هل أباح أبو حنيفة زواج الولد من أمه ؟؟


هل أباح أبو حنيفة زواج الولد من أمه ؟؟

بقلم : محمد شعبان الموجي




أبو حنيفة كان يرى أن الولد من الممكن أن ينكح أمه التي ولدته هذا هو عنوان الفيديو الذي نشره اسلام بحيري وأذاعته احدى الفضائيات ..

والحقيقة أن هذا كذب وافتراء على أبي حنيفة رضي الله عنه .. أبو حنيفة لم يقل بجواز الزواج من المحارم ، وحاشاه أن يقول ذلك ، فإن القول بذلك مروق من الدين ، وكفر برب العالمين ، ومحادة لشرع الله تعالى ، وإنكار لما هو معلوم من الدين بالضرورة . 
ولكنه كان يتحدث عن عدم وجوب الحد ( الجلد أو الرجم حتى الموت ) وليس عن إباحة الفعل أو حرمته .. لذلك فهو يرى فيه التعزير البليغ القاسي وليس الحد لأن وجود العقد ولو كان باطلا اعتبره ابو حنيفة شبهة تسقط الحد ، ولكنها لاتبيح الفعل بل تجب فيه العقوبة التعزيرية .. مثل زواج المتعة مثلا فهو يسقط الحد لكنه لايبيح الفعل ؟؟ فمع أن عقوبة الزاني في الاسلام قاسية جدا ورادعة إلا أن احتياطات الشريعة أيضا عظيمة جدا فالحد يسقط بوجود اقل من أربعة شهود مثلا يعني لو ثلاثة شهدوا على رجل وامرأة بالزنا فإن الشريعة تجلد الشهود الثلاثة ثمانين جلدة ولاتقبل لهم شهادة ابدا بينما لاتقيم الحد على الزاني والزانية لأن العقوبة الحقيقية في الآخرة ، وأما في الدنيا فالشريعة تحرض على الستر وتحرص على تبرئة الزناة إلا في حالة العلانية حين يشاهدهم أربعة شهود فأكثر . 

وهذا الذي ذهب إليه أبو حنيفة رضي الله عنه خالفه فيه جمهور العلماء بل واقرب المقربين منه وهم تلامذته . 


ولكن بعيدا عن هذا الجدل الفقهي اسمحوا لي أن أسأل اسلام بحيري وكل من يشهر بالامام ابي حنيفة وغيره من أئمة المسلمين 

أليس مايراه ابو حنيفة رضي الله عنه من التضييق في إقامة الحدود هو ما يتوافق مع قوانين الدولة المدنية الآن .. والتي لاتقيم الحدود ليس في حالة وجود عقد باطل فحسب بل في كل حالات الزنا .. إذ لو زنى شخص أو عقد شخص على امه فإنه يسجن وفقا لتلك القوانين الوضعية .. أليس كذلك ؟ 

أليس هذا ما ينادي به اسلام بحيري نفسه ومن سار على نهجه .. فلو سألنا اسلام بحيري عن حكم من زنى بامه أو عقد عليها فلن يخرج رأيه عن رأي أبي حنيفة وهو كما قلنا يخالف رأي الجمهور الذي يرون اقامة الحد عليهما 
يعني اسلام بحيري وحزبه يتعجبون من رأي أبي حنيفة بعدم جلد أو رجم من زنى بأمه في حال وجود عقد باطل بينهما .. وفي ذات الوقت يعترضون على عقوبة الجلد والرجم وقطع اليد ويعتبرونها عقوبات وحشية لاتتفق مع التحضر والرقي .. 
ومرة أخرى أسأل اسلام بحيري وكل المندهشين من رأي أبي حنيفة 
وماذا ترى أنت وحزبك فيمن يعقد على امه أو يزني بها بلاعقد .. هل تجيز جلده أو رجمه ؟؟؟؟ لكن من قلة الأدب وقلة الديانة أن تزعم أن أبا حنيفة يبيح الزنا بين الولد وأمه بينما أبو حنيفة يدرأ عنهما الحد ويفرض عليهما عقوبة تعزيرية قاسية كالسجن مثلا .. وهو ما خالفه فيه اصحابه وجمهور العلماء .
TAG

ليست هناك تعليقات

إرسال تعليق


الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *