^ لو كنت من الصحفيين الذين سيقدمون للمحاكمة بسبب قضية فنانة الإغراء والإثارة المشهورة .. لرفعت صورة تلك الفنانة القديرة والتى نشرتها مجلة حريتى منذ عدة سنوات و كانت تجلس فيها فنانة مصر القديرة وهى واضعة ساقا على ساق ونصفها السفلى عاريا تقريبا ، ولم تكن تلك الفنانة ساعتها تؤدى دورا سينمائيا يستدعى هذا العرى .. ولكنها كانت ضيفا فى مهرجان القاهرة السينمائى .. مما يؤكد أن المسألة ليست مجرد ضرورات فنية أو درامية ولكنه سلوك عآم ، ولو كنت من الصحفيين المتهمين أو كنت من هيئة الدفاع لوضعت تلك الصورة العارية ليس ضمن أوراق المرافعة طلبا للبراءة فحسب .. بل لوضعت تلك الصورة وغيرها من صور مشاهد الجنس والإثارة الموظفة دراميا أو الموظفة تجاريا و التى اشتهرت بها تلك الفنانة وحصلت بسبب صورة منها على حكم قضائى بغير ما أنزل الله .. لوضعتها على أعلى سارى فى مصر ليعلم القاصى والدانى الشعار الحقيقى للأزمة التى تمر بها امتنا اليوم !!
^ وإذا كانت فنانة الإغراء والجنس قد رأت أنها تعرضت أثناء أزمتها إلى حملات صحفية مغرضة للنيل من شرفها واعتبارها .. فلا شك أن من حقها الطبيعى أن تدافع عن شرفها باعتبار ذلك حق مكفول للكآفة .. ومعاذ الله أن ندافع عن الذين يتسلون بأعراض النساء فى صحفهم .. ولكننى هنا أريد أن أناقش وبصراحة شديدة وشفافية كبيرة قضية الإختلاف الطبقى والحضارى لمفهوم الشرف والإعتبار .. فما يعتبر فى طبقة اجتماعية أنه مسقط للشرف والمروءة والإعتبار .. يعتبر فى طبقة أخرى عكس ذلك تماما .. فالشرف والإعتبار من الناحية الموضوعية وحسب التعريف القانونى له هو المكانة التى يحتلها كل شخص فى المجتمع وما يتفرع عنها من حق فى أن يعامل على النحو الذى يتفق مع هذه المكانة .. بحيث يعطى الثقة والإحترام اللذين تقتضيهما مكانته الإجتماعية !!
^ فإذا ما أردنا تطبيق ذلك فى حق الذين يحترفون مهنة التمثيل وخصوصا ممثلات الإغراء والجنس .. فإننا نعرف أن العلاقات الغير شرعية التى يقيمها هؤلاء سواء من الرجال أو النساء أمر طبيعى .. وأن مثل هذه الأمور لاتنتقص من مكانة هؤلاء الممثلين والممثلات أمام المجتمع .. على العكس من ذلك .. فقد تسعى إليهن الشهرة والمجد وتتهاوى تحت أقدامهن الأفلام والعقود .. والدليل المادى الذى بين أيدينا .. أن كثيرين وكثيرات من أهل الفن والطرب اتهموا أو اتهمن بالعديد من قضايا تعاطى المخدرات والدعارة .. وإقامة العلاقات غير الشرعية مع كبار القوم ومع ذلك مازالوا يحتلون المقاعد الأمامية فى المجتمع .. ومازالت أعمالهم الفنية تملأ الأفق ، ولدينا مثال واضح على ذلك .. فنان مصر العالمى .. فرغم تصريحه عدة مرات بأنه قد أقام أكثر من مليون علاقة غير شرعية بل واعترافه بأبن من السفاح بمذيعة عاشرها بعد خمس دقائق فقط من اجرائها حديث معه .. ومع ذلك فمازال الفنان العالمى يحظى باحترام النخبة .. وقد كادوا أن يرشحوه لرئاسة مهرجان القاهرة الدولى .. بل وقامت الفنانة نفسها بالتمثيل أمامه فى إعلان تليفزيونى .. أى أنه على الرغم من كل البلاوى التى ارتكبها فمازال يحظى عند تلك الفنانة أو غيرها من بنات الطبقة التقدمية بكل الإحترام والتقدير ولم تتأثر مكانته الإجتماعية على الإطلاق .. بينما لو ارتكب رجل من أبناء الطبقات الشعبية والمتدينة الأخرى عشر معشار ما ارتكبه الفنان العالمى لأهدرت كرامته وسقط شرفه واحتقر بين أهل طبقته ومجتمعه على نحو مشين !!
^ حتى التفسيرات والشروح القانونية للقانون الوضعى قد صرحت بأن الإحتقار أمر نسبى .. وأنه من الصعب أن يجمع أهل وطن واحد على استحسان فعل معين أو استهجانه بل يغلب أن يختلف نظر الناس إلى الأمر الواحد بحسب اختلاف طبقاتهم ومنازعهم !! فمالذى يضير أى فنانة اغراء وجنس ان تتهم على صفحات الصحف بإقامة علاقة غير شرعية فى نطاق محدود مع رجل أجنبى أو أكثر من رجل .. فى الوقت الذى تتقلب فيه أمام الملايين بين أحضان عشرات الممثلين .. وتظهر شبه عاريه أمام الطفل والشيخ والشاب والفتاة والمؤمن والكافر دون أن تشعر بما يمكن أن تشعر به أى فتاة ، ودون أن يشعر أهلها بما يمكن أن يشعر به أهل أى فتاة من فتيات المجتمعات ( المتخلفة ) من معانى العار والخزى وسقوط الشرف والمروءة والإحتقار بين أفراد مجتمعهم .. لو أتت فتاتهم بواحد على المليون مما تأتيه تلك الفنانة أو غيرها من مشاهد عرى وخلاعة ومجاهرة بالفواحش .. نعم قد تسبب تلك الأخبار التى تنشرها الصحف والتى تفضح فيها أو تتهم تلك الفنانة أو غيرها بإقامة علاقات غير شرعية - والتاريخ نفسه يثبت أن تلك العلاقات غير الشرعية مع الكبار سرعان ما تتحول إلى مناقب ومآثر يتباهين بها عند كتابة مذكراتهن - قد يسبب ذلك ( نوعا من الحرج ) لتلك الفنانة أو غيرها لأرتباطها مع آخر بعلاقة معينة .. ولكن القانون لايرتب فى هذه الحالة أى عقوبة على الفاعل .. أى أن القانون نفسه فرق جيدا بين الأمر المسبب للإحتقار والأمر المسبب للإحراج !!
^ ولذلك فإننا نطالب باسقاط أية عقوبة مالية أو بدنية على قذف النسوة اللائى يمتهن مهنة تمثيل أدوار الإغراء والإثارة والجنس دون النظر إلى الكلام الفارغ و الباطل الذى يدعين فيه أن تلك الأدوار موظفة دراميا وغير مقحمة .. لأنه إذا كانت جريمة القذف من جرائم الإعتداء على الشرف والإعتبار .فإن هؤلاء جميعا لايثبت فى حقهم أدنى معنى من معانى الشرف أو الإعتبار .. ويجب أن يكون القذف فى حقهم أوحقهن تحصيل حاصل لواقع أسود هم يتمرغون في أوحاله بالليل والنهار فى السر والعلانية .. فى مجتمعاتهم وأنديتهم العآمة والخآصة وعلى صفحات الصحف وأغلفة المجلات وفى وسائل الإعلام المرئية والمسموعة .. بل ويفاخرون به فى أحوال كــــثيرة ويعتبرونه من علامات التقدم والـــــــــــرقى .. ولأن الله عز وجل قد نهى عن قذف المحصنات الغافلات !!
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بقلم : محمد شعبان الموجى
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق