السفلة !!



^ الحكم الذى أصدرته محكمة جنح دمنهور الخميس 26 نوفمبر 1998 بمعاقبة الممثلة يسرا وثلاثة صحفيين بينهم رئيس تحرير .. بغرامة قدرها 500 جنيه وتعويضا قدره 501 جنيه .. بسبب صورة خليعة نشرتها أحدى المجلات ليسرا وهى عبارة عن مشهد فى فيلم طيور الظلام الذى يعلى فيه مخرجه من شأن الداعرات والزناة .. ويقدمهم للمجتمع باعتبارهم البديل المتاح للتطرف الدينى .. هذا الحكم .. وكذلك الحكم الذى صدر قبل ذلك بعدة أيام بإدانة الفيلم القذر (خمسة باب ) والذى كان من أهم أبطاله الزعيم عادل إمام الذى يتسابق المسئولون الكبار عندنا الآن على كسب وده ومد جسور المحبة والصداقة والإعجاب بينهم ، وبينه .. حتى كاهن الناصرية ، وغيره من أبناء المسئولين يتسابقون أيضا على التمسح بعتباته ، والوقوف ببابه و النيل من بركاته ولقدشهدنا فى فرح ابنه رامى كيف تجمعهم الميمون فى مشهد تاريخى هزلى أو هزيل .. يتكرر كل خميس مع فنانين وفنانات آخرين .. مع أن أغلب هؤلاء الفنانين والفنانات قد ارتكب جرائم أخلاقية .. بعضها مفضوح لم يصل إلى يد القضاء العادل والبعض الآخر أدانه القضاء المصرى العظيم رغم تواطؤ ترزية القوانين .. هذان الحكمان العظيمان .. أكدا لنا يقينا أن القضآء المصرى الشامخ قادر بعون الله تعالى وتوفيقه على تصحيح نفسه بنفسه عبر درجات التقاضى المختلفة .. فالخطأ الذى يقع فيه حكم ابتدائى مثلا يعالج ويصحح فى حكم محكمة استئناف .. والخطأ الذى يقع فيه حكم استئنافى يصحح ذاتيا فى محكمة النقض أو محكمة القانون كما يسميها أهل القانون وهكذا .. والأمثلة على ذلك أشهر من أن تذكر وأكثر من أن تحصى ، ولذلك وبالمناسبة .. فاننا نهيب بترزية القوانين أن يرفعوا أيديهم عن قانون الإجراءات وأن يتقوا الله فى محاولاتهم العابثة للحيلولة بين شرائح كثيرة من الشعب وبين حق التقاضى أمام محاكم الإستئناف والنقض .. والتى لن تمس فى الأعم الأغلب إلا الطبقات الفقيرة .. وهذه جملة أعتراضية .. ويكفى مااقترفته أيديهم عبثا بالقوانين الشامخة التى اغتيلت على أيديهم واغتالوا معها كثيرا من القيم السامية والمبادىء الرفيعة وأضاعوا بها حق الله وحق العباد .. وكفى توظيفا للقانون فى خدمة الطبقة المترفة وماتؤمن به من تصورات وقيم وسلوكيات تهدر وتنسخ ماجاء صريحا فى الشرائع السماوية عآمة والشريعة الإسلامية بصفة خآصة .. حتى صار المعروف الذى نطق به القرآن الكريم والسنة المطهرة .. منكرا تحذر منه كثير من الصحف والمجلات وكثير من وسائل الإعلام ومن الأقلام التى فقدت شرفها .. وصار فاعله محل استهزاء واتهام بالتطرف والرجعية والظلامية ، وصار المنكر معروفا تدعو إليه فئة كبيرة من هؤلاء المفكرين والكتاب والصحفيين وأصحاب الرأى .. يكرم فاعله ويكافأ ويقدم للمجتمع عبر وسائل الإعـتام والتضليل ( وليس الإعلام والتنوير ) باعتباره من الأبطال النابهين المبدعين أو البطلات النابهات الذين قلما يجود الزمان بأمثالهم !! 

|و منذ حوالى 64 سنة .. حاول بعض المنحرفين والسفلة استصدار حكما قضائيا يبيح لهم الترويج للصور العارية والقصص والموضوعات الجنسية التى لايهدفون من وراء نشرهاإلا هدم القيم والمقدسات الإسلامية وإشاعة الفحشاء والمنكر فى المجتمع الإسلامى واستغلال حرية الرأى و الصحافة فى التكسب والتربح والإتجار الرخيص فى أعراض النساء الساقطات بنشر صورهن على أغلفة الكتب والمجلات والصحف وفضح ما أمر الله به أن يستر .. دون أن يعلموا أن الكتب والصحف والمجلات أمانة استودعهم الله عزوجل عليها ليؤدوا من خلالها واجب الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وملاحقة الفساد وارشاد الناس إلى طرق الحق والعدل والحرية المسئولة .. فإذا بهم يتحولون عن تلك الأهداف النبيلة .. مستغلين الظروف الإقتصادية الصعبة التى يعانى منها الشباب و ما أودعه الله فى نفوس الخلق من غرائز كانت ولا تزال فى حآجة إلى من يهذبها ويردعها عن طريق الغواية والإنحراف والشذوذ .. ولذلك بعث الله الأنبياء ليتمموا مكارم الأخلاق وليهذبوا هذه الغرائز !! 

| لكن المنحرفين حاولوا استصدار حكما قضائيا يحتمون بحماه ويتسترون خلفه لممارسة شذوذهم الأخلاقى المعروف للجميع وليعملوا عملهم الخبيث فى تدمير التابو الدينى أو المقدسات الدينية مستندين فى محاولاتهم الخبيثة إلى شيوع المنكر و عموم البلوى ونجاح الصهاينة فى تصدير صور النساء العارية وقصص الإنحرافات الجنسية فى الصحف والمجلات الأجنبية .. حتى على أغلفة الصابون وعلب المبيدات .. فيتلقفها هؤلاء القوادون إلى صحفهم ومجلاتهم ولا هدف لهم إلا اللعب بأعصاب الناس .. مستهدفين تحقيق أكبر نسبة توزيع ولو باهدار كرامة المرأة واظهارها دائما بمظهر البغى العاهرة .. على الرغم من أنهم أعلى الناس صوتا فى الدفاع عن حرية المرأة وحفظ كرامتها !! 

| لكن القضاء المصر ى الشامخ وقف بالمرصاد لكل تلك المحاولات الخبيثة لتقنيين المنكر والفواحش والعرى والخلاعة التى تأباها الفطرة السليمة .. ولايستحسنها إلا الشواذ والمنحرفون .. سواس المقاهى وأحلاس المواخير .. فقد قضت محكمة النقض فى جلسة 26 نوفمبر سنة 1933 قضاءها العادل الذى يستقيم مع التاريخ الشامخ للقضاء المصرى الذى يريد البعض أن يلوثه .. بأن (( الكتب التى تحوى روايات لكيفية اجتماع الجنسين ومايحدثه ذلك من اللذة كالأقاصيص الموضوعة لبيان ما تفعله العاهرات فى التفريط فى أعراضهن وكيف يعرضن سلعهن وكيف يتلذذن بالرجال ويتلذذ الرجال بهن .. هذه الكتب يعتبر نشرها انتهاكا لحرمة الآداب وحسن الأخلاق لما فيه الإغراء بالعهر خروجا على عاطفة الحياء ، وهدما لقواعد الآداب العآمة المصطلح عليها ، والتى تقضى بأن اجتماع الجنسين يجب أن يكون سريا وأن تكتم أخباره .. ولايجدى فى هذا الصدد القول بأن الأخلاق تطورت فى مصر بحيث أصبح مثل تلك الكتب لاينافى الآداب العآمة استنادا على ما يجرى فى المراقص ودور السينما وشواطىء الإستحمام .. لأنه مهما قلت عاطفة الحياء بين الناس فإنه لايجوز للقضاء التراخى فى تثبيت الفضيلة وفى تطبيق القانون )) ..!! 

| هذا هو القضاء المصرى المشرف الذى يجب ألا يتراخى فى تثبيت الفضيلة وفى تطبيق القانون .. لاالذى يبيح إشاعة الفحشاء بين الناس بإباحة نشر الصور الداعرة .. ويسخر من الآداب والشرائع الإسلامية .. فى وقت تتعرض فيه البلاد لموجة صهيونية إباحية قذرة .. تتبناها صحف ومجلات يرأس تحريرها للأسف قوادون مخمورون متاجرون بالأعراض .. ساعون لهدم المجتمع بنشر تلك الصور الخليعة وغيرها من معاول الهدم .. لكن الأخطر والأشد وبالا على امتنا أن تصدر مثل هذه القاذورات فى دولة دينها الرسمى الإسلام !! 

| إن العرف الفاسد وهو الذى يخالف نصا قطعيا .. ليس مصدرا من مصادر التشريع .. ولايجوز أبدا أن تبنى عليه أية أحكام شرعية .. فقوم لوط لعنة الله عليهم وعلى من دعا بدعوتهم وحكم بحكمهم إلى يوم الدين .. كان اللواط والسحاق فى عرفهم الفاسد لايتنافى مع التقاليد اللوطية ولا مع أعراف المجتمع اللوطى والشعور العآم لقوم لوط لم يكن يتأذى من ذلك الشذوذ .. ومع ذلك بعث الله نبيه لوط عليه السلام لينهاهم عن هذا العرف الفاسد وعن تلك الفواحش ، وقوم شعيب كانوا يطففون المكيال .. فبعث الله من ينهاهم عن ذلك ، والعرب كانوا يعبدون الأصنام ويطوفون حول البيت عراة .. فبعث الله عزوجل نبيه ابراهيم واسماعيل ومحمد عليهم جميعا أفضل الصلوات والتسليمات .. لهدم الأصنام وتغيير هذا العرف الفاسد وليس الإنصياع له .. وتلك هى وظيفة الأنبياء والرسل ثم الدعاة وأصحاب المروءات .. وتلك هى وظيفة القضاء !! 

| نعم لقد عمت البلوى بانتشار العرى والخلاعة فى مجالات كثيرة فى المجتمع .. ولكن ليس صحيحا على الإطلاق مايروجه المبطلون من أن المجتمع المصرى أصبح يتقبل مثل تلك الصور العارية .. وأن رؤية جسد المرأة العارى أصبح غير مثير جسديا .. إن مثل هذا الكلام الباطل يضرب بالعقيدة والشريعة الإسلامية التى أمرت بصريح النص .. بغض البصر عن عورات النساء وبستر العورات سواء بالنسبة للمرأة أو الرجل عرض الحائط ، ناهيك عن عشرات الأحاديث النبوية الصحيحة .. ويدوس بأقدامه على الدستور المصرى الذى ينص على أن دين الدولة الرسمى هو الإسلام .. وينتهك صراحة مواد قانون حماية حرمة الآداب الذى نص فى مادته رقم 178 عقوبات والتى تم تعديلها العآم الماضى بتشديد العقوبات على معاقبة كل من صنع أو حاز بقصد الإتجار أو التوزيع أو الإيجار أو اللصق أو العرض مطبوعات أو مخطوطات أو رسومات أو إعلانات أو صورا محفورة أو منقوشه أورسوما يدوية أو إشارات رمزية أو غير ذلك من الأشياء أو الصور عآمة إذا كانت منافية للآداب العآمة .. ناهيك عن عشرات الأحكام القضائية المشرفة التى كانت ومازالت الحصن المنيع ضد الإنحرافات الأخلاقية ‍ والشذوذ النفسى ‍‍‍ !! 

| والمجتمع المصرى مازال يحفل بكثير من الشرفاء الذين يتصدون للمنكرات العآمة فى السينما والمسرح والصحافة وغيرها .. فنحن أمة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ، والقانون المصرى ذاته حتى بعد التلاعب فى قانون الحسبة .. أجاز لعآمة الشعب ولكل من رأى عملا مخلا بالآداب وبالشريعة أن يتقدم ببلاغ إلى النيآبة العآمة المختصة يبين فيه موضوع طلبه والأسباب التى يستند إليها مشفوعة بالمستندات التى تؤيده .. أما الذين يستنكرون على الشعب ممارسة هذا الواجب الشرعى والقانونى مستندين إلى بعض العبارات العلمانية الفاسدة التى يرددونها كالببغاوات .. فالقضاء المصرى الشامخ كفيل بمحاسبتهم ورد كيدهم إلى نحورهم !! 

| والشعب المصرى رغم ولعه بالفن ومشاهدة الأفلام ومشاهدة صور بغايا الإغراء والإثارة ، وإعجابه بهن وغير ذلك من صور التساهل .. إلا أنه حتى يومنا هذاو فى قاعدته العريضه .. مازال ينظر أخلاقيا إلى ممثلات الإغراء والإثارة وإلى ناشرى ومروجى تلك الصور العارية الحقيرة نظرة احتقار وازدراء .. ويرفض أن تنساق بناته ونساؤه فى هذا الإتجاه المدمر .. فلاأظن أن يقبل أى مصرى حتى من أولئك الذين يروجون للصور الفاضحة على أغلفة الكتب والمجلات أن يضع صورة امه أو عمته على غلاف مجلته فى نفس الأوضاع الداعرة كما يفعل مع المبدعات وبغايا الإغراء والإثارة .. إن من يفعل ذلك أو يرضى عنه أولى بنا أن نضعه فى مستشفيات الأمراض العقلية .. أخيرا أود أن اذكر بقاعدة اصولية هآمة تنص على أنه إذا خالف القضاء النص أو الإجماع أو القياس الجلى نـقض الحكم قطعا وللمحكوم عليه التمسك بالمفتى به شرعا ، واعتبار الحكم مظلمة يدفعه عن نفسه بما يدفع به الظلم وليس للمحكوم له إن كانت لديه بقية من شرف أو مروءة أو دين أن يستحل ما حكم به مخالفا للعقيدة والشريعة الإسلامية وسيعلم الذين ظلمواأى منقلب ينقلبون .. والحمد لله أن القضاء المصرى الشامخ لديه كل تلك القدرة والحيوية على تصحيح نفسه بنفسه دون إلتفات أو تأثر بكتابات الساقطين الذين يعتبرون نشر صورة مبتذلة هو البوابة الحقيقية لدخول مصر والعرب بوابة القرن الحادى والعشرين !! ، ويعتبرون جريمة نشر الصور العارية والخليعة مسألة اختلاف ذوق وثقافة وأفكار وآراء ويرون من ثم ضرورة إبعاد القضاء عن نظر مثل تلك القضايا .. وينسون أو يتجاهلون الفرق بين الجريمة والفكر .. وأن تحريم تلك الجرائم التى تنتهك الأخلاق من المسائل المحسومة فى الشريعة الإسلامية وكآفة الشرائع السماوية الأخرى ولاينكرها إلا كافر مجرم .. ونسى هؤلاء أيضا أنهم كانوا من أوائل المهللين والمطبلين للحكم الإبتدائى الذى حكم بالغرامة والتعويض على المحامين الثلاثة الذين كانت كل جنايتهم فى نظر هؤلاء الساقطين أنهم مارسوا فريضة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر التى تمثل القطب الأعظم فى هذا الدين .. والمهمة التى ابتعث الله لها النبيين أجمعين كما يقول حجة الإسلام الإمام الغزالى رحمه الله .. والذى يضيف فى كلماته الرائعة .. أن الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر - الذى يشن عليه العلمانيون حربا شعواء لاهوادة فيها .. والذى نجح العلمانيون فى تفصيل قوانين ظالمة وأحكام جائرة .. تحول دون ممارسة المسلمين لهذه الفريضة - هذا القطب الأعظم للدين .. لو طوى بساطه وأهمل علمه وعمله لـتعطلت الديانة وعمت الفترة وفشت الضلالة وشاعت الجهالة واستشرى الفساد واتسع الخرق وخربت البلاد وهلك العباد ولم يشعروا بالهلاك إلا يوم الـتناد وقد كان الذى خفنا أن يكون فإنا لله وإنا إليه راجعون !! 

والسلام عليكم ورحمة اللـه وبركاته ، 

بقلم : محمد شعبان الموجى
TAG

ليست هناك تعليقات

إرسال تعليق


الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *