أغلبية صامتة أم أغلبية يائسة ؟؟



انتخابات فردية أو انتخابات بالقائمة .. هذه ليست هى القضية الجوهريـة فى المسألة الإنتخابية ..المهم ان يلتزم النظام الحاكم باجراء انتخابات نزيهه عادلة ..بالاستجابة لمطالب المعارضة المتعلقة بتوفير الضمانات الواجبة لتحقيق ذلك .. تشكيل حكومة محايدة ، و إلغاء قانون الطوارىء ، و إشراف قضائى كامل على الانتخابات حتى لو اضطررنا لاجراء الانتخابات على عدة ايام ... و الأهم من ذلك كله ضرورة استقالة الرئيس مبارك من رئاسة الحزب الوطنى ... ليصبح رئيسا لكل الأحزاب ؟؟ 

لكن الإشكالية الكبرى ...اننا نتعامل مع نظام حكم استبدادى النزعة و المشرب ..ينظر إلى الشعب على أنه مجرد (( ركام مخلوقات نامية .. أو جمعية عبيد لمالك متغلب )) .. و لذلك فكل تلك المطالب التـــى يتفق العقلاء على أنها عادلة .. هى مجرد أوهام و أحلام تراود أحزاب المعارضة و الشعب كله ..لن يعيرها النظام الحاكم المستبد أدنى اهتمام فليس هناك فى نظره من يستحق الالتفات له من أحزاب معارضـــــة ؟؟؟ 

و لأن النظام الحاكم يقف اليوم موقفا عدائيا صريحا من التيار الإسلامى .. و من بعض فصائل المعارضـــة ... و بدرجة أكبر من ذى قبل .. فإن الإنتخابات القاد مــة ستكون أسوأ انتخابات تشهدها مصـــر على الإطلاق ..و الإنتخابات التكميلية التــى اجريت أخيرا ...نذيـــر شؤم ... و خير دليل على كل ما نتوقعه ؟؟؟ 

والسؤال المهم هنا ماهى خطواتنا الواقعية بعيداعن الأحلام و الأوهام وكلام الأغانى و الأفلام .. لرفع الإستبداد ، و إجبار النظام الحاكم علىتقديم الضمانات العادلة لانتخابات نزيهة ؟؟ 

هل ينتظر ان تتفضل الحكومة من تلقاء نفسها بتقديم تلك الضمانات التى قد تذهب بريحها الى الابد ؟؟ أم أن ذلك يحتاج الى مزيد من النضال السياسى على صعوبته ووعورته ؟؟ 

و اذا كانت الشواهد كلها كما قلنا تؤكد علىاستحالة قيام النظام الحاكم بقبول ذلك من تلقاء نفسه .. و التعامل بشرف و امانة مع اصوات الناخبين .. فكيف اذن يتسنى لاحزاب المعارضـــة ان تنجح فى رفع الاستبداد بعيدا عن اساليب الشدة و العنف و الانقلابات العسكرية التى لا تاتى الا باستبداد اشد بشاعة من سابقه ؟؟ 

لاشك ان الخطوة الاولى هى محاولة ازالة العوائق التى تحول دون قبول النظام لاجراء انتخابات عادلة و التسليم بالحقيقة ..؟؟ 

على رأس تلك العوائق .. ما نطلق عليه الاغلبية الصامتة .. حيث يتوهم النظام الحاكم بدون مناسبة , و بدون أى سند عقلى أو منطقى .. ان تلك الأغلبية الصامتة هى اغلبية مؤيدة له بالروح و الدم ... و يشهر من ثم هذا السلاح المتوهم فى وجه اى قوة سياسية تنجح فى اى انتخابات كانت .. حتى لو انتخابات طلبة المدارس الابتدائية ؟؟ 

و لنبحث إذن فى أسباب امتناع تلك الأغلبـية ..عن الخروج الى المشاركة السياسية و الإنتخابية ؟؟ 

الإحتمال الأول : أن تكون تلك الأغلبية ..أغلبية يائسة من نزاهة الإنتخابات ..على أساس انه من غير المتصور على الاطلاق ..أن يقف وزير داخلية النظام الحاكم ليقول للحاكم : خلاص ياريس كل شىء انتهى ؟؟؟ و لا حتى عنده الشجاعة لكى يعلن أمام الحاكم أن الحزب الحاكم قد حصل على 20 أو 30 أو حتى 80 % .. فالحاكم عندنا مازال رغم التقدم الهائل فى أجهزة الكمبيوتر لا يرضى باقل من 88% لو كان الريح طيبا ؟؟ .. ومن ثم وجب علينا ايجاد مخرج وحل لهذه المعضلة التى تواجه وزير الداخلية فى كل انتخابات تقريبا ؟؟ 

الإحتمال الثانى : هو اعتقاد تلك الأغلبية ..بأن كله ألعن من بعضه .. و أن حزب لو وصل الى سدة الحكم ..فلن يكون أكثر أمانة و لا ديمقراطية و لا صلاحا من الحزب السابق ... بل هناك شعور عام بأن أحزاب المعارضـــة أو معظمهـــا .. لايملك كوادر نخبويـــة كافية لحكم قريــــة أو مدينة أو محافظة واحدة .. و من هنا يقع على عاتق الأحزاب ..اثبات قدرتها على قيادة الأمـــة و الا فان مطالبتها بتداول السلطة دون استعداد حقيقى ..هو دعوة حقيقية الى الفوضـــى السياسية ، و مشاغبة أهل الحكم حتى و لو كان حكما استبداديا ؟؟..فالأمام الجائر خير من الفتنة و كلاهما لا خير فيـــه .. و أما لو كانت الأحزاب لديها القدرة بالفعل على قيادة الأمة و تداول السلطة ..فعليها فورا تشكيل حكومة ظل .. ليرى التاس بأنفسهم (( بما سيستبدل الإستبداد )) .. لكن طموحات الأحزاب للأسف الشديد لا تتجاوز مجرد الرغبة فى حصول مرشحيها على بعض مقاعد فى مجلس الشعب و الشورى كثرت أو قلت ؟؟ 

الإحتمال الثالث : ان تكون تلك الأغلبيــة ..أغلبية مستهترة ..غير مستشعرة بقيمة الحريــة و لا باضرار الإستبداد .. لا تشغلها من قريب أو بعيد قضايا الوطن .. تفضل التزويغ يوم الانتخابات لقضاء مصالح شخصيــة .. أو الجلوس على المقاهى أو قضــاء أجازة سعيدة أمام برامج اليوم المفتوح .. و هذا أمر للأسف مشاهد و معروف ؟؟ 

هذه الأغلبية قاال عنها الكواكبى رحمه الله .. بأنها أمة لا تستحق الحريـــة .. أمـــة ضربت عليها الذلة و المسكنة حتى صارت كالبهائم ..لا تسأل قط عن الحريـــة ..قد تقاوم المستبد لشخصه .. و قد تقاوم المستبد بمستبد آخـــر .. وربما تنال الحريــة عفوا .. (( كما حدث فى أوائل عهد السادات )) فلا تستفيد منها شيئا حيث لا تلبث تلك الحريــة أن تنقلب الى استبداد مشوف أشد وطأة كالمريض إذا انتكس .. و لا شك أننا انتكسنا انتخابيا على الأقل ؟؟
TAG

ليست هناك تعليقات

إرسال تعليق


الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *