حكم المجاهر بردته فى القرآن الكريم



لاشك انه من دواعى سرورنا و غبطتنا ان يتحول لواءات الجيش و الشرطة و الامن المركزى الى فقهاء و علماء و مفتين فى الدين .. فهذا اولا فضل الله يؤتيه من يشاء من عباده , و ثانيا لأنهم بحكم عملهم القيادى فى الأمة ... موضع اقتداء و تأسى .. يهدى الله بهم كثيرا , و يضل بهم كثيرا .. و لاشك كذلك ان سعادتنا تتضاعف اكثر و اكثر بالحوار مع هؤلاء اللواءات حتى و ان اشتدت لغة الحوار , أو اتسمت بشىء من الحدة و التعصب... فتلك شنشنة نعرفها من أخزم , و من أشبه أباه فما ظلم ؟؟؟ 

غير انه مما يعكر سعادتنا و سرورنا بهم .. انتهاجهم فى تدينهم سبيلا غير سبيل المؤمنين الذين وصفهم الله فى كتابه .. فيخرجوا علينا بين الحين و الحين بآراء و أفكار غريبة لم يقل بها أحد من قبل .. تخالف الكتاب و السنة , و ما جرى عليه العمل منذ العهد النبوى الشريف ؟؟ 

لذلك فقد اسفت كل الأسف من كثرة المغالطات التى وردت فى رد سيادة اللواء حسام سويلم علىالأخ عبد الرحمن لطفى و هذا ما أود بيانه بعون الله تعالى : 

اولا : هل يتصور سيادة اللواء أن يكون للمرتد الذى يجاهر بردته مكان فى المجتمع اللاسلامى الصحيح ( و ليس المريض ) ؟؟ هل يمكن أن يترك الكافر فى المجتنمع المؤمن يجاهر بكفره؟؟ أو يترك الفاجر الملحد يجاهر بالحاده و فجره ؟؟ أو يترك الزانى و اللوطى يجاهر بزناه و لوطيته ؟؟ أو يترك المرابى يجاهر برباه ؟؟ بالطبع لا مكان لملحد و لا لكافر و لا لمرتد و لا لزانى و لالفاسق المناضل بكفره و الحاده و فسقه فى المجتمع الاسلامى ... و لذلك ما ذكره الأخ عبد الرحمن لطفى صحيح تماما ... يحكم بذلك الشرع الحنيف و العقل السليم .. و الأمركما قال : أن جميع الآيات التى تتحدث عن المرتدين و عقابهم الأخروى انما تعنى اولئك الذين لا يجاهرون بردتهم ... و هؤلاء عقابهم على الله .. أما الذين يجاهرون بردتهم فقتالهم واجب شرعى , سنة ماضية الى يم القيامة !! و هاكم العديد من الأدلة القرآنية : 

الدليل القرآنـــى الأول على وجوب قتل المجاهر بردته ؟؟؟ 

يقول الله تعالى { لئن لم ينته المنافقون و الذين فى قلوبهم مرض و المرجفون فى المدينة ليغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها الا قليلاـ ملعونين اينما ثقفوا اخذوا و قتلوا تقتيلا ـ سنة الله فى الذين حلوا من قبل , و لن تجد لسنة الله يبديلا } الاحزاب 60 , 61 , 62 

و هذه الآيات الثلاث نزلت كما تعلم يا سيادة اللواء فى منافقين ليسوا فى حالة حرب معلنة , و إنما نزلت فى الزناة , و الذين يجاهرون بارتكاب المعصية , كما نزلت فى الذين يشيعون الاراجيف , ويطلقون الشائعات .. و هذا أوضح دليـــل قرآنى على قتال مرتدى المنافقين , و أن ذلك سنة ماضية الى يوم القيامة لا ينسخها نص دستورى و لا قرار جمهورى !!! 

الدليل القرآنى الثانى على أنه لا مكان فى المجتمع الإسلامى للكافر أو الملحد أو المرتد ..؟؟ 

يقول الله تعالى : { قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله و لا باليوم الآخر , و لايحرمون ما حرم الله و رسوله , و لا يدينون دين الحق من الذين اوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد و هم صاغرون } التوبة 29 

و هذه الآية هى الأخرى دليل صريح على أنه لاوجود و لامكان فى المجتمع الاسلامى الا لمسلم أو لدافع جزية من أهل الكتاب , و المرتد ليس بمسلم قطعا , وقطعا ليس من أهل الكتاب و لا ممن تقبل منهم الجزيــة !! 

الدليل القرآنى الثالث على أن القتل هو مصير الكفار و الملحدين , و المرتدين فى المجتمع الاسلامى ؟؟ 

يقول الله تعالى : { قل للمخلفين من الأعراب ستدعون الى قوم اولى بأس شديد تقاتلونهم أو يسلمون ... الآية 16 الفتح ... و هذه الآية استدل بها فقهاء الحنفية على قتل المرتد ...و هى تؤيد الحديث المتواتر { أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لااله الا الله .. الحديث } ؟؟ 

الدليل القرآنى الرابع : يقول الله تعالى : ياأيها النبى جاهد الكفار و المنافقين و اغلظ عليهم .. الآية التوبة 73 و التحريم 66 ... و هذه الآية تحض على جهاد المنافقين بالسيف إن أظهروا كفرهم و ردتهم ؟؟؟ و الأدلة بعد ذلك كثيرة متضافرة على أنه لا مكان للمرتد أو الكافر أو المنافق المجاهر .. و عدم وجود حكم فى القرآن على قتل المرتد السلبى شىء ... و التصريح بقتل المناضل عن كفره و ردته شىء آخـــر ؟؟؟ 

ثانيا : التعارض بين حديث النبى صلى الله عليه و سلم { من بدل دينه فاقتلوه } .. و بين آيات عدم الاكراه فى الدين ..تعارض متوهم .. لأن مناط عمل الحديث يختلف عن مناط عمل الآيات .. والا فإن التعارض ينسحب أيضا على الآيات التى ذكرناها أولا .. وهذا محال !! 

ثالثا : اطلاق القول بعدم الأخذ بحديث الآحاد إذا خالف ظاهر الكتاب ..يدل على قلة باع صاحبه فى العلم الشرعى .. إذ أن حديث الآحاد قد تحفه القرائن من كل جانب فيفيد العلم اليقينى, و قد يكون بالنسبة للعامة من أحاديث الآحاد لكنه عند العلماء من المتواتر مثل أكثر أحاديث البخارى و مسلم ..ثــــم لإن الإمة قد عملت بأحاديث آحاد استقلت بالحكم , وخالفت ظاهر القرآن ..كحديث تحريم جمع الرجل بين المرأة و عمتها أو خالتها , و كحديث النهى عنصيام الحائض الى غير ذلك !! 

رابعا : أما حديث عرض السنة على الكتاب ..فقد وضعته الزنادقة و الخوارج و الرافضة ..ثـــم إننا نقول كما قال العلماء ..لقد عرضنا حديث ( عرض السنة على الكتاب ) ...على الكتاب فوجدناه مخالفا لقوله تعالى : { و ما أتاكم الرسول فخذوه و ما نهاكم عنه فانتهوا .. } ؟؟ 

خامسا : الطعن و اللمز و الهمز فى علماء الأمة يخالف الكتاب الكريم الذى وصفهم بأنهم { الراسخون فى العلم ـ أهل الذكر ـ الطائفة المتفقهة فى الدين ... الخ } ... و أخيرا يا سيادة اللواء تعلم قبل أن تتكلم .. و استفتى قبل أن تفتى , و يا سيادة اللواء ..كـــن عالما أو متعلما أو مستمعا .. و لاتكن الرابع فتهلك ...شفاك الله و عافاك !! 





و السلام عليكم و رحمة الله بقلم : محمد شعبان الموجى نشرت بجريدة الحقيقة
TAG

ليست هناك تعليقات

إرسال تعليق


الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *