الحفظ في الصدور والكتابة للتوثيق

الاصل في حفظ الكتاب الكريم ؛ والسنة المطهرة .. هو الحفظ في الصدور وعليه كان اعتماد الصحابة والتابعين وتابعيهم ، والكتابة كانت للتوثيق الرسمي .. والنهي عن كتابة الحديث اولا حتى لا يختلط بالقرآن ، ولذلك حرق عثمان المصاحف التي كتب على هوامشها تفاسير لبعض الآيات ، وماكان مكتوبا بغير حرف قريش .. والمسلمون لم يكن يتداولون المصاحف ، ولا كان النبي صلى الله عليه وسلم ينسخ لكل صحابي مصحفا .. ولكن كان هناك كتبة للوحي كتوثيق رسمي ..  بينما كتب الحديث بالفعل ولكن بشكل شخصي .. ذلك لان طبيعة القرآن تختلف عن طبيعة السنة ... القرآن الكريم معجز لفظا ومعنى ولا يجوز اسقاط حرف او كلمة منه او روايته بالمعنى بل لا يمكن الاستغناء بالكتابة عن النقل السمعي ولا بالنقل السمعي عن الكتابة فقد نقله الصحابة بالانفاس فهو كتاب وقرآن ... أما السنة فهي أقوال وأفعال وتقرير وسيرة وتاريخ موقوفة او مرفوعة للنبي صلى الله عليه وسلم ... وقد حفظت بشكل عملي فالمسلمون في العهد النبوي وحتى التدويين الرسمي للسنة لم يتوقفوا عن الصلاة والدعاء المأثور والصيام والحج والزكاة والزواج والطلاق والبيوع والجهاد وكل ما يتعلق بالجانب العملي من الدين لم يتوقفوا ولا دقيقة واحدة عن اتباع السنة في كل تلك الأمور ولم ينتظروا البخاري ولا مسلم ولا غيرهما .. بل السنة قامت عليها احكاما متواترة او مشهورة فكان هذا اعظم حفظ لها واما التدويين الرسمي للسنة فلم يكن اكثر من سجلات منظمة للحديث .

TAG

ليست هناك تعليقات

إرسال تعليق


الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *