حقائق مهمة لفهم بعض أحكام الفقه الإسلامي


بقلم : محمد شعبان الموجي



لايمكن فهم الكثير من الأحكام الفقهية إلا في ضوء عدة حقائق أهمها :
الحقيقة الأول :
أن الإسلام دين ودولة وأن تلك الأحكام المتعلقة بالدماء منوطة بالحاكم وأولي الأمر حتى حالات التعامل القاسي مع الأسرى قبل انتهاء المواجهات لقمع العدو .. وهي تحدث بشكل طبيعي جدا عندما يتعرض الوطن إلى خطر السقوط والانهيار فإن الجيوش تستبيح الدماء ، وتسبيح الحرق ، والتدمير ، وسقوط آلاف القتلى والجرحى بالطائرات والصواريخ ، وأحدث أنواع القنابل العنقودية ، والفسفورية ، وغيرها كما دار و يدور في الماضي والحاضر وإلى يوم الدين ... لماذا لايمتعض أمثال اسلام بحيري واحمد ماهر وميزو ووو من تلك الدماء التي سقطت والرؤوس التي تطايرت والأطراف التي بترت في تلك المواجهات .. و يتقبلونها ويعتبرونها ضرورة لحفظ الدول من السقوط بل ويباركونها .. فلماذا إذن الاعتراض على أحكام الفقه المماثلة و التي تتعلق بأمن الوطن وحماية البلاد والعباد ويتهم النصوص التي تخاطب الحكام بأنها نصوص وفتاوى دموية ؟؟
الحقيقة الثانية :
والضرورة الثانية لفهم بعض أحكام الفقه الإسلامي .. هي طبيعة المجتمع القرآني التي تختلف عن طبيعة المجتمع العلماني واللاديني .. فالمجتمع القرآني هو مجتمع عقائدي بامتياز وإن كان يستوعب جميع العقائد والأفكار طالما التزم أصحابها بقوانين البلاد والالتزم بالتعايش السلمي وعدم الطعن في الدين .. لكن القرآن يخاطب مجتمعا مؤمنا في الجملة .. يعلي من قيمة الإيمان والمؤمن ويحط من قيمة الكفر والكافر .. ولايمكن فهم الكثير من أحكامه إلا في ضوء تلك الطبيعة العقدية .. وإن كان من ثوابت العقيدة أنه يحمي حياة ودماء وأموال وكرامة غير المسلمين حيث يقول الله عزوجل : ( لاينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا اليهم ان الله يحب المقسطين نما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين واخرجوكم من دياركم وظاهروا على اخراجكم ان تولوهم ومن يتولهم فاولئك هم الظالمون ) .
الحقيقة الثالثة :
أنه لابد من التفرقة بين الآراء والاجتهادات الشخصية الكثيرة والمختلفة ، وبين الفتوى الرسمية التي يتبناها الحاكم والمجتمع ويشرع على أساسها القوانين .. فكل انسان يؤخذ منه ويترك إلا المعصوم صلى الله عليه وسلم .. فليس كل راي في الفقه أو التفسير ملزم لنـا ولا للأمة .. وليس كل رأي أو اجتهاد يعتقده شخص ما يكون ملزما للمجتمع أن يأخذ به .. بل يمكن للشخص أن يعتقد ما يشاء على المستوى الشخصي ، و لكن لايسعه مخالفة ما انتهت إليه الفتوى الرسمية والقانون العام وهذا هو المعمول به بالفعل .. ومن التدليس والكذب والتعصب وتعمد الإساءة والتلاعب بعقلية الناس .. التركيز على الآراء والاجتهادات المتشددة أو الشاذة أو تلك التي لم تعد تتماشى مع متغيرات عصرنا لاسيما آراء النصوصيين من مدرسة الأثر .. واسقاط واهمال آراء الفقهاء من مدرسة الرأي .. و التي تحمل الكثير من المرونة ومراعاة مقاصد الإسلام الأساسية وترفع الإشكال عن الكثير من التفاسير والروايات والآراء .
بغير مراعاة تلك الأمور سنظل ندور في تلك الدائرة الجهنمية بين الإرهاب والعنف من جانب وبين الحوارات والكتابات المستفزة والتي تنال من كرامة تراثنا وعلمائنا وديننا من جانب آخر .
التصنيفات

ليست هناك تعليقات

إرسال تعليق


الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *