^ أعتقد أن القوى الوطنية أصابها الوجوم والدهشة أمام تصريحين للحكومة المصرية .. الأول يؤكد على أن الوقت غير مناسب لعقد قمة عربية ؟؟ ويعلم الجميع أن هذه الفضيحة السياسية ليست سوى استجابة للموقف الأميركى ليس إلا .. وأما التصريح الآخر فالتأكيد على أن مصر لن تسعى إلى امتلاك القنبلة النووية .. مع مقارنة ذلك التصريح بتصريحات نواز شريف رئيس وزراء الباكستان التى جاءت أعنف من التفجيرات النووية الهندية والباكستانية على حد سواء .. ناهيك عن سائر مواقف الخنوع والإستسلام والخضوع للأهواء والأهداف والخطط الصليبية والصهيونية والتى تسير وفقا لجدول زمنى محدد المعالم والأركان .. فى الوقت الذى لايعرف فيه العرب ماذا يفعلون لا فى الماضى ولا فى الحاضر ولا فى المستقبل .. ويتركون الأمور تسير حسب الرياح التى تأتى دائما بما لاتشتهى السفن !!
^ و عندما نصف النخب السياسية بالضعف والخنوع والخضوع لأهواء المستعمر .. فنحن واقعيون تماما .. لأننا بداية لانطالب تلك النخب بما لايستطاع .. ولا نحرضهم كذلك على الدخول فى مهاترات أو مغامرات سياسية وعسكرية تنتهى بنا إلى كارثة أو نكسة جديدة .. لكننا لا نظن أن مجرد جلوس الحكام العرب حول مائدة تجمعهم لمناقشة مصيرهم ووجودهم ذاته أمر بعيد المنال .. ونحن بالفعل لانستطيع أن نفهم ذلك .. فى الوقت الذى يجب أن نطالب فيه وهذا هو الأمر الطبيعى أن يتحول مؤتمر القمة إلى آلية ثابتة تجتمع بشكل دورى وتكون بمثابة نواة لوحدة عربية حقيقية .. وعلى الزعماء الذين يرون فى أنفسهم أنهم يشكلون عقبة فى سبيل ذلك عليهم أن يرحلوا شاكرين ، وهذا أقل قرار يتخذه حاكم مخلص لوطنه ولدينه .. إن اختلاف القادة العرب حول اسلوب حل بعض المشكلات فيما بينهم أمر طبيعى لاغبار عليه .. أما أن يشكل ذلك الإختلاف عقبة أمام مجرد اجتماعهم لحل مشكلة حيوية أو قضية مصيرية .. فهذا أمر لايقبله أى صاحب ضمير حى .. ثم إنه شىء يدعو إلى العجب بالفعل .. لا أظن أن شعوب أمة من الأمم صادفت صعوبة فى مجرد اجتماعها ولا أقول حل مشاكلها !! مما يؤكد على أن فجيعتنا الحقيقية تكمن فى نخبتنا .. التى تحولت أطماعها واختلافاتها فى الرأى فيما بينها إلى حد تعريض الأمة بالفعل لخطر الفناء !!
^ والناظر إلى مجمل السياسات الخارجية والداخلية والتصريحات والمواقف والسلوكيات الإجتماعية لنخبتنا .. يدرك تمام الإدراك .. إن نخبتنا للأسف الشديد فى غفلة وفى غياب كامل عن الوعى .. ويدرك كذلك أن الطريق يجب أن يبدأ من هذه النقطة .. أى يجب أن تستيعد نخبتنا ايمانها بقوة العقيدة وعظمة الشريعة وتستيعد وعيها وإرادتها السياسية .. ويجب كذلك أن تسارع إلى وضع خطط حقيقية تحفظ بها النوع العربى من الفناء أمام الغطرسة الصهيونية والمشروعات الإستعمارية التى تستهدف هوية هذه الأمة وشخصيتها وكيانها وعقيدتها !!
^ ثم إن اصرار نخبتنا على أنه لابديل عن السلام أبدا مهما فعل بنا أعداؤنا .. قول غريب وشاذ .. لايتسق مع المنطق السياسى مطلقا .. ولايمكن أن يفهم على أنه ايمان قوى بالسلام أو حب من طرف واحد .. فى الوقت الذى يلوح فيه عدونا كل يوم بالحرب وبضرب المدنيين ويهدد امتنا بأكثر من 200 قنبلة نووية بالإضافة إلى كل أسلحة الدمار الشامل .. إن مثل هذه التصريحات بالرغبة نحو السلام دون التلويح بإمكانية المواجهة العسكرية لن تزيد قناعة الشعوب العربية بالسلام والتعايش مع عدو متغطرس متعـصب .. بقدر ما ستبثه من روح اليأس والإحباط .. والشىء بالشىء يذكر .. فمما يبعث على الأسى والأسف والضحك الذى هو كالبكا .. أن يخضع الوطن العربى كله للإرادة الأمريكية فى حصار دولة مثل ليبيا كل تلك السنوات .. بسبب تعنت الأمريكان ورغبتهم العارمة فى إذلال رئيسها وشعبها .. ثم يأتى صوت التمرد على هذا العنف من دولة مثل ايطاليا .. لو كان لدى نخبتنا إرادة حقيقية فى مواجهة عوامل فنائنا وضعفنا .. لإجتمعوا جميعا على رفض ذلك التعسف والعقاب اللآخلاقى ضد الشعب الليبى .. لو امتنع أهل الخليج وحدهم عن استيراد العطور والسيارات لأفلست كثير من المصانع فى أمريكا وأوربا ولأجبروا دولهم على الإلتزام بسياسة معقولة عادلة .. ل، أمريكا لا تستطيع أن تعاقب كل الدول العربية والإسلامية لو اجتمعوا على قلب واحد !!
^ إن السلام الحقيقى لايتحقق فى دنيا الواقع إلا على أسنة الرماح .. ولا يتحقق إلا بقدرة الشعوب على التضحية بالأنفس والأموال .. هكذا يقول التاريخ دائما .. ويخبرنا وحينا المقدس .. ومن هنا كان من أوجب الواجبات على نخبتنا ضرورة القيام بثورة تصحيح لتغيير كآفة السياسيات والبرامج فى شتى المجالات بحيث تكون كفيلة بعودة الوعى وروح الجهاد والفداء والقيم السامية إلى شباب هذه الأمة .. بعد أن حطمتها وسائل الإعلام والثقافة ومناهج التعليم وموجات الإباحية والمجون التى تأتى إلينا من وراء الحدود كالأوبئة الفتاكة والتى يروج لها أدعياء الفن .. وأولئك الذين يحققون أهداف الصهيونية والماسونية القديمة .. فى خلق جيل لايستحى من الجنس ولا يلتفت إلى عقيدة .. فمثل هذا الجيل يستحيل عليه أن يحمى موطأ قدمه الذى يقف عليه .. لا أن يحمى أمة !!
^ ولابد كذلك من تعبئة كل طاقتنا الروحية والمادية .. وحصار وعزل هذا الكيان الصهيونى المجرم .. حصارا معنويا وماديا ، وأخيرا لابد أن يرتفع صوت زعمائنا بضرورة عودة كآفة الأراضى العربية المغتصبة والتأكيد فى كل مناسبة على أن القدس عربية إسلامية ويجب أن تظل كذلك مهما طال الزمن .. وأن تتسم تلك التصريحات بالقوة والثبات .. وياقادة العرب صدقونى أن شعوبنا اليوم فى حآجة ولو إلى تصريحات .. مجرد تصريحات قوية تبث فى نفوسنا معانى القوة والعزة .. لسبب بسيط وهو أنهم لم يعودوا واثقين من أنكم قادرون ألان حتى على اصدار مثل تلك التصريحات !!
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بقلم : محمد شعبان الموجى
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق