( لا )........ الشافية للصـــــــــــدور ؟؟؟



على الرغـــــم من الإختلافات الجذرية الأيدلوجية بيننا و بين نظام الرئيس حسنى مبارك .. الا أننا لا نملك إزاء الموقف الأخير و العظيم الذى وقفه الرئيس مبارك من العجرفة الصهيونية و الوقاحة الأمريكية ..إلا أن نبدى إعجابنا الشديد و تأييدنا اللانهائى له فى مثل تلك المواقف الوطنية العظيمة التى سيخلدها بالفعل تاريخ الصراع العربى الاسلامى.. مع الصليبيين و الصهاينة .. لقد قرأت و لعدة مرات متتالية .. خبر الإنهاء المفاجىء لاجتماع الرئيس مع وزير خاوجية العدو الامريكى الغاشم و إلغاء المؤتمر الصحفى معه و إلغاء اجتماعا آخر يجمع بينهما و ياسر عرفات ..فى سابقة هى الاولى من نوعها .. لقد أحسست ساعتها و كأن تيارا كهربائيا من الكرامة و الشرف الجريح قد سرى فى دمائنا من جديد بعد أن عانينا من مظاهر الخضوع و التبعية و الرضا بالأمر الواقع والاشادة الدائمة للدور الامريكى ؟؟ غير الحقيقى و المخادع فى صنع و رعاية السلام ..دون أدنى محاولة للمقاومة أو التصدى .. تحت لافتات زائفة عن الشرعية الدولية ؟؟ 

جاء المندوب السامى الامريكى الى مصر ليمارس معنا دور الذئب الذى يتربص بالحمل و يتهمه بتعكير ماء البئر ..محاولة ( رمى بلا ) كما يقولون .. فأخيرا فقط و بعد الموقف الصلب للرئيس مبارك من تصريحات نيتانياهو الارهابى السفاح ..و الخطوة المباركة للقمة العربيــــة..اكتشفت أمريكا امتلاك مصر لصواريخ (( سكود )) ..و هى نفس اللعبة القـــــذرة التى تلعبها أمريكا حاملة لواء الصهيونية المسيحية فى الغرب .. مع سوريا و إيران و ليبيا ... و هى نفس اللعبة التى أوقعت العراق فى شر أعماله نتيجة للمؤامرات الصليبية و الصهيونية .. و الغباء الصدامى .. لكن السيد كريستوفر أصابه العمــــى ..عمى البصر و البصيرةعن صواريخ اسرائيل العابرة للقارات .. و عن أكثر من مآتى قنبلة نووية .. بالإضافة الى مخازن الاسلحة البيولوجية و الكيميائية ..هل يريد كريستوفر أن يكسب إحترام الشعوب العربية للسياسة الامريكية ... أم يريد أن يفرض علينا الظلم و العدوان و الجبروت ؟؟ 

إن سوريا اليوم .. و كذلك ايران و السودان و ليبيا ... دولا راعيةللإرهاب .. هكذا يقرر السيد الامريكى الوقح ... لكن لو وقعت اليوم تلك الدول مع الكيان الصهيونى ..معاهدة استسلام .. تصبح فورا و بقدرة قادر .. و بدون أدنى تغيير فى السياسات .. دولا معادية للآرهاب ؟؟؟ ...محبة للسلام ؟؟...هذه هى أمريكـــا التى مازال البعض يعقد عليها الآمال فى تحقيق السلام القائـــم على العدل ؟؟ 

لقد كنا قديما نقرأ على غلاف الكراسات المدرسية الحكمة التى تقول :(( اعرف عدوك )).. سواء كنا فى ساحة القتال أو على مائدة المفاوضات .. لكن الحكومات العربيـــة خالفت هذه الحقيقة الجوهرية و أخذت نخدعنا و تخدع نفسها و نحسن الظن بأعداء ديننا ، و امتنا .. فأقامت لهم بعض تلك الدول قواعد عسكرية ضخمة فى قلب الأمة .. و اعتادت بعض الدول الأخرى على اجراء مناورات عسكرية معهم ..فى الوقت الذى لم نسمع فيه عن إقامة قواعد عسكرية لدولة عربية فى دولة عربية اخرى .. و لا سمعنا عن مناورات عربية مشتركة ؟؟و ارتمينا جميعا فى أحضانها ، وكـــان هذا أول المهالك و أخطرها و أكثرها تناقضا ‍‍‍!! 

و لقد حذرنـــا القرآن المكريم من هذا المسلك أشد تحذير ... و أمـــرنا أن نتخذ مواقف حازمة مع أعداء امتنا ، و أعداء ديننا ..لكننا أضعنا حقائق القرآن !!! .. و جرينا وراء أوهام العلمانيين الذين يرسمون لنا صورة حضارية انسانية غير حقيقية لاعدائنـــا .؟؟.. مما ترتب عليـــه أخطاء جوهرية فى رسم سياساتنا الخارجية .. انظر مثلا الى ما كتبه الاستاذ / محمد عبد المنعم فى أهرام 23يوليو 96 حيث يقول : ((إن هنـــاك مفاهيـــم جديدة أصبحت راسخة فى العالم كله ... و أصبحت عرفــــا و قوانين جديدة من قوانين الحياة و الاستمرار يعترف و يعمل بها الجميع ؟؟؟ فان قياس مستويات التحضر تقوم حاليا على اساسين : اولهما احترام الحياة و الممتلكات و ثانيهما حماية ارواح الجيل القادم من البشر ... لم تعد المسألة اغتصابا او نهبا او قرصنة يحصل من خلالها طرف على ممتلكات طرف آخر؟؟ 

إن هذه الصورة الوردية التى يرسمها الاستاذ عبد المنعم .. أين نجدها فى الصراع العربى الصهيونى ؟؟ و أين نجدها فى مذابح البوسنة و الشيشان و غيرها من مناطق الصراعات المسلحة التى يشعلها الشيطان الأكبر ..أليست هذه قرصنة و اغتصاب و نهبا ؟؟ 

لقد أثبتت الأحداث الأخيرة .. أن أمريكا التى وضعت مقدراتها دون قيد أو شرط فى أيدى الصهاينة .. لايمكن أن تلعب دور راعى السلام بأى حال من الأحوال .. بل هى الشيطان الأكبــــر و العدو الأول لأمتنا ... كما أثبتت تلك الأحداث أيضا أن طبيعة الكيان الصهيونى القائمة على الغدر و الخيانة و الرغبة فى السيطرة و إقامة اسرائيل التوراتية .. طبيعة ثابتة لا تتغير .. وأن على العرب و المسلمين أن يواجهوا هذا الكيان السرطانى ...جميعا ...أو يموتوا جميعا ...فى حب الامريكان ؟؟؟ 


و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ، 

بقلم : محمـــد شعبان الموجــــى
TAG

ليست هناك تعليقات

إرسال تعليق


الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *