يا دكتور أحمد صبحى منصور .. إن الله عزوجل يقول فى كتابه الكريم { ياأيها الذين آمنوا لما تقولون مالاتفعلون - كبر مقتا عند الله أن تقولوا مالاتفعلون } الصف .. أنت يادكتور البادى والبادى أظلم .. أنت يادكتور لم تترك إماما من ائمة المسلمين بل ومن بعض كبار الصحابة عليهم الرضوان .. إلا واتهمتهم بالضلال والكذب وتلقف الروايات واختراع الأسانيد .. واتهمت أكابر الأمة وأئمتها الأعلام الذين شهدت لهم الدنيا كلها بالعلم والورع والحفظ والصدق بأنهم كانوا يتظاهرون بالتقوى والزهد ، وبأنهم كانوا يلبسون زورا ثياب المسلم المتدين الورع .. وكانوا يخترعون الروايات يكذبون بها على الله ورسوله لخدمة الدولة الأموية تارة والعباسية تارة أخرى .. فإذا كنت تقول أننى قد وهبت حياتى أطوف وأدور حولك بالسب والشتم .. فإنك يادكتور قد وهبت حياتك بالمقابل تطوف وتدور فى سب الصحابة والتابعين وتابعيهم العدول .. وشتمت وتطاولت على أمة محمد صلى الله عليه وسلم كلها كابرا عن كابر بغير استنثناء .. واتهمتها بالضلال والشرك بالله .. اللهم إلا اليهود والنصارى والمجوس والصابئين والعلمانيين والشيوعيون الذين تعتبرهم من أولياء الله الصالحين الذين لاخوف عليهم ولا هم يحزنون .. فهل علمك الأدب القرآنى ذلك ؟؟
وإذا كان كتابى سيمتلىء يوم القيامة كما تقول .. لأننى - كما تزعم - أشتمك واسبك وأنت مجرد شخص واحد وأنا مجرد قارىء ليس لى أتباع أضلهم وأحمل أوزارهم يوم القيامة .. فكيف بكتابك يادكتور يوم القيامة .. وقد تطاولت على تاريخ أمة عمرها أربعةعشر قرنا من الزمان واغتبت آلاف الرجال المؤمنين .. واتهمتهم بكل نقيصة وبالكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم .. لاشك يادكتور أنك إن لم تتب إلى الله .. فسوف تحتاج إلى دار كتب وموسوعات واسطوانات ليزر لتحمل أوزارك وأوزار الذين اتبعوك ، ولاتستطيع أن تزعم أننى أكذب عليك .. وإلا فإننى أتحداك أن تذكر لنا اسم عالم واحد فقط أو امام من الأئمة الذين شهدت لهم الأمة بالعدالة تحترمه وتذكره بخير وتقدره وتشهد له ولاتنال منه ولاتغتابه بالسوء والبهتان أو تطعن فى عدالته وعلمه .. أتحداك يادكتور صبحى .. فلا تحاول يادكتور أن تظهر فى ثوب الحمل الوديع لتكسب عطف الناس الذين لايعرفون حقيقة فكرك المدمر ، وأنت يادكتور قد أكلت لحوم علماء الأمة وخضت فى أعراضهم وفى شرفهم وفى عقيدتهم (..)
واسمح لى يادكتور أن أسألك سؤالا آخر .. إذا كانت الغالبية العظمى من أمة القرآن كانت تعتمد فى فهمها للقرآن الكريم على السنة والأحاديث النبوية .. وهم جميعا فى نظرك لايمثلون المجتمع القرآنى الذى تحدث عنه القرآن .. حيث يجعلون مع كتاب الله كتابا آخر .. فأين يادكتور إذن نجد ذلك المجتمع القرآنى .. الذى تحدث عنه الله فى القرآن الكريم وقال عنه بأنه يخلص العبادة لله ولايشرك به شيئا ويصلى بخشوع ويزكى ويقول الحق ويجاهد فى سبيل الله وتتجافى جنوبهم عن المضاجع ويذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويقوم آناء الليل يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه ويجاهد فى سبيل الله بماله ونفسه ؟؟ .. أين ذلك المجتمع القرآنى يادكتور الذى يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، وأين سيرته وتاريخه ؟؟
واليوم تأتى لتقول إن الإمام البخارى وغيره من العلماء هم أبناء عصرهم اجتهدوا له ومن واجبى أن أجتهد لعصرى .. فكيف يستقيم هذا المعنى مع اتهامك للبخارى ومسلم والأوزاعى وأبو هريرة .. بتلقف الأحاديث وتأليف الأسانيد والطعن فى النبى صلى الله عليه وسلم .. إذا كان البخارى أو مسلم أو الأوزاعى يؤلفون الأسانيد ويكذبون على النبى صلى الله عليه وسلم .. فـكيف تسمى عملهم هذا اجتهادا لعصرهم ؟؟
واسمح لى يا دكتور أن أسالك سؤالا مباشرا صريحا وأترك الإجابة لضميرك الدينى تجيب عليه أمام تلاميذك ومريديك .. هل الإختلاف مع الإمام البخارى وغيره من الأئمة يبيح الكذب على البخارى وعلى التاريخ وعلى الحقيقة ؟؟ هل القرآن أمركم بذلك ؟؟
لقد قلت يادكتور صبحى فى دفاعك الأخير بجريدة الأحرار أن مابين البخارى وبين الرسول صلى الله عليه وسلم ستة أجيال .. وهذا يادكتور للأسف الشديد كذب إن كنت تعلم ، وجهل إن كنت لاتعلم تاريخ البخارى الثابت .. لأن مابين البخارى وبين النبى صلى الله عليه وسلم ثلاثة رجال فقط فى الإسناد العالى كما وضحنا ذلك من قبل .. فالبخارى قد روى عن كثير جدا من أتباع التابعين .. فهل معقول يادكتور مع تاريخك العلمى الطويل .. أنك تجهل هذه الحقيقة التاريخية الثابتة .. أم أنك تتعمد الكذب على البخارى من أجل اثبات التباعد الزمنى والتشكيك فى صحة الأحاديث بالباطل (..)
وإذا كان البخارى كما تقول بينه وبين الرسول صلى الله عليه وسلم ستة أجيال - وهو كما أوضحنا خطأ شنيعا يخالف الحقيقة التاريخية الثابتة - فما رأيك يا دكتور فى أحاديث الأمام مالك الذى روى عن نافع عن بن عمر .. وهو من أقوى الأسانيد ؟؟ .. ومالك هو الذى كان يفتى الناس وملابس رسول الله صلى الله عليه وسلم مازالت على مشجبه .. وقد سمع مالك من كبار التابعين مباشرة من أمثال نافع مولى ابن عمر وزيد مولى عمر وعبد الله بن أبى بكر بن حزم والزهرى ، وسمى مولى أبى بكر .. أى كان بينه وبين صحابة النبى صلى الله عليه وسلم رجلا واحدا .. ومع ذلك فقد روى أحاديث كثيرة من تلك التى ترونها مخالفة للقرآن وللعقل .. فلماذا تهاجمون البخارى بالذات مع أنه تشدد فى قبول روايات الصحيح .. لماذا لاتهاجمون ولاتلعنون الأمام مالك إمام أهل المدينة و صاحب الموطأ الذى جمع الأحاديث قبل البخارى بأكثر من قرن ونصف القرن ؟؟ ، ولماذا لاتتهمون أحمد بن حنبل صاحب المسند الذى روى أضعاف ما رواه البخارى فى صحيحه وكان شيخا للبخارى .. ألم يكن من الأولى أن تلعنوا وتكذبوا شيوخ البخارى قبل أن تلعنوا البخارى نفسه ؟؟ .. من أمثال الشافعى ووكيع بن الجراح و على بن المدينى واسحاق بن راهوية ويحيى بــــــن معين وغيرهم ؟؟.. وإذا كان جمع السنة والأحاديث مصيبة حلت بديار الإسلام لصرف المسلمين عن قرآنهم كما تعتقدون وتصرحون .. فلماذا لاتكون يا دكتور أكثر شجاعة وجرأة فى الحق .. فتـلعن الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز وتكشف كذب ايمانه وزيف تقواه ، وتحذر من منهجه الذى يعتمد على اختراع الأحاديث ؟؟ .. فهو يادكتور وفقا لوجهة نظرك .. سبب كل المصائب التى حلت بالأمة نتيجة لأوامره بجمع وتدوين السنة رسميا ؟؟ وتسبب بذلك الأمر فى ضلال أمة محمد كلها كابرا عن كابر وجعلها تشرك بالله وتجعل مع كتاب الله كتبا أخرى هى كتب الحدبث ..مرة أخرى أناشدك الله يادكتور أن تقول لنا لماذا الإمام البخارى بالذات ؟؟ وهؤلاء جميعا قد سبقوا البخارى بعشرات السنين إلى تلك الجريمة الشنعاء التى هى أكبر من البخارى بكل تأكيد ؟؟
ودعك يادكتور صبحى منصور قليلا من مسألة الأحاديث والبخارى وغيره .. واسمح لى أن أقول لك لماذا لانراك تغار على القرآن ولاتتحرك نخوتك للدفاع عنه إلا أمام أصحاب الحديث فقط ، وهم أحرص منك على صيانة القرآن الكريم ووضع الضوابط لتفسيره .. ولكن العجيب أنك تلتزم الصمت الرهيب تجاه الذين ينتهكون حرمات القرآن وحقائقه ، وشرائعه وعقائده سواء فى دوائر الحكم أو فى دوائر المثقفين والعلمانيين و الملحدين .. مثلا هل أمرك القرآن بالإشادة بعدو الله ورسوله المدعو فرج فوده الذى دعى صراحة إلى إباحة الدعارة ويزعم أن القرآن الكريم يدعو إلى الدعارة بشرط عدم الإكراه تفسيرا لقوله تعالى { ولاتكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصنا } النور .. بل ويزعم أن الله قد ظلم العبيد .. حينما قال الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى ؟؟ حين قال لى بغباء شديد .. ياأخ موجى وماذنب العبد أن يقتل مكان الحر ؟؟ .. بالله عليك يا دكتور .. هل واجهت عدو الله ورسوله فرج فوده بهذا الإفك غير المسبوق حماية وصيانة لكلام الله وقرآنه الكريم ؟؟
والله مافعلتم لدين الله شيئا .. بل فعلتم العكس .. أشدتم بعدو الله فرج فوده الذى كتب كتابا عن زواج المتعة يدعو فيه إلى إباحة الزنا والدعارة .. ورسم على غلافه صورة لأمرأة داعرة شبه عارية .. والمعنى الذى ينطق به هذا الغلاف الفاجر ، وكل كلمة فى الكتاب .. معنى واحد لاثانى له .. وهو أن الإسلام - وحاشا لله - دين دعارة وفوضى جنسية ، ولاأظنك تجهل هذه المعانى التى وردت فى كتاب صديقك فرج فوده عدو الله .. ومع ذلك سمحت لنفسك يا حامى حمى القرآن .. أن تكتب المقدمة وتصف فرج فوده عدو الله ورسوله بالإجتهاد والذكاء و.. فى الوقت الذى تصف فيه أكابر أهل العلم الذين شهدت لهم الدنيا .. مثل أبى هريرة والبخارى ومسلم والأوزاعى تصفهم بأبشع الأوصاف وأحط الألفاظ وأشنعها .. هل هذه هى أخلاق القرآن يادكتور .. أين إذن عشرات الآيات فى الولاء والبراء ، و أين غيرتك على القرآن الكريم ؟؟
ثم تعترف يادكتور صراحة بأنك تحرف الكلم عن مواضعه .. فتكذب على الله وعلى القرآن وعلى الحقيقة وتقول أنك تفسر للأطفال ملك اليمين بأنها الحيوانات الأليفة .. مع علمك بأن الآية محكمة المعنى وأن مراد الله قطعى الدلالة على خلاف ذلك ؟؟ ثم تقول إنك تريد أن توصل معنى (( ماملكت أيمانكم )) إلى الأطفال باستنتاج عقلى معاصر ؟؟ فهل يجوز الكذب على الأطفال يادكتور تحت دعوى الإستنتاج العقلى المعاصر ؟؟ وهل يجوزالكذب على الله وتحريف آياته وتغيير مراد الله منها بدعوى المصلحة ؟؟ هل هذا هو الحرص على القرآن والتمسك بآياته ؟؟ هل تستحي يادكتور من إباحة القرآن الكريم لملك اليمين بالمعنى الذى أراده الله فى كتابه .. فتعمد إلى الكذب على الله وتغير المعنى .. وماذا لو سألك أحد الأطفال عن معنى قوله تعالى { والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين } المؤمنون .. وماذا لو سألك أحد الأطفال عن معنى قوله تعالى ....{وإن خفتم ألا تقسطوا فى اليتامى فانكحوا ماطاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ماملكت أيمانكم ذلك أدنى ألا تعولوا } النساء
وأخيرا تقول يادكتور .. إن أحاديث البخارى لاتخلو من طعن فى النبى صلى الله عليه وسلم ، وتتحدى أن تنشر الأحرار مقالاتك التى تبين فيها تلك الطعون .. وتقول إن البخارى موجود .. فهل تقبلون هذا التحدى .. وأود أن أقول لك أولا بالنسبة للنشر فى الأحرار فأنت تعلم أنه ليس من اختصاصنا وإنما هو لأصحاب الشأن فى الأحرار .. وأما نحن فإننا من جانبنا نقبل التحدى .. لأننا نرفض أن يكون فى مصادر ديننا وأصوله عورات نخشى من افتضاح أمرها .. وثانيا : أطمئنك بأن أعداء السنة قديما وحديثا .. لم يتركوا شاردة ولا واردة فى صحيح البخارى ولا فى غيره من كتب السنة إلا وأثاروا حولها الشبهات على قدر استطاعتهم فردهم الله على أعقابهم خآئبين خاسرين وأنتم تقلدونهم فى ذلك لاأكثر ولا أقل .. وثالثا : فإن الأحرار قد فتحت صفحاتها أخيرا لمنكرى السنة يقولون ما يشاءون من أكاذيب وأباطيل وكلام فارغ .. وهم لم يأتوا بجديد ولا بشىء ذات قيمة يصلح للطعن فى الصحيح .. ولذلك فأنا سعيد جدا بتلك المقالات التى سستكشف عن الحجم الحقيقى لهؤلاء وتكشف النقاب عن الوجوه الغابرة ، وسوف نتعقبهم واحدا واحدا بإذن الله تعالى حتى نقطع دابر هذه الفتنة السوداء .. ولكننا يا دكتور صبحى .. نريد رأس الأفعى لاذيلها .. ورابعا : وهذا هو رأيي الخآص أقول : إن عـدم نشر مقالاتك التى تهددنا بها ، وتتحدى الأحرار أن ينشروها حول أحاديث البخارى التى تزعم أنها لاتخلو من طعن فى الرسول صلى الله عليه وسلم .. هو خيانة لله ورسوله وللعلم والحقيقة وهو إضاعة للأمانة .. أمانة الكلمة .. ولذلك فنحن نقبل التحدى .. لكن الأمر كما قلت لك يرجع لأصحاب القرارفى جريدة الأحرار .. وهذا المقال الذى بين يديك الآن يادكتور هو مجرد مقدمة للرد على مقالك الذى كتبته فى الأحرار .. أكتبه على عجالة من أمرى وأنا أحزم حقائبى أستـــعدادا للسفر إلى بيت الله الحرام ، وإلى مدينة النبى محمد صلى الله عليه وسلـــم .. لأؤدى العمرة على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وعلى مذهب الإمام الشافعى رضى الله عنه ، وسوف أستمر فى معركتى مع أعداء السنة المطهرة .. أقارعهم الحجة بالحجة طالما التزموا بلغة علمية صارمة .. لكننا لن نتهاون مع الكذابين والمنافقين وسوف نصفهم ونقذفهم بما يستحقون من أوصاف وفقا لأوامر القرآن وبالقدر الذى ينجينا بإذن الله من أحكام قــانون العقوبات .. وإنا إذا نــــــزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين (..)
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،
بقلم : محمد شعبان الموجى
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق