ماديون يعترضون على بشرية الرسول صلى الله عليه وسلم


محمد شعبان الموجي



من المفارقات التى تستدعى النظر والتأمل .. أنه على الرغم من مادية أهل الكفر والضلال .. وانكارهم الدائم والدائب لكل شىء غير محسوس أو مشاهد أو مجرب .. وانكارهم كذلك للغيب وللعوالم غير المرئية كعالم الملائكة والشياطين الى آخره .. إلا أنهم فى الوقت نفسه كانوا ومازالوا يعترضون على بشرية الأنبياء والرسل والمؤمنين بهم .. وكانت دائما من أهم مطاعن أهل الكفر والضلال .. 

ولذلك رأينا كيف أن قريشا فى المجلس المشهور برئاسة الشيخ عتبة بن ربيعة الشيوعى .. احتجوا على بشرية النبى صلى الله عليه وسلم بعد أن عرضوا عليه الرياسة والمال فأبى .. حتى قال كبيرهم للنبى صلى الله عليه وسلم : مابالك وأنت رسول الله تأكل الطعام وتقف بالأسواق .. فعيروه بذلك لأنهم كما تقول كتب التفاسير أرادوا أن يكون الرسول ملكا .. لايأكل ولا يشرب ولاينام ولايمارس حياته البشرية الخآصة { وقالوا مال لهذا الرسول يأكل الطعام ويمشى فى الأسواق لولا أنزل إليه ملك فيكون معه نذيرا } 7 / الفرقان .. 

يجيب الله عز وجل عليهم قائلا : { ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا وللبسنا عليهم مايلبسون } .. بل إن الله عز وجل يؤكد أنه لو أرسل إليهم ملائكة من السماء لينذروهم وليبلغوا لهم رسالات السماء لأصروا على الكفر وتعللوا بالخيالات يقول الله عزوجل { ولو فتحنا عليهم بابا من السماء فظلوا فيه يعرجون لقالوا إنما سكرت أبصارنا بل نحن قوم مسحورون } الحجر 

فلاشك أن العقلاء .. والعقلاء فقط هم الذين يدركون الحكمة العظيمة من ارسال الله عزوجل الرسل والأنبياء من أنفسهم .. أى من نفس البيئـة وتحت نفس الظروف ويحدثهم بنفس اللغة التى يفهمونها .. حتى يقدم لقومه أنموذجا بشريا أخلاقيا صالحا للإقتداء به فى دنيا الواقع وليبن لهم كيفية مواجهـة الرغبات وتهذيب الغرائز الفطرية المجبول عليها البشر .. 

ولذلك يصر القرآن الكريم على التأكيد على بشرية الرسل والأنبياء فى أكثر من موضع ليلفت النظر إلى تلك الغاية العظيمة والحكمة الجليلة .. يقول عز من قائل : { وما جعلناهم جسدا لايأكلون الطعام وماكانوا خالدين } 8 الأنبياء ، ويقول فى موضع آخر { وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا أنهم يأكلون الطعام ويمشون فى الأسواق } 20 الفرقان ، ثم يبين المولى عز وجل أنه سيأتى من البشر من سيحقد ويحسد هؤلاء الأنبياء والرسل والحواريين والصحابة على ما فضلهم الله عزوجل من مكانة ايمانية رفيعة .. فيقول عز من قائل { وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون وكان ربك بصيرا } 20 الفرقان 






وكتابات الشيخ خليل وافتراءاته على الصحابة الكرام لاسيما كتابيه المصادرين رسميا فقط ( مجتمع يثرب ) و ( شدو الربابة ) .. تعتبر بحق أنموذج رائعا وفريدا لهذا التفكير المادى الساقط المنحرف الذى سبقه إليه الشيخ عتبة بن ربيعة الشيوعى .. بل سبقه إليه كل أهل الكفر والضلال من زمن سيدنا نوح عليه السلام .. فرغم أن أحدا لم يزعم أن الصحابة معصومون من الخطأ .. باستثناء ما زعمته الشيعة عن آل البيت .. إلا أن الشيخ خليل مصر على اتخاذ بشرية الصحابة الكرام والذين هم بكل تأكيد أقل كثيرا من مكانة الرسل والأنبياء .. مصر على اتخاذ تلك البشرية بكل ما تحمله من صفات البشر وطبائعهم وما جبلوا عليه .. مطعنا للتشكيك فى عدالتهم والنيل من مكانتهم الدينية التى سجلتها آيات الذكر الحكيم .. بل والدعوة صراحة إلى ازدرائهم إلى درجة أكثر انحطاطا وأبعد مدى من أسافل الخلق .. حتى أنه 

يعتـــــــــــــــــــــــبر كتابه المشبوه ( شدو الصحابة ) (( أول الخطوات فى هذا السبيل ويدعو الأجيال الواعدة أن تقتفى أثره وتنسج على نوله لتكتمل المسيرة وتبلغ نهاية الشوط )) ؟؟ 

^ فالشيخ خليل يعيب على الصحابة انهم ( يحتلمون ) .. وكأن ( الإحتلام ) الذى هو أمر طبيعى لكل البنى آدميين يشكل جريمة أو جنحة أو عمل لاأخلاقى .. على الرغم من أن ( النصوص الأم أو الأصلية ) التى يزعم خليل زعما مكشوفا أنه يحترمها ولا يقصد هدمها .. لم ترتب على الإحتلام .. أدنى عقوبة دنيوية أو أخروية ولا حتى لوم أو عتاب أو نهى تنزيه بل اعتبرته أمر طبيعى وهو مايؤيده الطب تماما .. لكن الشيخ الذى يتلمس للبراء العيب .. ويصطاد فى الماء العكر .. يفسر الأمر على طريقة فرويد الرجل الفاضل المعروف .. فيرى أن وظائف ( الحلم ) النفسية تعويض الحالم بما يفتقر إليه فى الواقع .. ويرى كذلك أن لكل حلم محتوى ظاهرا ومعنى خبيثا نسميه ( الأفكار الكامنة ) وأنه يجب التمييز بينهما وأن ذلك لازم فى عملية تأويل الأحلام ) ؟؟ 

^ ويحسب الشيخ خليل أنه بهذا التفسير الفرويدى للأحلام قد أكد كلامه على انتشار ظاهرة الزنا والإنحرافات الجنسية فى مجتمع العهد النبوى والخليفى .. ولايدرى المسكين أنه قدم لنا دليلا جديدا على براءة ونقاء ذلك المجتمع .. لأنه إذا كان الإحتلام حسب كلام الشيخين خليل وفرويد ( تعويض الحالم بما يفتقر إليه فى الواقع ) .. فهذه شهادة منهما على براءة مثل ذلك المجتمع الذى لايقدم لكل حالم ما يشفى غليله ويهدأ من ثورته ؟؟ وهى كذلك شهادة للمحتلم أو المحتلمة على عفتهما وطهارتهما من الرجس .. وافتقارهما فى الواقع إلى تلك الممارسات ( حسب عبارة الشيخ نفسه ) .. حتى يضطران إلى تعويض ذلك فى الأحلام .. وهكذا يقدم الشيخ خليل باستدلالاته الغبية .. الدليل تلو الدليل على كذب كل كلمة وردت فى كتابه ( مجتمع يثرب ) .. فالمجتمع الذى يمارس الزنا كطقس يومى لامكان فيه ( عقلا وواقعا ) للأفكار الكامنة ولا للرغبات الدفينة !! 

ولايكتفى الشيخ بذلك الإستدلال الغبى المعكوس .. بل يقدم لنا دليلا معكوسا آخر أراد به أن يحقق هدفه الخبيث من النيل من خير أمة أخرجت للناس .. فيروى رواية عن سبيعة بنت الحارث والتى بادرت إلى التزين والتجمل للخطاب بعد وفاة زوجها وانقضاء عدتها .. وعندما تقدم لها كهل وشاب .. اختارت الشاب .. فهل ترون ياسادة ياكرام فى ذلك التصرف الطبيعى أدنى عيب ؟؟

أليس فى اقبال المرأة على الزواج واختيار من تراه مناسبا لها .. دليل آخر على طهارة ذلك المجتمع .. وعلى رغبة أفراده فى الحياة على سنة الله ورسوله .. والعيش فى الحلال .. بالله عليكم .. مالذى يدفع تلك المرأة إلى البحث عن زوج فى الحلال لـــــــــــو كان الزنا يمارس بين أفراد مجتمعها كطقس يومى ؟؟ 

إن خليل لا يتصور بشرية مجتمع النبوة والصحابة بل يستنكرها .. فلا يتصور وجود امرأة تحتلم ولا رجل .. ولايتصور امرأة مسلمة تبحث عن زوج شاب ولايتصور كذلك أمراة مسلمة تلجأ إلى القضاء بدعوى التطليق من أجل عنة الزوج .. ولا يتصور أمرأة مسلمة تشترط فى شريك حياتها أن يكون مليحا وضيئا .. ويخوض فى كلام فارغ .. ولايدرى أنه يتهم الإنسانية كلها بهذا البهتان .. إنه ينظر كما قلنا سابقا من ثقب الباب فيرى ما هو طبيعى شاذ .. وما هو حلال حرام .. إن كل امرأة فى الدنيا تحتلم وكل رجل كذلك .. ولم يقل أحد أن هذا عيب أو حرام أو دليل على انحراف .. وكل امرأة فى الدنيا تبحث عن الزوج الوسيم المليح الوضاء .. وكذلك كل رجل .. ويستطيع أى سفيه أن يضفى بعد ذلك على كل تلك التصرفات الطبيعية أوصافا ونعوتا مخجله مسقطة للمروءة والشرف .. بل يستطيع أى سفيه أن يخوض فى تفاصيل مايدور بين والديه وينعتهما بمثل تلك الأوصاف ؟؟ 

ثم يقدم الشيخ خليل دليلا ثالثا معكوسا .. حينما يستدل بقول النبى صلى الله عليه وسلم { لو كنت راجما أحدا بغير بينة لرجمت فلانة فقد ظهرت فيها الريبة فى منطقها وهيئتها و من يدخل عليها } .. مع أن فى هذا الحديث دليل يقينى على أن التبرج فى الثياب والخضوع والتميع بالقول كان استثناء لايخل بالقاعدة وليس العكس .. إذ أننا نرى اليوم فى المجتمعات التى تسيطر عليها النخب العلمانية والشيوعية .. أن الريبة فى المنطق والهيئة هو دليل على التقدمية .. بل هو جواز المرور إلى النجومية والتنوير والحصول على المناصب و الجوائز والمكافآت المجزية .. ومثل تلك المرأة فى المجتمعات المنحلة لاتثير استنكار أحد أصلا بعد أن أصبحت من مألوفات العادة !! 

أما النقطة الأخطر فى كلام الشيخ .. فهو اتهامه الباطل للصحابة الكرام ( صفحة 43 ) (( بتحطيم الحواجز التى أقامتها ( النصوص المقدسة ) صراحة وبلا مواربة مثل : من يظاهر من امرأته ثم يعتليها قبل التفكير ، وآخر يركب ؟؟؟؟ زوجته وهى حائض أو مستحاضة ، وثالث يطؤها فى نهار رمضان ورابع ينكح امرأة أبيه أو يعاشرها دون عقدة نكاح وبتعبير الخبر يدخل عليها ، والمملوك الذى يشرع فى مفاخذة ؟؟؟؟ جارية سيده بادئا كالعادة بتقبيلها وقد يحدث العكس )) ويفسر خليل كل تلك التصرفات بسيطرة نزعة التلاقى بالآخر حتى تجعل الصحابة الكرام لايرون فى النصوص المقدسة إلا قيودا تحول دون انطلاقهم ؟؟ 

وقبل أن نضحك سويا على جهالات الشيخ خليل حول مجتمع النبوة .. نذكركم سريعا بما سبق أن ذكرناه من أن خليل يروى بنفسه فى أكثر من موضع عن مدى احترام وتقديس الصحابة الكرام للقرآن الكريم والسنة المطهرة فيقول صفحة 18 (( وكان للقرآن الكريم فى نفوس من دخلوا دين محمد رهبة شديدة ولآياته قداسة ما بعدها قداسة ولذلك سنجد أنه فى المشكلات العضال كان فصل الخطاب فيها يأتى عن طريق آيات يقرؤها محمد على الصحابة فما أن يسمعوها حتى يذعنوا لها وللحل الذى حملته على الفور ودون معارضة أو أقل قدر من التمرد ؟؟ )) .. لكنه ينسى هذا الكلام الجميل .. ويذكر نقيضه تماما فى صفحة 43 حيث يقول بالحرف الواحد (( كانت نزعة معافسة النساء لدى رجال (( المجتمع اليثربى )) من القوة بحيث دفعتهم إلى تحطيم الحواجز التى أقامتها (( النصوص المقدسة )) صراحة وبلا مواربة ؟؟؟ )) بالله عليكم أيهما نصدق من كلام الشيخ ؟؟ 

أما ما ذكره خليل .. أو بمعنى أصح أما مالم يذكره خليل عامدا متعمدا أن تلك المخالفات التى وقعت من الصحابة كان جميعها قبل نزول الحكم الألهى بها .. ولذلك فلا معنى للكلام الذى نقلناه الآن والذى يقول فيه (( كانت نزعة معافسة النساء لدى رجال (( المجتمع اليثربى )) من القوة بحيث دفعتهم إلى تحطيم الحواجز التى أقامتها النصوص المقدسة ؟؟ إذ أن الحواجز فى الحقيقة لم تكن قد أقيمت .. بل إن تلك الحواجز جاءت لتصحيح تلك الأخطاء .. أى جاءت لاحقة لتلك الحوادث وليست سابقة لها ؟؟ 

فمثلا الرجل الذى ظاهر زوجه ثم عاد وجامعها نزلت فيه هذه الآية التى تبين كفارة الظهار (( والذين يظاهرون منكم ثم يعودون لما قالوا فتحرير رقبة ... الآية المجادلة )) ؟؟ 

وكذلك الرجل الذى جامع زوجه فى نهار رمضان .. لم يحاسبه النبى صلى الله عليه وسلم لأنه كان جاهلا بالحكم الشرعى .. ولايقال أن فى قوله ( هلكت يارسول الله ) دليل على علمه بالحرمة .. إذ أن مثل تلك الكلمة تكررت من صحابة آخرين فى أمور شكوا فى حرمتها ولكن تبين بعد ذلك أنها حلال !! 

وللمرة الرابعة يكذب خليل عامدا متعمدا حينما يقول معلقا على تلك قصة الرجل الذى جامع زوجه فى نهار رمضان فيقول فى صفحة 45 (( وهناك العديد من الأحاديث والأخبار التى تقطع بوقوع ملامسة الزوجات فى نهار رمضان وهذا الخبر سقناه على سبيل المثال لا الحصر منعا من الإملال والإطالة )) .. 

والحقيقة أن خليل يكذب أيضا فى هذا الأدعاء .. فليس هناك سوى رجل واحد هو الذى نقلت لنا عنه كتب السنة أنه جامع زوجه فى نهار رمضان .. والعبد لله على استعداد لأن يضع أصابعه العشرين فى عين أى زاعم .. يأتى برواية أخرى واحدة تؤكد تكرار تلك الحادثة ؟؟ وأسألوا جهبذ الشيوعية وحبر الأمة .. عن الغرض والهدف النبيل الذى دفعه إلى اختراع القول بأن لديه العديد من الأحاديث والأخبار التى تقطع بوقوع ملامسة الزوجات فى نهار رمضان ثم يحبك الكذبة فيقول أنه فقط يخشى الإملال والإطالة ؟؟ 

ثم يذكر واقعة أخرى وهى الزنا بزوج الأب حيث يروى الحديث الآتى : { عن البراء بن عازب قال : مر بى عمى الحارث بن عمر زمعه راية فقلت أين تريد ؟ فقال : بعثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رجل نكح أمرأة أبيه فأمر أن أضرب عنقه وآخذ ماله } 

لكن خليل وللمرة الخامسة يكذب على الصحابة الكرام محاولا الإكثار من قضايا الزنا ومن الإنحرافات الجنسية فيقول فى صفحة 47 : (( وتلك الواقعة تكررت وذكرت المصادر تكرارها مما يقطع بأنها كانت شائعة مألوفة )) .. إن خليل يريد ويتمنى أن تكون مثل تلك الواقعة متكررة ومألوفة فى المجتمع النبوى .. لآنه ببساطة يبحث عن أدلة اتهام لا عن أدلة براءة .. ولكن هيهات هيهات .. ثم يؤكد كلامه هذا بحديث يرويه عن معاوية بن قرة عن أبيه قال : { بعثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رجل تزوج امرأة أبيه أن أضرب عنقه وأصفى دمه وفى رواية أخرى وأصفى ماله } .. 

إذن فنحن أمام روايتين اثنتين لاثالث لهما .. رواية عن البراء بن عازب رويت بأكثر من اسلوب لكنها قصة واحدة .. ورواية انفرد بها ابن ماجه ورواها عن قرة بن إياس عن أبيه .. ورواية البراء هى الأشهر وهى الموجودة فى كتب الفقه ؟؟ ولو سلمنا جدلا أنهما روايتان وليستا رواية واحدة .. فنحن نتحدى خليل أن يأتى برواية ثالثة .. فأين هى إذن تلك الوقائع المتكررة والمألفوة !! 

وكما قلنا سابقا .. فإن خليل ينظر من ثقب الباب .. محاولا الإطلاع على الأسرار الخاصة للعظماء .. حتى يمكنه النيل منهم .. كمن يتجسس على أبويه بالليل ثم يعايرهما بالنهار بأنهما كانا يخلعان ملابسهما بالليل يفعلان كذا وكذا .. رغم أن ما يفعلانه مشروع تماما .. فيروى ساخرا قصة سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه حينما هرع إلى النبى صلى الله عليه وسلم قائلا له { هلكت يارسول الله صلى الله عليه وسلم .. فقال النبى صلى الله عليه وسلم مالذى أهلكك قال : حولت رحلى البارحة فلم يرد عليه شيئا فأوحى الله إلى رسوله هذه الآية ( نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم } أقبل وأدبر واتق الدبر والحيضة } .. 

فعلى الرغم من بيان القرآن الكريم بأن مافعله ابن الخطاب مباح شرعا .. إلا أن ( خليل) يتخذه دليلا على أن دافع الإلتقاء بين الذكر والأنثى كان متقدا عند ابن الخطاب .. فعلى الرغم من أنها أمر طبيعى قد يكون الشيخ نفسه ثمره من ثمار مثل هذا اللقاء .. إلا أن الخوض فيه بمثل تلك الطريقة الفجة الساقطة يغير من طبيعته ويذهب من هيبة الرجال .. إن خليل كما قلنا يتخذ من بشرية الرسول وصحابته الكرام مطعنا فى أصل الرسالة !! 






خليل عبد الكريم 



ومن الأمور التى يستدل بها خليل على انتشار الزنا فى مجتمع يثرب .. وجود مترادفات كثيرة للإلتقاء بين الذكر والأنثى .. مثل المباضعة والملامسة والمراودة والمباشرة والمخادنة والمناكحة والمواقعة والرفث واللمس والإتيان والركوب والإعتلاء والإمتطاء والوطء .. ثم يقول : (( عندما تحمل لغة عشرات الكلمات الدالة على الفعل الذى يمارس بين الرجل والمرأة فهذا يقطع بأنه يحتل بؤرة اهتمام ذكور وإناث ذلك المجتمع الذى أفرز تلك اللغة )) .. 

وما قاله خليل هو بلا شك قياس فاسد واستنتاج باطل .. فالأسد مثلا له فى لغة العرب أكثر من 300 اسم .. والكلب ياشيخ خليل له أيضا أكثر من سبعين اسما .. تعقبها الإمام السيوطى فى كتاب خصص لهذا الأمر تعقيبا على قول ابن المعرى لأحد الأمراء بعد أن سبه هذا الأمير وقال له ياكلب .. فرد عليه ابن المعرى فى حادثة مشهورة قائلا له : إن الكلب هو الذى لايعرف سبعين اسما للكلب .. فهل كانت الأسود والكلاب تمثل محور اهتمام واسع لدى العرب ؟؟ 



والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته , 

بقلم : محمد شعبان الموجى
TAG

ليست هناك تعليقات

إرسال تعليق


الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *