أحفاد ثورة 19 .. يطأون الهلال ويعانقون الصليب !!



^ يقول الشيخ محمد الغزالى رحمه الله فى كتابه القيم ( التعصب والتسامح بين المسيحية والإسلام ) : (( إننا مكرهون بإزاء الموقف ( العدائى ) ضد التشريع الإسلامى إلى تقرير عدة حقائق ، لقد حدث فى الثورة الإستقلالية سنة 1919 أن اتحد المصريون جميعا ضد الإنجليز .. ويظهر أن الإتفاق بين زعماء المسلمين والنصارى يومئذ كان على أن ينسى الجميع أديانهم فى سبيل طرد العدو المشترك ، وهو اتفاق غريب وتنفيذه أغرب .. أما أن الإتفاق غريب ، فلأن المسلم لاينبغى أن ينسى دينه ، ولا أن يكلف غيره بنسيان دينه ، ومجاهدة الغاصبين من المستعمرين لاتتطلب شيئا من هذا .. وأما أن التنفيذ أغرب ، فلأن الذى حدث هو أن الزعماء القوميين من المسلمين نسوا الإسلام والنصرانية حقا .. وأما الزعماء القوميون من النصارى فقد نسوا الإسلام فقط .. وذكروا النصرانية جيدا .. فلم تمض سنوات قلائل على ابرام الإتفاق الروحى بيــــــــــــــــــن الفريقين حتى كانت الإدارات المصرية تعج بكثرة ظاهرة من الموظفين النصارى )) !! 

^ ونحن مكرهون أو مستكرهون على إعادة كلام الغزالى رحمه الله .. رغم مضى أكثر من تسع سنوات على الطبعة الأولى من الكتاب .. لأن العبارات الذهبية للشيخ الغزالى تلخص حقيقة المأساة التى يتعرض لها الإسلام فى مصر بالذات على أيدى حفنة عميلة من العلمانيين والشيوعيين والملاحدة والإباحيين .. تسيطر على مسيرة الحياة السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية .. وتسير بالمجتمع إلى هاوية الكفر والضلال .. وترتكب على حد تعبير الشيخ الغزالى رحمه الله ..(( جرائم خلقية واجتماعية وسياسية لايجرؤ العتاة على ارتكابها فى أى بلد من بلاد العالم .. ترتكب فى بلادنا دون نكير ولا محاذرة ، والشياطين مكممو الأفواه )) !! 

^ وبالأمس فقط اكتشفوا أن هناك كتابا يمتلىء بالحقد والبغضاء والإفتراءات على نبى الإسلام ورسول البشرية يدرس فى الجامعة الأمريكية .. عشرون عاما والجامعة الأمريكية التى تعتبر المصدر الرئيسى لتخريج القادة والأجيال والكوادر النخبوية التى تسيطر على مجمل الحياة العآمة فى مصر تقرر على طلابها كتابا بل كتبا كثيرة تسىء إلى الإسلام .. دون أن يلفت نظر أحد من هؤلاء القادة على تتابع أجيالهم وثقافاتهم وتخصصاتهم تلك الإفتراءات التى تجرح عقائدهم وتلوث سيرة نبيهم صلى الله عليه وسلم .. بل الأغلب أنهم كانوا يتلقون تلك الإفتراءات والأكاذيب على اعتبار انها ثقافة التطور والتقدم والإرتقاء .. وعلى اعتبار كذلك أن الإسلام - كما يصرح كبراؤهم - لم يكن على أحسن تقدير سوى ثقافة من ثقافات العصور الوسطى التى انتهت فترة صلاحيتها .. بينما لم يلتفت أحد من هؤلاء المغفلين طيلة العشرين عاما السابقة .. إلى أن غيرهم من أعداء الإسلام إنما يعمل أولا على بث تلك الإفتراءات وخلخلة يقينهم وتشكيكهم فى عقيدة الإسلام لحساب عقيدته ودينه .. ثم بعد ذلك يعمل على أشاعة جو من المودة والقربى بين هذا الجيل المنسلخ من عقيدته وبين أبناء الدول الإستعمارية .. وتلك هى هى نفس الفلسفة الإلحادية التى سادت ثورة 1919 ، و التى تحولت ( اى الثورة ) بقدرة قادر على يد المحافل الماسونية والتنظيمات النسائية الفاسدة .. إلى ثورة ضد الشريعة والأخلاق الإسلامية والحجاب .. حتى نزع سعد زغلول زعيم الثورة وقطب الماسونية الشهير الحجاب من على وجه زوجه أمام الآلاف ليعلن بذلك بداية الحرب على الشريعة الإسلامية والقضاء على الرابطة الإسلامية لحساب الرابطة الوطنية بمفهومها العنصرى التى تقرر أن مصر دائما فوق الجميع .. وفوق كل شىء حتى العقيدة والدين .. ودعونا نسأل نفس السؤال الساخر الذى سأله الشيخ الغزالى رحمه الله .. من هم ياترى هؤلاء الجميع الذين يجب أن يهبطوا إلى تحت ؟ لتنتصب فوقهم الأوطان الخآصة ببعض البشر ؟.. إن العصبيات لايعنيها أن تجيب لأن العصبيات لاتعرف منطق العقل المعتاد .. إن العصبية حماس ، وليست حقا يضىء !! 

^ وهاهم اليوم أحفاد ثورة 1919 .. ( ولانقصد حزبا سياسيا بعينه .. بل نقصد الجيل كله الذى تأثر بالكثير من الأفكار العلمانية الهدامة التى صاحبت الثورة ) .. يعانقون الصليب .. لكنهم يطأون الهلال بأقدامهم .. تماما كما فعلوا فى 1919 .. يطالبون بتنقية المناهج التعليمية من عقيدة التوحيد بدعوى أنها تجرح مشاعر الأقباط .. فى الوقت الذى لم نسمع لهم ركزا طيلة أكثر من عشرين عاما ( وربما أبعد من ذلك بكثير ) يدرس فيها كتاب يسىء إلى مشاعر المسلمين فى الجامعة الأمريكية .. بل ويطالبون كذلك بفصل اللغة العربيـة عن القرآن الكريم والسنة المطهرة .. وهى دعوة استعمارية قديمة بدأت فى أواخر 1881 حين اقترح (( المقتطف )) اليهودية كتابة العلوم بلغة الحديث .. وحين ألف القاضى الإنجليزى ( ولمور ) كتابا عما سماه لغة القاهرة وضع فيه قواعد واقترح اتخاذها لغة للعلم والأدب كما اقترح كتابتها بالحروف اللآتينية .. فالفكرة التى يرددها اليوم بعض الملاحدة .. فكرة قديمة والهدف الوحيد المعقول والمكشوف .. هو محاربة الإسلام فى لغته .. فى ذات الوقت الذى يطالبون فيه بإحياء اللغة القبطية باعتبارها اللغة الأصلية للمصريين ؟؟ 

^ إن أحفاد ثورة 1919 .. هم الذين يطالبون اليوم بتنقية البرامج التليفزيونية من البرامج الدينية أو الإسلامية .. خصوصا تلك التى تتعلق بالعقائد .. والحقيقة أن الإنسان يتعجب من وجود أمثال هؤلاء البشر الذين فقدوا كل معانى الحياء والشرف .. فالذى يزعجهم فقط من برامج التليفزيون هى تلك البرامج التى تتحدث عن عقيدة التوحيد وعن الإسلام .. وهى لاتمثل بالحساب إلا حوالى 3% فقط .. لكن أحدا من هؤلاء لم يزعجه 97 % من البرامج التافهة والتخريبية الهدامة !! 

^ إن أحفاد ثورة 1919 .. يفعلون اليوم ما سبق أن فعله أجدادهم كما قلنا سابـقا .. يطأون الهلال ويعانقون الصليب .. يعطلون الشريعة ويحاربون كل مظاهر الإسلام فى الحياة .. فى الوقت الذى يروجون فيه لكل الأفكار التخريبية الهدامة .. يطالبون ببناء المزيد من الكنائس .. ويطالبون فى ذات الوقت بتقليص ظاهرة انتشار المساجد والزوايا .. يطالبون بتقليص البرامج الإسلامية فى مناهج التعليم وفى وسائل الإعلام .. وفى الوقت نفسه يطالبون بافساح المجال أمام المزيد من البرامج النصرانية .. يطالبون باقصاء ( الأصوليين ) عن النقابات والأندية والمراكز القيادية والحياة النيابية والقضاء على الإسلام السياسى .. فى الوقت الذى ينادون فيه بضرورة خروج الأقباط النصارى من سلبيتهم السياسية !! ، و بتخصيص العديد من الكوادر و الدوائر الإنتخابية للأقباط ‍ .. يطالبون بإغلاق جامعة الأزهر وتقليص ظاهرة المدارس الإسلامية .. فى الوقت الذى لم يكتفوا فيه بعشرات بل مئات المدارس و المعاهدوالجامعات التبشيرية والكاثوليكية ( أكثر من 160 مدرسة كاثوليكية فى مصر ) .. بل يسعون إلى انشاء الجامعة الفرنسية .. يطالبون بإقصاء اللغة العربية عن الحياة كما قلنا .. فى الوقت الذى يسعون فيه جاهدين إلى نشر الفرانكفونية والسكسونية .. يطالبون فيه بمحاربة الحجاب والزى الباكستانى .. فى الوقت الذى يروجون فيه للميكروجيب وملابس البيير كاردان .. أن أحفاد ثورة 19 الذين يقودون الثورة على مظاهر الإسلام اليوم .. بدأوا حملتهم الصليبية العلمانية اليوم من الكونجرس الأمريكى .. حيث صدر قانون الإضطهاد الدينى .. الذى سيتيح للشيطان الأكبر التدخل فى شؤننا الداخلية بحجة حماية الأقليات من الإضطهاد .. أو يفرض علينا أمورا تتعارض مع ما تبقى من مظاهر اسلامنا .. ويبدو انه قد كتب على الإسلام دائما أن يدفع ثمن تسامحه مع الآخرين حين لم يكن أصحاب التاريخ الأسود والسجل الدموى للإضطهاد الدينى يعرفون شيئا اسمه التسامح الدينى والتعايش مع الآخرين ، ولذلك فإننا نرحب بتلك الدعوة التى أطلقها أحد (المغفلين ) للتوسع فى دراسة التاريخ القبطى الذى سبق فتح مصر ولهذا حديث آخر إن شاء الله !! 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 

بقلم محمد شعبان الموجى
TAG

ليست هناك تعليقات

إرسال تعليق


الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *