلى احترام الأوضاع الفاسدة أو الظالمة ؟؟
ومعنى ذلك .. أن محاولات التغيير السلمى لإوضاع المجتمع إلى الأحسن وإلى الأفضل تبقى عملا مشروعا حتى لو أغضبت الحكومة .. بل إن هذا أمر طبيعى .. وحتى لو أدى ذلك إلى الإطاحة بحكومات الإستبداد والفساد .. بشرط أن يكون البديل أفضل وأعدل .. وبشرط أن يتم ذلك دون اضطراب المجتمع أو فساد لأحوال الناس ؟؟
ونحن بوضوح شديد لسنا ضد تعقب جماعات العنف والإرهاب فى حدود الشرعية والقانون .. وحتى ولو كانت جماعة الإخوان ذاتها .. إذا ثبت بالفعل أنها تمارس هذه الأمور غير الشرعية ..لكن الإشكالية الحقيقية أننا لا نصدق الداخلية فيما تردده من اتهامات لهذه الجماعة بالذات لأسباب كثيرة .. خصوصا وتاريخ الداخلية وفكرها السائد شاهد على حآلة الترصد لكل عمل سياسى معارض والتعامل مع أفراده باعتبارهم غير مرغوب فيهم أو كمجرمين مطلوب القبض عليهم إن عاجلا أم آجلا .. والشىء الأخطر هو الشكوك التى تراود القوى الوطنية من وجود تواطؤ دولى على كل محاولات الإستقلال الفكرى والعقائدى لمقاومة الوجود الصهيونى فى المنطقة .. فالعالم يجتمع معنا ونجتمع معه من أجل القضآء على التطرف الإسلامى والإرهاب الإسلامى والتدين الإسلامى .. أما التطرف اليهودى والإرهاب اليهودى والتدين اليهودى .. فلا يجرؤ أى مسئول عربى أن يفاتح فيها الأمريكان ، وهذه هى المصيبة الكبرى ؟؟
TAG

ليست هناك تعليقات

إرسال تعليق


الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *