حسن يوسف وشمس الإسلام ؟؟
بقلم محمد شعبان الموجي
كان حديث الممثل / حسن يوسف لمجلة روزا اليوسف فـى عددها الأخيــر .. بمثابة صــدمــة كبيرة للذيــن سعدوا ( وأنا مـنهــم ) بــتوبــة بعض الـممثلين و الـممثلات واعتزالـهم لما يسمى بفن التمثيــل ..ذلك الفن الذى ترتكب فيــه كل الفواحش و الـموبقات و الـمنكرات التــى لــم تعرفها الأمم السابقـة على هذا النحوالـمعروف من العلانـيــة و الـمجاهرة و هدم الأخلاق واقـتحام البيوت و العقول بفضـل تسخير التـقنيات الحديثـة المذهلة .. وكانت صدمتــى أكبــر فـى الممثل حسن يوسف .. فقد كنت ومازلت أرى فيـه صورة الأنسان الطيب الباحث عـن الحق و الحقيقـة .. لا من تلك الفئــة المرتــدة التـى أساءت إلــى الإسلام أولا وإلـى كوكبــة التائبيــن و التائبــات وجماعة المسلمين ثانية ..ولا من الذين عادوا إلـى ممارسـة الفحشاء والمنكر باسم الفن و الإبداع .. أو اولئك الذين ينطبق عليهم قول الزعيــم عادل امام (( شوفـتـونى و أنا ميت )) ..أى الذين مازلوا يتمسحون من بعيد لبعيد بأوكارالرزيلة ومستنقعات أهل التمثيل ..حـتى يراهــم الناس و هــم (( يتـوبون )) ، وهـم (( يعتزلون )) .. ولا من اولئــك الذين يتوبون تاركيـن ذيولهـم .. فلذات أكبادهــم ولحمهم و شرفهــم ..تعبث فـى أوكار الرزيلة والفحشاء و المنكر ليكونوا لهم بئس الخلف لبئس السلف ؟؟
لقد كنت أحسب أن حسن يوسف استثنـاء طيب لكن حديثه لروزااليوسف ودورها معروف فـى محاربة الإسلام وتشويه صورة التائبين و التائبات بشكل وقـح .. جاء ليثبت للأسف الشديد هذه الصورة الزائـفــة للـتـوبـة .. بل جاء وكأنه يتعمد الترويج لمفاهيم روزااليوسف الإستفزازيـة التـى تحرق بهــا أعصاب المؤمنيـن ؟؟
فالتوبــة الحقيقيـة ..لها مراحلها المنطقيــة ، وأخطر هذه المراحل على الإطلاق .. العلم النظرى ( العقائدى ) بحرمــة ما حرمه اللـه و رسوله e بشكل قطعـى فى الكتاب والسنة .. ومستحل هذه المحرمات كافر بإجماع المسلمين .. و أهـم ملامح ودلائل التوبـة الصادقة هى(( النــدم ))الحقيقـى على ما اقترفــه الإنسان فـى حق اللـه و فـى حق نفسه و فـى حق الناس .. ثــم تأتــى بعد ذلك الخطوة الطبيعة التى تبرهن على صدق هذه التـوبة وهذا النــدم .. وهـى الإقلاع عــن هذه الذنوب و الخطايا و العزم الأكيــد على عدم العودة أبــدا و البراءة من كل دين أو مذهب أو رأى يخالف دين الإسلام .. ؟؟
لكن الذى يقرأ حديث حسن يوسف لروزا اليوسف .. لابد أن يخرج بتيجـة عكسية مؤسفـة.. فما قرره حسن يوسف فى حديثه لا تنطبق عليــه شروط التوبــة الصادقـة كما بينها الصادق المصدوق .. فهو يعلــن أولا أنه (( لـم يفتى بأن الفــن حرام ؟؟ )) يقصــد بالطبـع فــن التمثيــل .. مــع أن الغالب علـى هذا الفــن هو ارتكاب الموبـقات والمحرمات و الفواحش و الأفعال الفاضحـة بأوامر صارمـة من مخــرج لايرعـى كلمة الله غالبــا .. أمام جمهرة من عمال الأستديو و غيرهــم .. ثــم أمام ملايين من الناس ، وحسن يوسف يعلم أكثر من غيره هذه الحقيقـة علم اليقيــن .. نعــم هنــاك أعمال فنيــه هادفـة و ممتازة .. لكن الأحكام الشرعيــة تبنــى دائمــا علــى الغالب .. لا على الإستـثـناء .. و درء المفاسد مقدم على جلب المصالح .. هذه قاعدة معروفــة .. وحتـى هذه الأعمال الهادفـة لاتـخـلو هـى الأخرى من مخالفات شرعيـة جسيمــة .. ولو أردنــا مراعاة الحلال و الحرام فـى تلك الأعمــال الفنيــة .. فسيكون الفشل حليفهــا قطعــا .. لأن السينمــا منذ نشأتهـا تقوم علـى الترويج لفلسفة الـمتعـة و الترويــح والتسليـة وبضاعـتهـا الأساسية وربما الوحيــدة .. هـو جسد المرأة و العلاقـة الخآصـة بين الرجل و المرأة .. ولذلك فقد تربــى وتأقلم جمهور هذا الفن نفسيا علــى ذلك بحيث يصبح من المستحيل أن يقبل عملا فنيــا لايحتوى على مثل تلك الموبقات و المنكرات و الفواحش ؟؟
و لايكتفــى حسن يوسف بهذا التدليس الخطير فـى قوله (( قالوا أننــى وزوجتـى نفتى أن الفن حرام ؟؟ )) .. بل أعلــن قبوله أى دور و لو كان غير دينيــا .. اجتماعيا أو رومانسيا أو حتى كوميديا راقيا .. ولم يشترط إلا أن يكون فنــا هادفــا ؟؟ وهو نفس الكلام المطاط الذى يردده العلمانيـون و الشيوعيون و الإباحيــون .. فقد يكون هادفــا لكن من خلال توليفــة تجارية ( جنسيـة ) كما يقول النقاد أنفسهــم .. بينمــا الفنان المسلم يجب أن يكون فنــه ليس هادفـا فحسب بل و مقيدا بالضوابط الشرعيــة فـى كل الأحوال ؟؟ وإلا أصبــح حرامــا قطعــا .. لأنــه ليس من الضرورات التى تبيح المحظورات .. ؟؟
وحسن يوسف الذى يزعــم أنــه لا يفتــى لاهو و لا زوجتــه فــى أمور الديــن .. يخرج علينــا بقاعدة شرعيــة يطبقها فــى غير موضعها الصحيح .. حينما يعلن استعداده حلق اللحيــة إذا تطلب الدور ذلك .. لأن اللحيــة سنة و العمــل فرض .. وكأن سنة المصطفــى e وشعائر المسلمين صارت لعبــة فـى أيدى الأستاذ حسن يوسف .. يحلقها أو يربيهــا حسب الطلب .. ثــم من قال لـه إن العمــل فـى السينما فـى هذا الجو الموبوء ..وسط طابور من الحسناوات وبنات الليل و أجواء العرى و الخلاعــة والمجون ومستنتقع الرزيلة ..من المــــمكن أن يتحول إلــى عبادة .. إن العمــل الفاسـد لاتصلحه النوايا الحسنه و لا المقاصد الهادفـة ؟؟
وإذا كان العلـم بأن ما يفعله أهل التمثيل حـرام معلوم من الدين بالضرورة هـو الشرط الأول للتوبـة الصحيحة المقبولـة لأى ممثل.. فإن حسن يوسف لايكتـفـى بهذا التدليس و المهادنـة للإباحيين .. بل يأبـى إلا أن يسقط أهــم شرط من شروط التوبـة ..و هو النــدم على ماقدمت يداه من مشاهد فاضحة خليعـة .. فـيعلـن لروزااليوسف أنــه غير نادم علــى (( التهجيص الذى قدمــه لجمهوره فـى بلاليص )) كما يقول .. لماذا ؟؟ لأنهــا كانت مرحلة انتشار و كل سن لهــا جمالهــا ؟؟ ياصلاة النبــى عليك يا استاذ حسن .. أهكذا تورد الأبل ياأبا علــى ؟؟ أهكذا توصف أدوار الخلاعـة و المجون التــى انتهكت فيهــا حرمات اللـه بالقبلات الحارة و الأحضان الدافئــة مـع العديد من النساء أمام ملايين البشر باسم الفن و الإبداع ..وما خـفــى خلف الكــــاميرا كان أعظــم .. بأنها مرحلة انتشار ومرحلة لها جمالهــا ؟؟ بئس الإنتشار و بئس الجمــال ؟؟
وليت حسن يوسف قـد توقف فـى حديثـه عنــد التـعبيــر عــن آرائـه الشخصية فقط .. بل للأسف الشديد أســاء إلـى زوجتــه التـى أعتبرهـا فـى رأيـىأعظــم من رابعـــة العدويـة التى يضرب بها المثل .. فالتضحيات التـى قدمتهـا فـى سبيل توبتهــا أكثر كثيرا مما قدمتــه رابعة فـى زمانهـا .. لقد ضحت السيدة شمس البارودى بالمــال و الشهرة ة ، وما هوأكثــر و اشترت رضوان اللـه .. ومـع ذلك يحاول حسن يوسف تشويه تلك الصورة الجميلة .. فيؤكد أن السيدة شمس راضيــة كل الرضــا عن عودتـه إلـى التمثيل ..وأنهــا تقرأ معــه السيناريوهات وتبدى رأيهــا فيــها .. هكذا دون اشتراطهما موافقـة هذه الأدوار للشروط الشرعيـة وهـى مستحيلة فـى مجال التمثيل .. لكن حسن يوسف الذى اشترط على زوجتــه ( قبل اعتزالهـا ) كما يقول فــى حديثــه لروزا اليوسف ألا تمثــل إلا أمــامـه فقط يسمح لنفسـه أن يمثل أمام زوجات وبنات الآخريــن ونسى قول النبى e : {لايؤمن أحدكــم حتى يحب لأخيــه ما يحبه لنفســه } ؟؟
لقد كان من المنطقىلحسن يوسف بالذات أن يبغض هذا الفــن الذى ضرره كما قلنـا أكثر من نفعــه ، والذى لايمكن الإحتراز فيــه عـن هذه الأضرار و تلك المحرمات .. كان لابد له بالذات أن يزدريــه ..وأن تتكون عنــده عقـــدة نفسيـة من العودة إلـى التعامل مــع هذه الوجوه والنفوس الشوهاء المجرمـة التــى تصــر حتـى يومنــا هذا على عرض تلك الأفلام التــى مثلت فيــها زوجتــه قبل توبتهـا.. ؟؟ إن مخازى السينمـا وفضائحــها وعارهــا يا استاذ حسن لاتغسله بحار الدنيــا كلها ..ولكن تغسله التوبـة الصادقـة والعزم الأكيد على عدم العودة أبدا .
والسلام عليكم ورحمــة اللـه وبركاته ،
بقلم : مـــــــحمــد شعبـــان الموجــى
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق