أوجه الشبه بين جماعة غولان وحماعة الإخوان


" الجماعة لا تريد أن تكون لها واجهة سياسية، لأنها إذا أسست حزبا وفاز حزبها في الانتخابات –وهذا احتمال ضئيل- ستتحمل المسؤولية، بخلاف سيطرتها على مفاصل الدولة من دون أن تتحمل مسؤولية ما تقوم به، ذلك أن الحزب الذي يكون في الواجهة هو الذي يتحمل كافة الأعباء. وهكذا تتغير الحكومات وتبقى الجماعة هي التي تدير البلد ومن وراء الستار . وهذا ما لا يمكن قبوله في أي نظام ديمقراطي " .

________________________________________

هذه فقرة من مقال وضعت رابطه بالأمس لفتت نظري إلى حقيقة مهمة جدا .. ولافرق بين أن تكون هذه الجماعة هي جماعة فتح الله غولان أو جماعة الإخوان المسلمين .. فكلاهما كان يرفض أن يتحول إلى حزب سياسي .. كان هذا هو رأي جماعة الإخوان قبل ثورة يناير 2011 .. وظل كذلك بعد الثورة بشهور وكان هذا هو الاتجاه السائد لدى الجماعة .. العمل دائما من خلال اختراق مفاصل الدولة والسيطرة عليى قواعدها وكوادرها خطوة خطوة وعدم التقدم للحكم حتى لاتتحمل الجماعة تبعات ذلك .. وكانت الأمور تسير بشكل رائع ولكنها غير مقنعة للمتعجلين الذين حذرهم حسن البنا رحمه الله قديما .. عدم استعجال الثمرة .. ولكن الطمع يقل ما جمع .. فقد رأت الجماعة أنها من الممكن أن تخوض معركة الرئاسة وربما أيضا بإيعاز من خصومها أيضا لأنهم كانوا على يقين من أن التبعات الاقتصادية كثيرة وأن الجماعة لن ستفشل من تلقاء نفسها وستفشل أكثر بفعل فاعل وأكثر من فاعل .. فوقعت في مصيدة الحكم .. وقد كتبت أيامها أحذر الجماعة من الوقوع في هذه المصيدة لأامرين اثنين هامين : الأول هو أنها ستواجه متاعب ومشاكل ومعضلات اقتصادية لن تستطيع حلها وأن الجميع سيلعنها إذا فشلت في ذلك .
________________________________________

وقد حدث بالفعل أن ارتبط رؤية أكوام الزبالة وانقطاع التيار واختفاء الوقود وتصادم القطارات والسيارات بلعن محمد مرسي والاشارة إلى فشل الإخوان .. والأمر الثاني : هو وقوعهم في التناقض العقدي والأخلاقي فاضطروا إلى التعامل مع مظاهر الفحشاء والمنكر بالرضا والتشجيع والمباركة والاعتذار عن مواقف سابقة مثلما حدث في حفل دوللي شاهين وإلهام شاهين.. وكما حدث في الترحم على البابا شنودة وعدم القدرة على تغيير أي شىء في وسائل الإعلام التي ازدادت فحشا وفجورا .. لذلك خسرت الجماعة مصداقيتها الأخلاقية أيضا .

________________________________________

وهذا أيضا ما وقع فيه حزب العدالة والتنمية وزعيمه أردوغان غير أنهم استطاعوا تحقيق انجازات اقتصادية كثيرة حولت الدفة لصالحهم وهو ماعجز عنه إخوان مصر .. وكذلك اضطراردوغان إلى التصالح مع مظاهر الفحشاء والمنكر والجلوس على مائدة أشهر الشواذ في تركيا .
________________________________________

وكان غولان أذكى من إخوان مصر ومن أردوغان حينما اختار طريق التغلل والسيطرة على مفاصل الدولة دون أن يطمع للوصول للحكم على الأقل في هذه الفترة الزمنية وحتى لايتحمل تبعات المرحلة اقتصاديا وعقديا .. وهو ما حقق الكثير منه اخوان مصر قبل أن يقعوا في مصيدة الحكم والسلطة .. ولكن أردوغان بحكم قربه وفهمه لعقلية غولان كان يدرك خطرها الكبير عليه وعلى حزبه أكثر من خطر العلمانيين .. فعاجلهم بما يظنه الضربة القاضية تماما كظنه أنه وجه الضربة القاضية للمؤسسات السيادية بعد أن أوحى للجميع أن يطارد عناصر تلك الجماعة المتغللة في هذه المؤسسات .. والله أعلم
TAG

ليست هناك تعليقات

إرسال تعليق


الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *