تأميم المساجد ؟؟





قانون تأميـم المساجد لصالح أمن النخبة السياسية العلمانيـة الحاكمة .. حق اريــد بـه باطل .. و ما قاله المؤيدون .. بإطلاق .. حول ضرورة الحفاظ على منبر رسول الله من عبث العابثين .. وما ذكره الذاكرون من أسباب و أهداف وراء إصدار مثل هذا القانون .. حق أيضا اريـد به باطل ؟؟ 

أما الحق .. فإن هناك من يتصدى بالفعل للخطابة و الدرس فى المسجد و هو غير مؤهـل لذلك على الإطلاق .. لا علميــا و لا أخلاقيــا .. وهذا بلا شك ضــار جدا بالناس وبالدعوة الإسلاميـة .. ومرفوض شرعـا ، و أما الباطل .. فإن كثيرا من الذين شاركوا فـى اصدار هذا الحكــم .. لــم يريدوا حقا وجه اللـه ولا حماية الدعوة الإسلاميـة أو الحفاظ على منبر الرسول e كما يزعمون .. بل كانت لهـم أهداف و أبعاد سياسية خبيثـة لتأميم المنابر والقضــاء على أهم منبرخطـاب عـآم للأمر بالمعروف و النهى عن المنكر ، وعلى أخطر حزب معارض وفاضح لمخازى العلمانيـة وإلحادهـا ولسياسات التطبيـع والهرولة و الإستسلام .. ومصادرة أهم ينبوع من ينابيـع الإسلام فى رسم خريطة الأفكار والمبادىء فى عقول الناس .. وقتل ضمير الشعب ..بعد أن قضت وزارة الداخليـة على كل أشكال المشاركة الشعبية و العمل السياسىالإجتماعـى الشعبى فدمرت الجمعيات والمؤسسات الشعبيـة و المهنيـة .. وأغلقت النقابات المهنيـة .. و أهدرت حقوق النقابيين .. و قوضت دعائـم العمل الشعبى و النقابى .. زورت الإنتخابات ، وأصابت القوى الشعبية بالإحباط و اليأس .. ولفقت قضايا وهميـه لنخبة إسلاميـة متميزة و ألقت بهـم ظلما و عدوانا وراء الشمس ، وأمـمت الإتحادات الطلابيــة لحساب فئـة منحرفة من الشباب ..بعد أن تدخلت ، وزيفت الإنتخابات باسلوب فج مكشوف .. ولم يبـق إلا الخطوة الأخيـرة وهى الإجهاز على ( المسجد ) .. آخـر و أخطر المؤسسات الشعبيـة التى كان يقول من خلالها الدعاة المخلصون المتـــــــــجردون على قلتهم ..(( كلمـــــــة حـق )) عنـد نخبة حاكمة جائرة متجرأة على محارم الله .. ؟؟ 

كل الشواهد و الدلائل تؤكـد على أن الهدف الحقيقى وراء اصدار مثل هذا القانون كما قلنا هو اسكات الصوت الإسلامـى السياسى ، و القضــاء علـى أية فرصــة لظهور زعامات شعبيـة دينيـة قد تسبب خطرا أو ازعاجا ووجع رأس للنخبة السياسية الحاكمـة .. ولذلك أصبـحت وظيفـة أى وزير أوقاف الآن هى مطاردة الخطباء النابهين الذين يتمتعون بموهبـة خطابية فذه و قدرة كبيرة علـى جذب أعداد غفيرة من المصلين و المستمعين .. ولذلك أيضــا لم يستطع وزير الأوقاف الرد على استجواب الأستاذ رجب هلال حميده الذى تساءل أثناء مناقشة القانون عن سر منع فضيلة الدكتور عبد الرشيد صقر رحمه اللـه ، و الشيخ أحمد المحلاوى .. وطبعا طابور طويل من علماء الأزهر على رأسه فضيلة الشيخ عبد الحميد كشك رحمه اللـه .. الذى برأه القضــاء و لم تبرأه وزارة الأوقاف .. ثم الدكتور عمر عبد الكافـى و غيرهـم كثير ؟؟ لكن الدكتور مرزوق لم يرد , لا أظنــه سيرد .. لأنـه أول من يعلم أنـه ما بيد وزير الأوقاف أى وزير أوقاف حيله ، ولا حول له و لا قوة .. وأن الأمـر كلـه يرجــع إلى موافقـة جهات الأمن .. و أن موافقة جهات الأمن أهم ألف مرة من موافقة وزير الأوقاف .. وتلك حقيقة أو مصيبة لا تحتاج إلى أى تعليـق ..؟؟ 

والسيد وزير الأوقاف .. يقول إن الإمام أبا حنيفة يشترط حصول من يعتلى المنبر على تصريح من السلطان أو من ينيبه .. لكنه لم يقل لنــا أين هو هذا السلطان الذى يرفـع راية اللـه و يطبق شريعته ، و لا ماذا قال الإمام أبو حنيفـة فـى الإستبداد السياسى ، وتزوير الإنتخابات ومحاكمة دعاة الإسلام أمام مجالس عسكرية لاتتوافر لهـم فيها الضمانات الكافيـة .. ولم يقل لنا كذلك ماذا قال الإمام أبو حنيفـة فـى نخبة سياسية حاكمة تتبنى منظومة القيم و الأخلاق الغربيــة الإباحيـة و تحاول جاهدة بكل ما اوتيت من قوة أن تجر الأمة كلهـا إلـى هذه الرزائل و المحرمات .. عبر إعلام فاسد و ثقافة فاسدة و تعليـم فاسد .. والأمثلة معروفة وذكرها أصبـح تكرارا مملا .. و لكن يكفـى أنه فى الوقت الذى كان يتحدث فيــه سيادة الوزير والأخوة أعضاء مجلس الشعب عن ضرورة تأميــم المنابر لحساب النخبة السياسية الحاكمة .. ويتشدقون بحرصهم الشديد على الحفاظ على قدسية المنابر ، وعلى الدعوة الإسلاميـة .. كان أصحاب دور السينمـا يتسابقون و يتنافسون علـى عرض الأفلام الوسخة (( و لامؤاخذة )) كما يطلق عليها جمهور السينما ذاته ، والتـى يحرص على تقديمهـا كل عـآم منظمو مهرجان القاهرة السينمائـى .. كإنجاز حضارى رائــع ؟؟ 

غير أن المضحك المبكـى حقـا .. أنه فى الوقت الذى يتباكى فيه السادة أعضاء مجلس الشعب الموقر .. على خطباء المساجد الذين يعتلون المنابر وهم غير مؤهلين و لا حاصلين على تراخيص .. يسمح هذا المجلس الموقر لأكثر من مآئة عضو من أعضائـه أن يعتلو أهم و أخطر منبر تشريعـى فى البلاد .. وأن يتحدثوا باسم الشعب .. وهم يعرفون تماما أنهـم زائفون لا حقيقيون .. يخطبون فى مجلس الشعب بدون تصاريح حقيقية من الشعب ... بالتزوير وبالباطل ...مغتصبون لحقوق الغيــر بحكم القضــاء ؟؟ وإذا كانت العضويـة الباطلة الحرام تعطى للمجلس الموقر الحق فى أن يكون سيد قراره .. فلماذا لا يكن لجمهور المسجد أيضـا نفس الحق .. أى يصبح هو الآخر سيد قراره .. فيترك له حرية اختيار الخطيب .. بحيث يكون البقاء للأصلـح .. و هو الأمر الواقع بالفعل فـى أغلب المساجد الأهليـة ، و ليس لـمن تفرضـه وزارة الأوقـــــــاف بالقوة الجـــبريـة على الناس .. لمجرد أن معه تصريـح ؟؟وما أكثر الجهلاء الذين يحملون تصاريح ؟؟ 

ثـم باللـه عليكم .. ما علاقة وزارة من المفترض أنهـا ما قامت إلا لإدارة أوقاف المسلمين التى نهبــها الكبار .. بالدعوة الإسلاميـة ؟؟ إننى اطالب فى هذا الصدد أن يقتصر دور وزارة الأوقاف على الشئون الإداريـة و الماليـة الخآصـة بالأوقاف فقط.. على أن يكون للأزهر الشريف بعد أن يصبح مؤسسة مستقلة ..الحق وحــده فى الإشراف علـى الجانب الدعوى و الثقافى للخطباء و الدعاه اتساقا مـع طبائع الأشياء ؟؟ 

والسلام عليكم و رحمة اللـه وبركاته ، 

بقلم 

محمد شعبان الموجـى 

TAG

ليست هناك تعليقات

إرسال تعليق


الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *