ما لك لاتنبح ياكلب الدومْ
قد كنت نباحا فمالك اليومْ
تحدينا الباحث الجهول أن يذكر لنا رواية واحدة فى صحيح البخارى عن عمر بن سعد بن أبى وقاص .. فاحتج علينا بأننا قد نسبنا إليه مالم يقله .. فهو حسب زعمه الفاسد لم يقصد أن البخارى رضى الله عنه روى لعمربن سعد فى صحيحه .. وإنما للبخارى كتب أخرى يجهلها أمثالى .. مثل التاريخ الكبير والتاريخ الأوسط والتاريخ الصغير والأدب المفرد ، وهكذا يفضح أبو جهل نفسه ويكشف عن مزيد من أغطية الجهل عن عقله ، ويهتك سترا من الجهالة والحماقة كان مسدلا عليه بالصمت وذلك للأسباب الآتية :
أولا : الباحث الجهول لايعرف ولايدرى على وجه الدقة حتى الآن أين روى الإمام البخارى لعمر بن سعد .. أفى التاريخ الكبير أم الأوسط أم الصغير أم فى الأدب المفرد ؟؟ .. إذ لو كان أبو جهل رجلا صادقا وباحثا حقيقيا .. لذكر لنا على وجه التحديد روايات البخارى بسندها واسم الكتاب الذى روى فيه البخارى عن عمر بن سعد سواء فى الصحيح أو فى غيره من الكتب التى يفاخر بمعرفتها دون خلق الله أو يذكر لنا على الأقل المصدر الذى استقى منه هذا الأفك ، ليبطل التحدى بأقل جهد وأبلغ حجة ، ولكنه آثر اللف والدوران لأنه يعلم أنه كذوب ، وأنه قد لبس لباس الزور فى انتحال صفة الباحث .. ونسب نفسه إلى العلم وأهله وتشبع بما لم يطعمه الله منه .. وكما قيل : { الذئب يُغْبط وهو جائع } ؟؟
ثانيا : ويتهمنا أبو جهل بأننا لانعرف شيئا عن هذه الكتب العظيمة التى استأثر الله بها هذا الجهول دون خلق الله ؟؟ .. والله وحده يعلم أنه { كمثل الحمار يحمل أسفارا بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله والله لايهدى القوم الظالمين } 5 الجمعة .. فأما كتاب الأدب المفرد للبخارى فلم يرو البخارى فيه ولارواية واحدة عن عمر بن سعد .. ولو كان الباحث يتعامل مع كتب العلم تعامل الرجال الذين قال الله عزوجل فيهم { من المؤمنين رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه } فليذكر لنا رواية واحدة يكذبنا بها .. مع أن الإمام البخارى رحمه الله لم يلتزم بشرطه فى الأدب المفرد لأنه كتاب فى فضائل الإعمال يتساهل فى روايتها بشروط معينة .. حتى أنه لو سقطت أسانيدها كلها لكانت مقبوله من حيث المعنى والأثر الطيب ، وهذا مايجهله أمثال هذا الشخص ؟؟
وأما كتاب التاريخ .. فالبخارى أيضا لايرويه بشرطه .. بل هو أقرب لكتب تاريخ الرجال والجرح والتعديل منه إلى كتب الحديث .. فهو كتاب فى التاريخ والأسماء والكنى .. لم يترك فيه البخارى أحدا من الرواة إلا وذكر له فيه ترجمة .. فمنهم من يزكيه ويعدله ومنهم من يجرحه ويضعف أحاديثه .. ولذلك فلا محل ولامعنى للقول بأن البخارى قد روى فيه عن عمر بن سعد أو لغيره من المجروحين ولكن المهم ماذا قال فيهم الإمام البخارى رضى الله عنه .. وأتحدى هذا الجهول لو ذكر لنا ماذا روى فيه البخارى عن عمر بن سعد وماذا قال فيه طالما أن الكتاب تحت يديه ؟؟
وثالثا : لايعلم ابو جهل - ومن أين لأبى جهل أن يعلم .. أنه إذا قيل روى البخارى كذا .. أو الراوى فلان روى عنه البخارى .. هكذا بشكل مطلق .. انصرف الأمر إلى صحيح البخارى عند جميع أهل العلم .. أما إذا ذكر للبخارى رواية فى غير الصحيح فلابد أن يذكر ذلك مقيدا .. أى نقول مثلا : هذا الحديث رواه البخارى فى الأدب المفرد .. أو الرواى فلان ذكره البخارى فى التاريخ الكبير وهكذا .. ولذلك فعندما قال أبو جهل فى مقاله عن عمر بن سعد .. روى عنه البخارى .. كان من الطبيعى أن ينصرف البحث إلى صحيح البخارى .. فمابالنا والباحث الجهول نفسه لايعرف حتى الآن .. أين روى البخارى عن عمر سعد ؟؟ .. وكـــله طبـــــــعا بسبب جهالة شيخه الذى يبيح معاشرة الحيوانات الأليفة و الذى ربما غش منه هذا الكلام أو تعلم منه كيف يرمى أئمة الهدى بما ليس فيهم ولاأظن أن شنبو سيستطيع أن يخرج من المصيدة هذه المرة ولذلك دعونا نتمثل قول الشاعر :
ما لك لاتنبح يا كلب الدوم قد كنت نباحا فما لك اليوم .
ولأن هذا الباحث الجهول يعلم تماما أنه كذوب وأنه اخترع عبارة رمى فيها حريز بن عثمان بأنه كان يكذب على الله ورسوله (..) .. فقد سكت عن النباح ولم يعلق بكلمة واحدة على هذا الأفـك ، وقد تحديته أن يذكر لنا المصدر الذى استقى منه هذا الإفك فما استطاع أن ينبح وما استطاع فرارا .. لأنه يعلم يقينا بينه وبين نفسه أنه داعية ضلال يتعمد الكذب على الأئمة ؟؟
ولقد قلنا أن رواية مسلم عن مجالد بن سعيد .. لايضر الإمام مسلم فى شىء .. ولاتخالف شرطه .. لأنه حديث واحد رواه مجالد مع خمسة رواة غيره كلهم عن الشعبى .. ويقول الجهول تعليقا على ذلك : ونسى الملتحى الكذاب - اللى هو أنا - أن أولئك النفر فى سلسلة واحدة مع مجالد وليسوا فى سلاسل آخرين قد ترفع الحديث إلى التواتر أو قريبا منه .. وفى قول أبى جهل هذا العديد من الجهالات :
أولا : ولابأس أن تأتى هذه المتابعات عن بعض الضعفاء لكون التابع لااعتماد عليه وإنما الإعتماد على من قبله .. ولايقال أنهم سلسلة واحدة كما يزعم الجهول الذى يفضح جهله كلما تنفس .. بل يقال أنهم فى طبقة واحدة .. لأن رواية كل منهم عن الشعبى يمثل اسنادا مستقلا فنكون أمام خمسة أسانيد مستقلة أو خمسة طرق ؟؟
ثانيا : ثم من قال لهذا الجهول أن الحديث لو كان له خمسة أو ستة سلاسل من الرواة مثلا .. يرتفع بهذا إلى درجة التواتر ؟؟ ألا يعلم هذا الجهول أن حديث الآحاد قد يرويه خمسة أو ستة ولايرتفع مع ذلك إلى درجة التواتر ؟؟وأن كثيرا من أحاديث الآحاد قد رويت عن أكثر من واحد ، وأن قليلا من أحاديث الآحاد هى التى انفرد بروايتها راو واحد ؟؟
ثم إننى أقول لهذا الشخص الجهول الذى يصفنى ( بالملتحى الكذاب ) .. والذى يود أن يقذف بكتب السنة النبوية المطهرة فى زرائب البهائم ومرابض الغنم التى يعرفها جيدا .. لو كنت رجـــلا كامل الرجولة حقا .. اذكر لنا فى أى المصادر قرأت أن ( أبا بكر بن أبى شيـبة ) قال عنه الحاكم أنه ليس بالمتين ؟؟ وأن أبا بكر بن أبى داود قال عنه أنه ضعيف وأن ابن حبان قال عنه ربما أخطأ (..) هذا كله فى الحقيقة كذب فاحش وقلة أدب .. فأبو بكر بن أبى شيبة .. لم يتكلم فيه أحد من هؤلاء على الإطلاق وأتحداك ياجهول أن تثبت خلاف ذلك .. لأن أبا بكر بن أبى شيبة .. هو عبد الله ابن محمد الحافظ الكبير الحجة الذى حدث عنه البخارى ومسلم واصحاب السنن ووثقه الجماعة وقال عنه الذهبى فى الميزان : ابو بكر ممن قفز القنطرة وإليه المنتهى فى الثقة (..)
لكن الباحث الجهول الذى غش هذا الفحش والبهتان من شيخه بتاع الحيوانات الأليفة .. غشه بغيروعى أونظر .. ومن أين يأتيه النظر ؟؟ .. فقد خلط بين الإمام الثبت الثقة عبد الله بن محمد المكنى بأبى بكر بن أبى شيبة .. وبين عبد الرحمن بن عبد الملك المكنى بأبى بكر بن شيبة .. ونحن هنا أمام احتمالين لاثالث لهما .. إما أن صاحبنا هذا باحث بدرجة جحش فى علم الجرح والتعديل .. حيث يتعامل مع هذا العلم الجليل بالطريقة الشهيرة عند سواس المقاهى .. أحمد ذى الحاج أحمد .. دون أن يدرى أن تلك القاعدة لايمكن أن يكون لها مكان فى علم الجرح والتعديل .. وإما أنه تعمد الخطأ والخلط ليطعن إمام حافظ ثبت بإمام آخر تكلم فى حفظه نقاد الأحاديث .. حيث لايمكن الزعم بأن المسألة مجرد خطأ مطبعى أو سبق قلم .. ولو كان الأمر يحتمل ذلك .. لما علقـنا عليه بكلمة سوى التنبيه فقط .. لأننا نتعامل بشرف وأمانة كاملة مع أدلة الخصوم .. على عكس منكرى السنة تماما الذين يتصيدون الأخطاء واختلاف المفاهيم والإصطلاحات امور أخرى سعيا وراء التشويه .. لكنى أقول أن الخلط هنا متعمد .. لأن الباحث الكذوب لو كان يقصد عبد الرحمن بن شيبة .. فإن الإمام مسلم لم يرو ولاحديث واحد لهذا الراوى كما يزعم الكذوب .. وإنما الذى روى له هو الإمام البخارى فى الأدب المفرد لأن البخارى كما هو معلوم لم يلتزم بشرطه فى هذا الكتاب الذى خصصه رحمه الله فى الحديث عن فضائل الأعمال ، وروى له فى صحيحه حديثين لاثالث لهما وهما من المتابعات وليسا من الأحاديث المسندة وهى طريقة البخارى التى التزم بها إذا روى عن بعض من تكلم فيهم ولذلك أؤكد لحضراتكم أن أبا جهل لن يستطيع أن يخرج أيضا من المصيدة تحت أى دعوى ولذلك دعونا نتمثل قول الشاعر :
مالك لاتنبح ياكلب الدوْم .. وقد كنت نباحا فمالك اليوم .
وأما ماذكره عن أبى معاوية الضرير ورواية البخارى ومسلم عنه .. فلا يعيب البخارى ومسلم الرواية عنه لأنه كان أثبت أصحاب الأعمش بعد شعبه وسفيان .. ولذلك لم يحتج به البخارى إلا فى الأعمش وله عنده هشام بن عروة عدة أحاديث توبع عليها بأسانيد أخرى .. وله حديث واحد عن بريدة بن أبى بردة تابعه عليه أبو أسامه عند الترمذى واحتج به الباقون .. ومايهمنا هنا هو التزام البخارى بشروطه !!
وأما سليمان الأعمش .. فهو أحد الأئمة الثقات .. وهو عدل صادق ثبت صاحب سنة وقرآن .. حتى أنهم كانوا يسمونه المصحف من كثرة تمسكه به .. وكانوا يراجعون المصاحف التى بأيديهم على المصحف الذى بيديه ، لكنه كان يحسن الظن بمن يحدثه ويروى عنه .. ولايمكننا أن نقطع عليه بأنه يعلم ضعف ذلك الذى يدلسه فإن هذا حرام .. لكن مثل الأعمش حينما كان يروى الحديث مدلسا .. أى عندما كان يسقط راو من السند .. فإنما كان يترك أمارة واضحة على ذلك .. لكنه متى قال حدثنا فلا كلام .. ومتى قال ( عن ) تطرق إليه احتمال التدليس إلا عن شيوخ له أكثر من الرواية عنهم كابراهيم وابن أبى وائل وأبى صالح السمان فإن روايته عن هذا الصنف محمولة على الإتصال .. ولو كان تدليس الثقاة كذب لألفوا له أسانيد من الثقاة .. أو قالوا حدثنا وأخبرنا !!
وغآية مايقال فى تدليس الأئمة الثقات لبعض الأحاديث .. أنه نوع من الإرسال لماثبت عنده وهو يخشى أن يصرح بشيخه فيرد من أجله .. ولذلك كانوا يضعون علامة فى كلامهم ليفهم به هذا التدليس أو هذا الإرسال من عدمه كما قدمنا !!
لقد تميز علماء السلف عموما ونقاد الحديث على وجه الخصوص بالإمانة والنزاهة فى الحكم فكانوا يذكرون للراوى ماله وماعليه .. وكانت أمانتهم عقيدة راسخة وقاعدة عآمة يطبقونها فى بيان الحق ولو على انفسهم وهذا مايزيدنا ايمانا بتجردهم واستقامتهم .. هذا بالإضافة إلى ما تميزوا به من الدقة فى البحث والحكم ودون أدنى اعتبار لمكانة الراوى .. لكن منكرو السنة للآسف الشديد استغلوا هذه الأمانة وتلك الدقة وتعاملوا معها بمنتهى الخسة وقلة الأدب ؟؟
أما المفاجأة الحقيقية التى فجرها الباحث ، والتى ذكرتنا بضراط الشيطان .. فهى أنه يفاخر ولامؤاخذة بحصوله على ليسانس العلوم الإسلامية واللغة العربية .. ويحسب أنه بذلك الليسانس قد أصبح وعاءا من أوعية العلم .. أقول له نصيحة لوجه الله .. بلاش خيبة أحسن الناس يضحكوا عليك .. فهذه الشهادات أصبحت مثل الهم على القلب بعد أن أصبح أمثالك عبأ ثقيلا على الدولة وعلى مكاتب التنسيق ، وصحيح أن كلية دار العلوم كانت تخرج العظماء .. لكن الإناء قد ولغ فيه الكلب .. فلم تعد دار العلوم صانعة العلماء .. ويكفى دليلا على هذا الإنهيار الأخلاقى الذى تشهده دار العلوم اليوم أن يخرج من بينها من يريد أن يقذف بالسنة والتراث الإسلامى فى زرائب البهائم .. ومرابض الغنم .. بدلا من أن يخرج من صلبها من يقول لاإله إلا الله ويدافع عن الإسلام .. فياحسرتاه على دار العلوم .. وأما الدليل الثانى على هذا الإنهيار العلمى والأخلاقى .. فقد تمثل فى غرق زميلة لك فى الدار وهى تسبح فى مايوه يظهر عورتها المغلظة أمام زملائها من الباحثين أمثالك فى العلوم الإسلامية واللغة العربية .. فأنت أظهرت عورة جهلك ، وهى أظهرت عورة جسدها وكلاكما هالك غرقا فى كشف عورته ، وأخيرا أقول للباحث الكذوب إن الله هو الذى خلقنى فإذا كانت صورتى تذكرك بعكرمة وحنظلة فهذا شرف مابعده شرف .. فعكرمة كان وعاء من أوعية العلم ، وحنظلة هو الصحابى الجليل حنظلة بن عامر غسيل الملائكة الذى ترك فراش الزوجية ليلة عرسه وهو جنب ليقاتل مع المسلمين حتى استشهد فغسلته الملائكة .. وعلى العموم هذا أفضل بكثير من صورتك التى تذكرنا بعلى زوبة وعلى بتاع الحسين .. نرجو من القارىء فقط أن يدقق النظر وأن تكون نفسه حلوه .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،
بقلم : محمد شعبان الموجى
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق