ثلاث ركلات وأستك !!


محمد شعبان الموجي

^ يحدد الشيخ خليل الشيوعى الهدف الخبيث من وراء تأليفه ونشره لكتاب ( مجتمع يثرب ) بشكل واضح وصريح ومفضوح لايترك ثغرة لإحسان الظن ولا لقبول الإدعاء الممجوج الذى يردده العلمانيون والشيوعيون .. بأننا دائما نهاجم المبدعين وأصحاب الفكر دون أن نقرأ أو دون أن نفهم .. أو أننا نقرأ قراءات مبتسرة أو مغرضة بهدف التكفير والتفسيق .. لأننا جامدون وضد التنوير وضد حتمية التطور إلى آخره .. أقول إن الشيخ خليل حدد هدفه من كتابه المصادر ( مجتمع يثرب ) بشكل صريح أعتقد أنه سيضع ( جهات التحقيق ) فى موقف لاتحسد عليه وأمام خيارين كلاهما مر .. إما تبرئة الشيخ والإفراج عن كتابه هذا رغم ما فيه من عبارات صريحة تمثل إهانات بالغة للدين الإسلامى ولمجتمع النبوة وللصحابة الكرام ، وقذف فاحش لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ورمى الصحابيات الكرام فى شرفهن وعفتهن واتهامهن صراحة باعتياد ممارسة الزنا والفاحشة وبأوصاف ليس لها مثيل فى الفكر العدائى كله !! .. وإما امصادرة تلك الجهات للكتب وتوجيه اتهاماتها بإدانة الشيخ وتقديمه من ثم إلى المحاكمة وتعطى من ثم الفرصة لمنظمات حقوق الإنسان المشبوهة وغير المشبوهة التى يحتمى بها الشيخ خليل وأمثاله لكى تمارس لغطا عاليا وضغوطا دولية وإعلامية فتتسبب من ثم فى إحراج الدولة فى شتى المحافل والمنتديات الدولية .. كما حدث قبل ذلك مـــع العديد من أساطين الإلحاد والكفر !! 

الهدف الخبيث !! 
^ وحتى لايكون كلامنا مرسلا على عواهنه .. تعالوا لنقرأ سويا ما كتبه الشيخ خليل الشيوعى فى آخر كتابه ( مجتمع يثرب ) وبالتحديد فى صفحة ( 89 ) حيث يقول بالحرف الواحد : (( إن هذا الضرب من الدراسات والبحوث الذى ندعو إليه بكل ما نملك من قوة يؤدى بطريق الحتم والــــلزوم إلى تفكيك ( القباب المقدسة ) ؟؟ قداسات زيوف ؟؟ ، والتى تخيم على العقل العربى بمافيه المصرى منذ قرون فتحجب عنه الهواء النقى والشمس الساطعة وإلى كسر القيود التى تكبله وتمنعه من الإنطلاق إلى الآفاق الرحيبة والفضاءات غير المحدودة التى تسبح فيها عقول الآخرين ، وإلى تسليط الأنوار الكاشفة على ( النصوص ) لتعرف على حقيقتها ، وساعتها ينعتق المخاطبون بها من هيمنتها وتسلطها عليهم فى كل مناحى حياتهم حــــتى عندما يدخلون أماكن قضاء الحآجة !! ، وإلى تعرية رموز كبيرة الشأن رفيعة المقام ؟؟ ونزع الهالات المصطنعة التى أحاطوها بها وعرضها بالصورة الحقيقة بلا رتوش كما هى مرسومة فى كتب التراث بعد اقصاء التزويقات والتجميلات التى أشرنا إليها فيما سلف ؟؟ ، وساعتها سوف يصيح من ( يعاينها على الطبيعة ) : كم كنا مخدوعين .. انتهى كلام الشيخ ولاأظن أن هذا الكلام القبيح يحتاج إلى تعليق .. لكن الأقبح من ذلك أن يوجد من يدعى الإسلام وفى نفس الوقت يدافع عن الشيخ خليل !! 

ثلاث ركلات تحت الحزام !! 

^ والشيخ خليل يتحدث دائما بنعرة توحى وكأنه من الراسخين فى العلم الذين يندر أن يجود الزمان بمثلهم من حيث الإلتزام بالمنهج العلمى الصارم والإلمام بإصول الإسلام وفروعه وبخباياه وعوراته .. ويؤكد دائما أنه سيقطع السبيل على أى ( فلحاس ) حتى لايصيح ناعقا أو ينعق صائحا بأن مصادر الشيخ مضروبة .. ولذلك وقبل أن نستكمل الحديث عن المنطلقات الفكرية الخاطـئة للشيخ خليل والتى اعتمد عليها فى تقييمه لمجتمع المدينة المنورة .. يسرنا أن نوجه ثلاث ركلات فكرية لنشفى بها صدور قوم مؤمنين ونذهب غيظ قلوبهم .. وليعرف الشيخ خليل حجمه الحقيقى ومقدار جهله بالنصوص الشرعية : 

الركلة الأولى 

^ فى صفحة 31 من الكتاب ينقل لنا علامة زمانه .. حديثا عن علقمة والأسود عن ابن مسعود رضى الله عنه أنه قال :{ جاء رجل إلى النبى صلى الله عليه وسلم فقال يارسول الله إنى عالجت امرأة فى أقصى المدينة وإنى أصبت منها دون أن آتيها وأنا هذا فأقض فىّ ماشئت : فقال عمر : لقد سترك الله لو سترت نفسك فلم يرد عليه النبى صلى الله عليه وسلم فانطلق رجل فأتبعه ودعاه فتلا عليه الآية ( إن الحسنات يذهبن السيئات ) فقال يا رسول الله هذا له خآصة ؟ قال : لابل للناس كآفة ) } !! 
ثم يقول الشيخ بالحرف الواحد وبعد ذلك بعدة سطور.. ( وتتكرر المخالفات من أفراد ذلك المجتمع فلا يقابلها محمد إلا بمزيد من سعة الصدر والعفو : ثم ينقل لنا تأكيدا على ذلك حديثا آخر لسليمان التميمى عن أبى عثمان النهدى عن ابن مسعود ) .. مع أن أى تلميذ فى مدارس الصبيان يعرف أن الواقعة فى الروايتين واحدة كما صرح بذلك الإمام الترمذى رحمه الله فى الحديث رقم 3037 فى سننه .. وأتحداك ياخليل لو أثبت خلاف ماأقول !! 

الركلة الثانية 

فى صفحة 72 من الكتاب المشبوه .. يروى لنا الشيخ خليل أيضا واقعتين إحداهما عن بصرة بن أكثم يقول فيها : { تزوجت بكرا فى سترها فدخلت عليها فإذا هى حبلى فقال النبى صلى الله عليه وسلم لها الصداق بما استحللت من فرجها والولد عبد لك فإذا ولدت فاجلدوها } 

ثم يقول الشيخ خليل بعد ذلك بعدة سطور : ( وأخرى ) أى واقعة اخرى يرويها عن أبى داود بإسناده أن رجلا يقال له نصر بن أكثم نكح إمرأة فولدت لأربعة أشهر فجعل النبى صلى الله عليه وسلم لها الصداق بما استحل من فرجها وفى لفظ قال : الصداق بما استحللت من فرجها فإذا ولدت فاجلدوها ) .. ورغم أن التشابه فى الروايتين وفى اسم الراوى كان يجب أن يلفت نظر الشيخ إلى أنهما واقعة واحدة لا اثنتين كما يتمنى خليل .. إلا أنه أوردهما على انهما واقعتين مختلفتين .. والحقيقة التى يجهلها خليل .. أنه لايوجد صحابى اسمه نصر بن أكثم على وجه الإطلاق وأتحدى الشيخ أن يثبت خلاف ذلك على رؤوس الأشهاد !! 

الركلة الثالثة 

^ وعلى نفس المنوال وفى صفحة ( 71 ) من الكتاب .. يتحدث الشيخ بجهالة عن جريمتى زنا .. الأولى: هى قصة ماعز بن مالك والغامدية وهى قصة مشهورة ومعروفة .. وأما الثانية فينقلها لنا عن عمران بن حصين { ان إمرأة من ( جهينة ) أتت النبى صلى الله صلى الله عليه وسلم وهى حبلى من الزناء فقالت يارسول الله إنى أصبت حدا } .. والحقيقة أن القصة واحدة فى الروايتين .. ( لأن غامد المنسوبة إليه المرأة فــــــــــى الرواية الأولى هو أبو قبيلة وهم بطن من ( جهينة ) ولهذا وقع فى حديث عمران بن حصين المذكور إمرأة من جهينة وهى هذه ) نيل الأوطار للشوكانى !! 

ولاأعرف ماالذى دفع خليل إلى مثل هذا الكذب والتدليس .. هل هو الجهل أم الغرض أم الرغبة العارمة فى إشاعة الفاحشة فى مجتمع المدينة المنورة .. ولا أعرف كيف سيبرر الشيخ خليل موقفه هذا لمريديه ولقرائه .. وهل سيصحح هذه الأخطاء العلمية الثلاثة فى الطبعات المقبلة من كتابه بعد أن تفرج عنها الجهات المعنية بمشيئة الله تعالى أم ستأخذه العزة بالأثم .. الله أعلم !! 

^ وأغلب الظن أن الشيخ يعلم ذلك .. ولكنه أراد أن يستكثر من الفواحش التى وقعت فى مجتمع المدينة .. رغم أنه يؤكد أن دوواين السنة وكتب السير والتواريخ وعلوم القرآن تحفل ( بكم هائل ) من أخبار علاقات غير مشروعة .. إذن فلماذا ترك الشيخ خليل هذا ( الكم الهائل ) من الفواحش والجرائم ولجأ إلى الكذب وإلى استساخ الواقعة الواحدة إلى اثنتين ؟؟ ثم هل تظنون أن الشيخ الذى يحمل كل تلك العداوة والبغضاء لصحابة النبى صلى الله عليه وسلم كان سيبخل علينا بحكاية المزيد من تلك الفواحش والعلاقات غير المشروعة فى المجتمع .. بالطبع لا؟؟ 

الجريمة فى مجتمع المدينة 

^ إن المتتبع لما ورد فى التراث يلمس بنفسه أن الجرائم فى مجتمع المدينة المنورة كانت نادرة ومحدودة .. وليست ( كما هائلا ) كما يزعم خليل أو كما يتمنى .. ولذلك نستطيع أن نقدم أحصاءا تقريبيا عن تلك الجرائم التى بلغت حدها الأدنى على المستوى الإنسانى والحضارى زمن المصطفى صلى الله عليه وسلم بما يعد من معجزات الإسلام ومن دلائل عظمة هذا الدين : 

** فمثلا وقعت خمسة جرائم شروع فى اغتصاب فى عشر سنوات .. معظمها وقع خارج نطاق المدينة المنورة ( فى الضواحى ) .. ذكر منها الشيخ أربعة وكرر واحدة وأغفل أخرى وأتحدى الشيخ أن يأتى بواقعة سادسة !! 


** جريمة إغتصاب واحدة .. وهى حادثة المرأة التى اغتصبت وهى ذاهبة لصلاة الفجر !! ولم يجد لها الشيخ جريمة أخرى .. فاضطر من ثم إلى ذكر واقعة اغتصاب وقعت فى عهد عمر وهى المرأة التى كانت بمنى !! 

** حوالى عشرة جرائم زنا روى بعضها عن طرق ضعيفة .. بخلاف ثلاثة حالات قذف بين الأزواج قال بعض العلماء فى اثنتين منهما أنهما واقعة واحدة (واقعة هلال ابن امية وعويمر بن أبيض ) لاعن كل منهما امرأته بشريك بن السحماء وكان المنطق أن يذكر أحد الحاضرين فى الملاعنة الثانية أو يلفت النظر إلى أن شريك هذا قد سبق له وأن اتهم فى قضية مماثلة ، ولكن أى مـــــــن الروايات لم تذكر ذلك مما يؤكد رأى من قال أنها قصة واحدة !! 

** وفى عشر سنوات .. وقعت فى ( المجتمع النبوى ) جريمة واحدة من جرائم زنا المحارم .. وهى قصة الرجل الذى تزوج امرأة أبيه فأمر النبى صلى الله عليه وسلم برجمه ..!! 

** حادثة واحدة للتنازع على نسب ( ابن وليدة ) .. كما فى حديث عائشة رضى الله عنها وتنازع عقبة بن أبى وقاص على ابن وليدة زمعة ولم يذكرها الشيخ فى كتابه !! 

هذه هى جملة الجرائم المتعلقة بالأعراض .. والتى وقعت فى عشر سنوات بالتمام والكمال .. والتى يعتمد عليها كتاب ( مجتمع يثرب ) من أوله إلى آخره .. لتقييم المجتمع النبوى غاض الطرف عن كل ما حفل به من أحداث جسام .. وعن كل ما أحدثه الإسلام من ثورة فى الضمير والخلق الإنسانى .. يصفها الشيخ خليل بنفسه فى صفحة ( 10 ) بأنها تعد ( من أخطر الثورات التى شهدتها الإنسانية منذ العصور الوسطى ) !! 

^ فهل يستقيم فى ميزان العقل ومسلمات المنطق أن نسقط كل تلك الأحداث الجسام والبطولات النادرة والمواقف الأخلاقية العظيمة والتى غيرت مجرى التاريخ البشرى كله وليس مجتمع يثرب فحسب فى شتى المجالات السياسية والإقتصادية والأخلاقية والإجتماعية .. بالإضافة إلى المناقب العظيمة التى تواترت عن الصحابة الكرام والتضحيات الجسام التى قدموها رخيصة فى سبيل إعلاء هذا الدين ونشر الإسلام فى ربوع الكرة الأرضية وانقاذ البشرية من عبادة الأصنام والأوثان والخرافات والفواحش ما ظهر منها وما بطن .. ثم لايجد الشيخ صاحب المنهج العلمى الصارم غير سجل الجرائم .. وبالذات جرائم الزنا ومقدماتها مع ندرتها ، وسيلة أساسية لتقييم المجتمع وجعلها رأس حيثيات الحكم عليه ؟؟ 

هل يقبل الشيخ تطبيق نفس المعايير على المجتمع المصرى !! 

^ إننى أسأل الشيخ خليل ورفاقه .. بل أتحداهم أن يجدوا فى أنفسهم الجرأة والشجاعة لتقييم المجتمع المصرى بنفس المعايير ومن خلال صفحات الحوادث ومحاضر الشرطة وقضايا الآداب وحوادث الإغتصاب وزنا المحارم التى صارت مواد صحفية شبه يومية .. لاشك أن هذا الشيخ ورفاقه سيخرج بصورة شنيعة عن المجتمع المصرى والتى ستصيب أول ما تصيب الشيخ نفسه فى أهله وذويه .. صورة المجتمع الذى يغتصب فيه الأب بناته الثلاثة أو الأخ الذى اعتاد ممارسة الفاحشة مع اخته الصغرى 12 عاما ولما شاهدته الكبرى تحركت فيها الرغبة هى الأخرى .. وهذا العم الذى أقام علاقة آثمة مع إبنة أخيه التى اعترفت بدورها بأنها تستمتع بتلك العلاقة ..أو الزوجة التى سافر زوجها للعمل فى الخارج .. فانحرفت وشجعت بناتها بدورهم إلى ممارسة الفاحشة .. ثم الزوج الذى يشجع زوجته والأب الذى يشجع ابنته .. بالإضافة إلى آلاف العلاقات غيرالشرعية ناهيك عن الزواج السرى الذى تؤكد الصحف استشرائه فى الجامعات وغيرها .. وحالات الشذوذ وشبكات الدعارة التى تحفل بها صفحات الصحف وابواب الإعترافات وعرض المشاكل .. إلى آخر تلك الحوادث التى تقع كثيرا فى المجتمع المصرى - وغيره من المجتمعات بالطبع - .. والتى أثمرت عن أكثر من 350 ألف لقيط يسرحون الآن فى شوارع مصر حسب آخر الإحصائيات التى نشرت قريبا فى الصحف المصرية !! 
مارأيك ياشيخ خليل لو زعم عميل أو عدو حاقد استنادا إلى هذا الكم الهائل من تلك الحوادث البشعة .. على أن ( الزنا اصبح هو العملة المتداولة والنسق الإجتماعى الشائع الذى تمارسه الفتيات المصريات حتى داخل أسوار البيوت ورغم رقابة الأهل والجيرة .. مارأيك ياشيخ خليل لو أن هذا الحاقد الفاقد قد اتهم ابكار مصر بأنهن قد طالتهن النزعة العارمة فسيطر عليهن هاجس التماس بالذكر المهيمن على مجتمعهن .. حتى صرن لايعبأن بالتفريط فى بكارتهن وإلحاق العار بأهلهن لأن هناك المئات من الفتيات ( وليست فتاة واحدة كما حدث فى مجتمع يثرب ) .. يبعن بكارتهن بثمن بخس كما تصرح بذلك الصحافة المصرية ومحاضر الشرطة وأروقة المحاكم ؟؟ مارأيك ياشيخ خليل لو أن هذا الحاقد الفاقد .. اتهم كل أو معظم نساء مصر اللآئى ذهب أزواجهن للجهاد فى حرب اليمن وغيرها من الحروب مثلا أو إلى العمل فى الخارج بالخيانة الزوجية ووصفهن بأنهن متعطشات لمجرد أن إمرأة أو حتى مآئة امرأة قد خانت أو ضبطت وهى تمارس الرذيلة ؟؟ 
^ أليس هذا بالضبط ياشيخ خليل.. هو مقياسك الفاسد وخنجرك المسموم الذى أردت أن تطعن به أشرف مجتمع بشرى عرفته البشرية .. أليس هذا بالضبط هو ما اعتمدته فى كتابك ( مجتمع يثرب ) لـتقييم مجتمع المدينة المنورة فى العهد النبوى والعهد الخليفى .. مع الفارق العظيم .. حيث لاوجه للمقارنة بين الجريمة فى العهد النبوى والخليفى والجريمة فى المجتمعات المعاصرة .. لامن حيث الكم ولا من حيث الكيف أو نوعية تلك الجرائم .. ولامن حيث سلوك الجانى أو المجنى عليه !! 
فليست ندرة الجرائم فقط هى الدليل الوحيد على نجاح هذا الدين فى إقامة مجتمعا فاضلا وتربية جيل قرآنى فريد .. ولكن سلوك الجانى والمجنى عليه يمثل فى الحقيقة وجها آخر يكشف عن عظمة هذا الدين .. وعن بلوغه أقصى الدرجات فى تربية الضمير والنهوض بالضعف البشرى المجبول عليه الإنسان .. وفى التأكيد على أن الجرائم فى المجتمع الإسلامى استثناء وليست قاعدة .. وأن الذنوب مهما صغرت أو عظمت هى أمر طارىء فى حياة المسلم .. سرعان ماتأخذ بصاحبها إلى أعلى عليين .. فالجانى فى صدر الإسلام كان يذهب بإرادته ويعترف بجريمته أمام النبى صلى الله عليه وسلم .. رغم إعراض النبى صلى الله عليه وسلم عنه .. ورغم تحريض الصحابة الكرام له على السكوت وعلى عدم فضح ما ستره الله .. لكن الرجل والمرأة يصر ان على أن يرجما حتى الموت حتى يتطهرا من الذنوب .. رغم مراجعة النبى صلى الله عليه وسلم لهما أربع مرات ، وعندما يسبهما أحد الصحابة .. ينهاه رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك مخبرا أن توبتهما لو قسمت على أهل الأرض لوسعتهم !! 

ولو كان الزنا منتشرا فى ( مجتمع المدينة ) ويمارس - كما يزعم الشيخ خليل - كطقس يومى .. فمالذى يدفع الرجل الذى أصاب ( قبلة ) .. أو الذى أصاب من المرأة كل شىء سوى الجماع .. أو الذى جامع زوجته فى نهار رمضان إلى الهرع والفزع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم .. هل الرجل الذى يعيش فى مجتمع يمارس الزنا كطقس يومى تهز ضميره ( قبله ) أو ماشابه ذلك !! 


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 

بقلم محمد شعبان الموجى 



TAG

ليست هناك تعليقات

إرسال تعليق


الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *