سؤال المرأة عن فقه الطهارة هل هو قلة أدب !!


محمد شعبان الموجي


تذكرنا نظرات خليل الشيوعى للإسلام عآمة ولحياة الصحابة بصفة خآصة بقصة الفيلسوف الشيوعى الذى تسلل فى صباه ,اخذ ينظر من ثقب الباب ويسترق السمع حتى صعقه هول ما رأى وسمع من أحوال العلاقة الخآصة بين أبيه الكاثوليكى المتزمت ، وأمه القديسة التى كان يكن لها قبل تلك الليلة كل تقدير واحترام .. انظروا كيف تحولت تلك العلاقة الشرعية الشريفة على فراش الزوجية .. فى ذهــن هذا الفيلسوف الشيوعى إلى علاقة آثمة مستقزرة .. أصبحت معها الأم من وجهة نظره مجـــــــــــرد ( مومسة ) تجيد فنون الإغراء والإثارة ورقصة الأستربتيز .. وأصبح أبوه كذلك مجرد حيوان داعر يقضى شهوته ونزواته .. وبالطبع لا الأب ولا الأم كانا على تلك الصورة الشائنة المقززة التى تكونت فى ذهن هذا الفيلسوف الشيوعى .. وإنما الخطأ كل الخطأ يكمن بالطبع فى سلوك الشائن لـهذا الوغد الشيوعى الذى نجح فى هتك حجب العلاقة الخآصة لأبويه واخراجها من بيئتها ومن طبيعتها السرية إلى طور العلانية مما أفسدها وأفسد معها نظرته إلى أعز الناس إليه !! 

إن هذا الإستطراد مهم جدا فى فهم نظرة الشيخ خليل وغيره من شيوخ الفتنة إلى بعض الأحداث والروايات التى تناقلتها كتب الحديث والسير .. والتى يستشكل فهمها على كثير من الناس .. رغم أنها امور طبيعية لو فهمت فى إطارها الصحيح وفى جوها المناسب .. بل إن تلك الأمور التى يستنكرها خليل الشيوعى .. تمارس الآن بشكل أوسع فى حياتنا المعاصرة .. دون أن تكون موضع انتقاد من الشيخ خليل الشيوعى أو غيره .. لكن الشيخ الشيوعى الذى أخلد إلى الأرض واتبع هواه .. يرى أنها عورات ومخازى يستطيع أن يفضح أمرها على الخلائق ويتهددنا بين الحين والآخر على صفحات الـصحف بفـضح تلك العورات وهتك سترها .. فهى ( أى مخازى الإسلام وفضائح عصر الصحابة ) كما يقول بالحرف الواحد (( كلها مكتوبة ومدونة وفى متناول اليد وليست محجوبة ولا هى بالمضنون على غير أهله )) .. إن لم تخرس ألسنة المؤمنين بالله و دهاقنة الشريعة .. المخدوعين بشريعة الإسلام و المنبهرين بجلال عصر النبوة والصحابة .. المتحدثين عن ضرورة الحفاظ على القيم والتقاليد .. وهؤلاء من وجه نظر الشيخ يجب أن يتقبلوا مقررات مؤتمر بكين لنشر الدعارة والإباحية ، وأحسن لهم ( يكفوا على الخبر ماجور ) على حد تعبيره .. أى يجب أن يكفوا على فضائح الإسلام ومخازى الصحابة ماجورا وإلا فإن الشيخ الشيوعى سيقف لهم بالمرصاد وسيفضحهم فى عقر دارهم !! 

ويبدو بالفعل أن الشيخ الشيوعى قد أنفذ وعده ووعيده .. فأصدر عدة مقالات لم تستطع صحيفة شيوعية مثل الأهالى أن تتحمل مسئولية نشر وساخاتها الفكرية فمنعـته من الكتابة فيها .. لكن خليل الشيوعى لجأ إلى اصدار عدة كتب جمع فيها كل ما صوره له خياله المريض من روايات وأحاديث وحكايات عن الصحابة .. على أنها مخازى عصر الصحابة وفضائح العصر الذهبى فى الإسلام .. يقف الآن بسببها أمام النيابة العآمة لتصدر قرارها إما بالإدانة على أساس توافر القصد الجنائى أى قصد ازدراء العقيدة والإجتراء على صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وإما اصدار الحكم ببراءته على أساس أن الكاتب قد أكد على احترامه للقيم والتقاليد وللصحابة وللعقائد وأنه كان يمارس حقه فى الإبداع و التعبير إلى آخر تلك الإسطوانة المشروخة التى يلجأ إليها المتواطئون على الإسلام واهله للإفلات من النــــــيـابة لا أكثر ولا أقل !! 

لقد نظر خليل الشيوعى من ثقب الـباب .. فرأى امرأة مسلمة هى أم سليم تسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المرأة ترى فى منامها مايرى الرجل .. فتقول لها أم سلمة زوج النبى صلى الله عليه وسلم والتى كانت حاضرة معها .. تعـتب عليها .. تربت يداك يا أم سليم فضحت النساء .. لكن الصادق المصدوق والرحمة المهداة والسراج المنير معلم البشرية والمبلغ عن الله رسالته .. يعاتب زوجه ويقول لها بل أنت تربت يداك (( إنَّ خيركنَّ التى تسأل عما يعنيها )) .. ثم يقرر حكما فقهيا غآية فى الأهمية خآص بـطهارة المرأة من الجنابة .. (( إذا رأت المآء فلتغسل )) .. فتقول أم سلمة متسائلة : وللنساء ماء قال نعم فأنى يشبههن الولد إنما هن شقائق الرجال .. بالله عليكم هل ترون فى هذا الحديث أى مجال للإبتذال أو الإسفاف أو قلة الحياء ؟؟ .. رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرر أن تلك المرأة التى تسأل عن أمور دينها هى من خير النساء .. لكن خليل يرى عكس ذلك تماما .. فالمشهد الذى رآه خليل من ثقب الباب تحول فى خياله المريض وأحلام اليقظة التى سيطرت عليه .. إلى مشهد مبتذل تتلذذ فيها المرأة بالحديث عن الجنس أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم دون أن ينكر رسول الله صلى الله عليه .. ذلك منها أو ينهاها عن الخوض فيه .. لكن خليل اعتبر سؤال المرأة هذا فضيحة من ضمن فضائح كثيرة كانت سائدة فى صدر الإسلام أو الفترة ( الأمل ) كما يسميها من باب الإستهزاء والسخرية .. ولذلك لم يقنع خليل بالمشهد الذى رآه من ثقب الباب ولم يسعفه السيناريو الذى دار ولا الألفاظ التى استرق السمع إليها .. فاستباح لنفسه الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى صحابته الكرام .. وأخذ يكذب على أم ُسليم فيقول على لسانها بالحرف الواحد : (( لقد حلمت ليلة أمس أن زوجى افترشنى ؟؟ فهل علىَّ غُسل للجنابة سواء وجدتُ بللا فى ملابسى الداخلية أم لم أجد ؟؟ وطبعا هذه الألفاظ ( زوجى افترشنى _ وجدت بللا فى ملابسى الداخلية ) هى ألفاظ نسجها خليل بخياله المريض ، وليست من ألفاظ أم سليم كما مرت بنا الرواية التى ذكرناها عنها .. وأتـحداك يا خليل أن تذكر لنا الرواية التى وردت فيها هذه الألفاظ .. وحتى على افتراض جدلى أنها قد وردت بالشكل الذى ذكرت .. فلماذا ذكرتها وكررتها أنت فى مقالاتك ( أى الألفاظ التى استقبحتها وكانت دفينة الكتب ) .. إن قلت إن نقدك لها هو الذى اضطرك إلى ذكرها على صفحات الصحف ليقرأها الصغير قبل الكبير .. أفلا تكون حآجة أم سليم إلى استعمال تلك الألفاظ لمعرفة حكم شرعى يتعلق بالطهارة وبالتشريع الذى يستمر إلى قيام الساعة أدعى وأمس .. أليســــت معرفة الأحكام الشرعية أكثر ضرورة من كتابة الكتب والمقالات الفارغة التافهة الحاقدة ؟؟ 
الأهم من اختراع خليل لألفاظ جنسية لم ترد فى الرواية أم سليم .. هو مناقشة القضية ذاتها .. إن خليل يتحدى أن توجد فى مصر إمرأة لديها الشجاعة .. تتوجه بالسؤال إلى فضيلة مفتى الديار لتسأله عن مسألة من مسائل الطهارة .. مع أن لدينا نساء يتحدثن فى وسائل الإعلام التى يشاهدها الملايين عن اللولب والحبوب وعجائب اولويز ، ولدينا نساء تفاخرون بهن الدنيا يمارسن الفحشاء والمنكر باسم الفن والإبداع .. وليس مجرد ترديد سؤال فقهى إلى المفتى .. و النساء منذ عصر النبوة وحتى يومنا هذا كثيرا ما يسألن المفتى وغيره من العلماء عن مثل تلك المسائل وغيرها من مسائل الفقه المتعلقة بأحكام الطهارة ونواقض الوضوء وموجبات الغسل وأحكام الحيض والنفاس وأحكام العدة وآداب الجماع وغيرها من الأمور الخآصة والمعروفة بفقه النساء .. دون أن يحتجن إلى تحد من أحد ، ودون أن يستنكر عليهن أحد ذلك أو يعتبر ذلك من أبواب قلة الأدب .. ولو كفت النساء عن السؤال عن مثل تلك الأمور لتعطلت الديانة وفسدت العبادة .. ثم إن أم سليم كانت تسأل الصادق المصدوق والمشرع لهذه الأمة ولم تكن تسامر به شيوعى كافر أو علمانى فاسد .. والنساء يسألن الفقيه مثلما يسألن الطبيب .. والأطباء كثيرا ما يخاطبن النساء فى مثل تلك الأمور المتعلقة بالجسد بصراحة وبمكاشفة تآمة .. دون أن يشعر خليل ولا غيره من الأزواج والآباء بأى حرج .. لكن ربما لأن خليل وغيره من الرجال لايستطعيون التلصص أو استراق السمع أمام أبواب غرف الكشف لوجود حكيمات أوخشية القانون الذى يجرم التجسس من ثقب الباب .. ولايكونون حضورا فى الغالب الأعم مع زوجاتهم عند طبيب النساء فلذلك لم يدرك خليل أن سؤال أم سُلَيْم عن حكم شرعى يتعلق بالطهارة أهون بكثير من أسئلة كثيرة تطرح فى عيادات النساء .. لذلك لم يستطع خليل أن يستوعب خياله مثل تلك الأمور .. ولو حضروا لسمعوا من زوجاتهم بالتأكيد أضعاف أضعاف ما قالته أم سليم لرسول الله صلى الله عليه وسلم .. ولو هتك خليل أو غيره من الأزواج تلك الأسرار وتحدثوا بها على صفحات الصحف والكتب لأستنكرها كثير من القراء .. لأن لكل مقام مقال كما يقال !! .. ولو استحت النساء من سؤال الطبيب عن مثل تلك الأمور الخآصة لهلكن ، ولذلك أباحت لهن الشريعة ذلك رفعا للحرج .. لكن خليل يصر على اقتحام مجالس فقه النساء والإستماع إلى أم سليم وغيرها و مايدور فيها من مسائل فقهية .. ويضعها فى غير محلها ليجعلها مادة للسخرية والإستهزاء بعصر الصحابة أو عصر التدشين كما يقول مستهزءا ، ويكيد بها الإسلام وأهله باعتبارها فضائح ومخازى يجب أن نـكفى عليها ماجورا ‍‍!! 

ثم إن خليل يزعم أن ( بسرة بنت صفوان ) سألت هى الأخرى رسول الله صلى الله عليه وسلم نفس السؤال الذى سألته أم سليم .. وهذا خطأ يدركه تلاميذ الإبتدائى .. لأن المعروف أن ( بسرة ) هذه لم يرو عنها فى الكتب التى ذكرها خليل ( مسند أحمد وسنن الدارمى وغيرهما ) أى حديث سوى حديث واحد بعدة روايات عن ( حكم مس الذكر ) حيث يقول الصادق المصدوق : (( من مس ذكره فليتوضأ )) .. وتصحيحا لماذكره خليل فإن التى سألت سؤالا شبيها لسؤال أم سليم هى ( خولة بنت حكيم السلمية ) عن حكم المرأة التى تحتلم فأمرها النبى صلى الله عليه وسلم أن تغتسل وليست بسرة بنت صفوان !! والحديث ممتد بمشيئة الله عن الإطروحات الخايبة لخليل الشيوعى ، 


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 

بقلم محمد شعبان الموجى
TAG

ليست هناك تعليقات

إرسال تعليق


الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *