الركائز الفكرية الخاطئة فى كتاب ( مجتمع يثرب ) ‍‍!!



محمد شعبان الموجي



^ حدد الشيخ خليل الشيوعى فى مقدمة كتابه ( مجتمع يثرب ) ركائز فكرية ثلاثة بنى عليها نظرته ( الدونية ) لمجتمع المدينة المنورة أو مجتمع يثرب كما يحلو للشيخ أن يسميه كدليل على أن النبى صلى الله عليه وسلم قد أخفق فى تغيير ( مجتمع يثرب ) إلى ( مجتمع المدينة ) .. اللهم إلا بالنذر اليسير الذى لايستأهل تغيير الأسم القديم للمجتمع .. مما يعنى فى النهاية فشل الإسلام كدين وشريعة فى الإصلاح والتغيير .. لأنه إذا صدق كلام الشيخ فى فشل تعاليم القرآن و النبى صلى الله عليه وسلم بين ظهرانى الصحابة والقرآن يثنى عليهم ، وفى المجالات التى أولاها الإسلام عناية خآصة .. فسوف يكون الإسلام كعقيدة وشريعة أفشل من باب أولى فى إقامة ذلك المجتمع الفاضل المنشود فى ظل غياب شخص النبى صلى الله عليه وسلم وفى ظل الحديث عن قضايا احتلت مرتبة أقل فى المعالجة .. ويبدو أن هذا هو مراد الشيخ خليل والعصابة الشيوعية والعلمانية !! 

الركيزة الآولى 

^ يتحدث الشيخ خليل ( الشيوعى ) فى أول سطر من مقدمة كــــــــــــتابه ( مجتمع يثرب ) عن الركيزة الأولى قائلا بالحرف الواحد مايلى : (( فى المجتمع المتحضر العلاقة بين طرفى النوع الإنسانى هى علاقة بين رجل وإمرأة .. أما فى المجتمع البدائى فهى دافع بيولوجى بين فحل وموطوءة وفيه تجد مرادفات كثيرة للملامسة بينهما تشعرك أنها تشغل حيزا وسيعا من تفكيرهم ، أما إذا كان المجتمع بدائيا وذكوريا معا فسوف تجد أن تلك المترادفات عبرت عن علو مكانة الرجل - نقصد العلو المادى - عند التماس ولاتكتفى بأن تموضع الأنثى فى المكان الأسفل بها بل إنها توحى بالتسوية بين الأنثى والـــــدابة وذلك يتضح بجلاء فى كلمات مثل : الركوب والإمتطاء والإعتلاء والوطء )) !! 

بطلانها 

^ وعلى الرغم من أن الشيخ خليل قد أكد أنه سوف يلتزم المنهج العلمى الصارم دون أن يترك مكانا لعاطفة أو تعصب .. إلآ أن أى قارىء يستطيع أن يكتشف بقليل من النظر أن ماذكره الشيخ خليل ليس أكثر من هراء مفضوح تسيطر عليه روح التعصب والعبارات الفجة والنظرة الدونية المسبقة ولاعلاقة له بالمناهج العلمية من قريب أو بعيد وذلك للأسباب المنطقية الآتية : 

أولا : لأن الشيخ خليل الذى يقسم لنا - فى مقدمتة تلك التى ذكرناها - المجتمعات البشرية إلى مجتمعات متحضرة وأخرى بدائية وثالثة بدائية ذكورية .. ويخصص كتابا بـــــــــــــــــأكمله ( مجتمع يثرب ) للحديث عن ملامح ذلك المجتمع البدائى الذكورى الذى تكون فيه العلاقة بين الرجل والمرأة علاقة بيولوجية بين فحل وموطوءة ، ويضرب لذلك مثلا ( بمجتمع يثرب ) أو مجتمع المدينة المنورة .. لم يذكر لنا ولا حرفا واحد عن مكان أو زمان ذلك المجتمع المتحضر الذى تتسامى فيه العلاقة بـــــين الرجل والمرأة بحيث لاتستطيع أن تفرق فيه بين الفحل والموطوءة ؟؟ 

أين يوجد هذا المجتمع ياشيخ خليل فى دنيا البشر .. فى الماضى السحيق .. عند الفراعنة الذين طاف على نسائهم المغيبات ( السيد حورس ) أثناء غياب الأزواج فى أحدى الغزوات حتى يحفظ نسل المصريين من الفناء ؟؟ أم عند اليونان الذين تبوأت فى مجتمعهم العاهرات والمومسات مكانة عالية لانظير لها فى تاريخ البشرية كله ، وأصبحت بيوت العاهرات مركزا يؤمه سائر طبقات المجتمع أم عند الرومان أم الهند .. أم فى الحاضر المعايش الآن فى أوربا أو الأمريكتين أو روسيا الشيوعية أو اليابان أو هونولولو أو هوليوود .. أعتقد أن المنهج العلمى الصارم كان يفرض عليك ياشيخ خليل أن تذكر لنا ولو مثالا واحد من الماضى أو الحاضر حتى يتسنى لنا محاجاتك فيه والنظر فى حقيقة ما تقول بالإحصائيات والحقائق العلمية بدلا من الكلام المرسل !! 

ثم إن المنهج العلمى الصارم كان يفرض عليك يا شيخ خليل أن تذكر لنا أيضا ولو على سبيل المقارنة شيئا ولو قليلا عن كيفية وطبيعة ممارسة تلك المجتمعات المتحضرة لتلك العلاقة الخآصة بين الرجل والمرأة بعيدا عن شقاوة الفحل ودلع الموطوءة و التى تعتبرها من أمارات البداوة ومن مخازى المجتمع الذكورى ( كمجتمع يثرب ) كما تزعم !!.. وأقسم أننى ظللت طوال الليل أقلب كلام الشيخ على كل الوجوه .. فما استطعت أن أتخيل أن تكون علاقة الفراش بين الرجل والمرأة وهى جزء من العلاقة الأسرية التى تقوم على المودة والرحمة و لكن لها طبيعتها الخآصة ، وفقا لحقائق التاريخ البشرى وجغرافيا الكرة الأرضية والواقع المشاهد وحقائق الطب .. فوجدتها من المستحيل أن تقع إلا وفقا للنظرية الرياضية المعروفة بالتباديل والتوافيق .. على حالات أربعة لاخامس لها.. فحل وموطوءة وهو الوضع الشائع فى كل الدنيا منذ زمن آدم عليه السلام .. أو بين فحلـين أو بين موطوءتين وهو مايعرف بالشذوذ وهو مما أباحته تلك المجتمعات المتحضرة فى الماضى والحاضر .. وحالة رابعة يتبادل فيها الفحل والموطوءة وظائفهما البيولوجية وهذا أمر نادر الوقوع جدا .. هذه هى الحالات الأربعة المتصورة .. لا ياشيخ .. هناك حالة خامسة وهى ما تعرف بزواج الإيناس .. يعنى زواج شفوى بالكلام فقط دون تماس .. يعنى لافحل فيه ولا موطوءة مثل زواج الشيخ الطاعن فى السن أو العنين الذى يطلب الطعام والخدمة والتدفئة لاأكثر ولا أقل .. طيب باللـه عليك يا شيخ خليل .. ماذا تريد بالضبط ، وماذا تـحبذ .. وماهى الصورة التى تدعو إليها و التى تزعم أنها سائدة فى المجتمعات المتحضرة .. أو بمعنى آخر لو افترضنا جدلا أن الشيخ قد استعاد حيويته وشبابه مرة أخرى كان عايز ولامؤاخذة يبقى إيه بالضبط .. فحل أم الأخرى أم شىء آخر لم تعرفه البشرية بعد ؟؟ لاأخفى عليكم سرا إذا قلت أننى سأعيش على نار حتى أعرف رأى الشيخ خليل بالضبط فى هذه المسألة .. على شرط أن يتحرر تماما من ظروفه الصحية الآنيــه ومن تجاربه الشخصية التى مر بها !! 

الركيزة الثانية 

^ أما الركيزة الثانية التى يبنى عليها الشيخ كتابه عن ( مجتمع يثرب ) .. فتتمثل فى تقسيم آخر للمجتمعات البشرية إلى قسمين أيضا .. مجتمع مليط ومجتمع نشيط .. المجتمع المليط كمجتمع يثرب .. ( هو الخالى من الأنشطة الرياضية والفنية والأدبية التى تشغل فراغ أعضائه ومن ثم لايجدون منفذا لتصريف الطاقات الحيوية لديهم إلا فى التماس بين طرفيه بحيث يتحول هذا الفعل إلى طقس لابد من ممارسته يوميا حتى إذا أغلقت المنافذ الشرعية سعى الطرفان إلى ممارسته عبر العلاقات غير المشروعة وربما كان السعى من ناحية الأنثى أكثر حثا لأن وقت الفراغ لديها أعرض ) .. أما المجتمعات الأخرى التى تمج بالأنشطة الرياضية والفنية والأدبية فتقل فيها الرغبات الجنسية الجامحة !! 

بطلانها 

وهذه أيضا مقدمة باطلة من عدة وجوه : 
أولا : أن التاريخ البشرى والواقع المعاصر يؤكدان أن طبقة الأغنياء والنخب المترفه التى تعج بالأنشطة الرياضية والفنية والأدبية والسياسية والإقتصادية هم أكثر الطبقات البشرية انحرافا وأكثرهم جريا وراء إرواء غرائزهم واشباع شهواتهم فى الحلال والحرام .. وبالعربى والإفرنجى ، وذلك منذ فجر التاريخ وحتى يومنا هذا ولسنا فى حآجة إلى سرد أوجه ذلك الفساد الأخلاقى أو تلك الإباحية والفحشاء التى تنتشر أكثر ما تنتشر بين المترفين وأهل السياسة والفن والرياضة .. وفى أكثر المجتمعات تحضرا .. فتلك أمور أشهر من أن تذكر وأكثر من أن تحصى .. وأعتقد أن أى محاولة لحصر أوجه الإنحراف الجنسى والسعى الحثيث وراء إشباع تلك الغريزة فى المجتمعات القديمة أو الحديثة والتى تكاد أن تكون الأصل والقاعدة فى الغرب الآن .. ستقلل من إمكانية التصور الحقيقى لذلك الفساد المستشرى هناك كالطاعون ، ولا أظن أن الشيخ خليل لديه الشجاعة أو الجرأة على انكار تلك الحقيقة فإحصائيات الخيانة الزوجية والإغـتصاب والشذوذ والدعارة والأطفال غير الشرعيين احصائيات مخيفة ومذهله .. مع أن تلك المجتمعات ليست مجتمعات ملـيطة ولا عبيطة .. وإنما تمارس كل مايخطر على البال من أنشطة فنية ورياضية وثقافية وسياسية ‍‍!! 
^ وياأيها المدافعون عن عبقرية الشيخ خليل .. اسألوه إن كان ينطق أو يعقل .. هل مجتمع دولة صغيرة مثل ( الفاتيكان ) مجتمع مليط لايمارس فيه أى نشاط فنى أو رياضى .. ؟؟ ولكن لماذا ضربت مثالا بالفاتيكان بالذات .. الجواب لأن فى الفاتيكان وحدها أكثر من مليون بيت لممارسة الفحولة .. ناهيك عن سائر أوكار الفساد التى تخرج عن دائرة الحصر فى الغرب والشرق .. وياأيها الشيخ الجليل هل مجتمع البيت الأبيض مجتمع ملـيط لاتمارس فيه الأنشطة الفنية والرياضية والثقافية والسياسية .. بالطبع لا .. هل الرئيس الأمريكى كلينتون رئيس مليط لايمارس أى نوع من النشاط السياسى والرياضى والثقافى .. بالطبع لا .. إذن فكيف استشرت فيه التحرشات والممارسات الفاحشة على هذا النحو المشين ، ووجد فيه رئيس أقوى دولة فى العالم الوقت لفتح سوستة بنطلونه ليمارس فحولته ويتحرش و يطأ أكثر من موطوءة أمريكية يمارسن بدورهن عشرات الأنشطة والرياضات والثقافية والسياسية .. وياشيخ خليل هل المجتمع الروسى الذى صنعته الشيوعية التى تدين لها بالولاء حتى الآن .. مجتمع مليط .. طيب لماذا أصبح المصدر الرئيسى و الأساسى الآن لتوريد ( الموطوءات ) إلى سائر فحول العالم .. حتى أصبح الخمسة نسوان روسيات بشلن أو بروبيه .. بل أصبحن يوطأن من فحول الشرق والغرب بأكلهن فقط !! 


الركيزة الثالثة 

^ ثم يتحدث الشيخ خليل عن الركيزة الثالثة التى بنى عليها نظرته الآثمة الخاطئة عن مجتمع المدينة /أثرب كما يحب أن يسميه من باب السخرية .. بأنه كان مجتمعا شرها لايعرف من الحياة إلا ممارسة الجنس كطقس يومى حتى ولو اضطر الصحابة أو الصحابيات إلى الزنا والخيانة الزوجية .. والسبب هو حرارة الجو التى تزيد من السعار والشهوة !! 

بطلانها 

وتلك أيضا ركيزة باطلة .. والدليل على ذلك ما ذكرناه سابقا عن كثرة الفواحش والممارسات الجنسية الشاذة واستشراء حوادث الإغتصاب والخيانة الزوجية إلى نسب مرتفعة جدا واحصائيات مرعبة مخيفة فى بلاد شديدة البرودة لاترى الشمس .. وهل هناك ياشيخ خليل أبرد من الشيوعيين فى روسيا وغيرها من بلدان العالم .. بماذا تفسر إذن هذا السعار الجنسى المتفشى هناك .. وهل الجو عندكم فى الحزب شديد الحرارة حتى اضطررتم إلى أغلاق مقاره بعد الثالثة ظهرا بعد اكتشاف حالات سعار بين بعض الرفيقات المناضلات .. أم أن سبب تلك الحالات هو أن حزبكم بدائى ذكورى مليط ؟؟ أنا على نار ياشيخ لمعرفة وجهة نظرك !! 


الميزان الأعوج للشيخ خليل !! 

^ ومن غرائب وعجائب الشيخ خليل أنه فى الوقت الذى يغطرش فيه عن مظاهر الفساد والإنحراف الجنسى المتفشى فى المجتمعات المتحضرة و( فلسفة البلاى بوى ) و( البيبى دول ) والأشكال اللآنهائية من ( ملابس الفراش ) والأزياء المثيرة والتى تترجم النظرة الحقيقية والوظيفة الأولى للمرأة فى تلك المجتمعات المتحضرة ، ويصف فيها العلاقة بين الرجل والمرأة بأنها تقوم على الإحترام المتبادل .. بالرغم من كل هذا يتخذ الشيخ خليل الذى يزعم التزامه بالمنهج العلمى الصارم .. من آحاد الجرائم ( على فرض ثبوتها على الوجه الذى ذكره الشيخ خليل ) والتى وقعت فى مجتمع المدينة المنورة أو يثرب فى زمن النبوة .. دليلا على انتشار الزنا والخيانات الزوجية بين الصحابة ومجتمع المدينة وهذا شىء عجيب .. فالجرائم التى ذكرها الشيخ فى كتابه واجتهد فى جمعها من مصادر مختلفة لم تتعد أصابع اليد الواحدة فى كثير من الأحيان .. وتعالوا بنا لننظر فى حجم تلك الجرائم التى وقعت فى ثلاثة عشر عاما هجريا بالتمام والكمال ، والتى لاتعادل وبدون أدنى مبالغة ما يقع من جرائم مماثلة فى دقيقة واحدة فى أكثر المجتمعات البشرية تحضرا .. مما يؤكد على عبقرية هذا الدين ونجاحه فى إقامة أفضل مجتمع بشرى على وجه الأرض !! 

وعلى سبيل المثال أجهد الشيخ نفسه فى جمع أربعة حوادث شروع فى اغتصاب طوال العصر النبوى .. بعضها أورده الشيخ دون تصحيح ولا تمحيص من جهة النقل مخالفا بذلك الشرط الذى قطعه على نفسه : 

الأولى : قصة الأنصارى الذى خان أمانته وحاول اغتصاب زوجة صاحبه الذى آخى النبى صلى الله عليه وسلم بينهما .. وكانت المرأة أيضا فى تلك الواقعة فى غاية العفة والشرف .. مع أنها كانت تستطيع أن تمارس طقسها اليومى ( على رأى الشيخ ) وهى آمنة مطمئنة .. لنهى النبى أصحابه عن طرق الأبواب ليلا .. وكانت تستطيع أن تفعل .. بسبب الظلام الدامس وعدم اضاءة الشوارع حينذاك .. وكانت تستطيع أن تفعل بسبب المجتمع المليط الذى عاشت فيه .. وكانت تستطيع أن تفعل بسبب حرارة الجو وتوهج الغرائز .. وتلك هى ركائز خليل التى بنى عليها نظرته الخاطئة الآثمة .. تهاوت جميعا أمام عفة وشرف إمرأة المدينة / أثرب .. فالمرأة قاومت ووزجرت صاحب زوجها بقولها : ( سبحان الله خنت أمانتك وعصيت ربك ولم تصب حاجتك ) .. وتلك هى عظمة الإسلام !! 

والثانية : قصة بائع التمور الذى انتهز فرصة خلوته بالمرأة الحسناء التى جاءت تعامله فهجم عليها واحتواها بين ذراعيه وقبلها ويبدو ( حسب قول الشيخ خليل نفسه فى صفحة 31 ) أنها قاومته فاستحى من نفسه وندم على فعلته .. بل وذهب إلى النبى صلى الله عليه وسلم ليتوب توبة نصوح .. فهنا أيضا نجد مثالا ثانيا وأنموذجا عظيما تقدمه لنا تلك المرأة للعفة والشرف رغم حرارة الجو والمجتمع المليط من الأنشطة ورغم أنها بنت مجتمع بدائى ذكورى .. وهكذا وللمرة الثانية تتهاوى ركائز الشيخ خليل ( من خلال ماسطره بيمينه ) فى تقييم مجتمع النبوة والحكم عليه .. وفى القصة أيضا صورة مشرقة للرجل التائب الذى يقدم بين يدى النبى صلى الله عليه وسلم طالبا العفو والتوبة .. مما يدل على أن هذا الخطأ أمر طارىء فى حياته !! 

والثالثة : والتى يبدو أنها على الأرجح نفس القصة السابقة .. يذكرها خليل كحادثة مستقلة حتى يكثر الخير ؟؟ .. رجل أصاب من امرأة ( قبلة ) فأتى النبى صلى صلى الله عليه وسلم فذكر له ذلك فأنزل الله تعالى هذه الآية ( أقم الصلاة .. إلى قوله إن الحسنات يذهبن السيئات .. ألم تسأل نفسك يا خليل ياعبقرى يا مستنير يا مجتهد .. كم تمثل تلك ( الـقبلة ) بين فحل وموطوءة فى مجتمع بدائى ذكورى مليط شديد الحرارة يمارس فيه الجنس كشىء عادى و كطقس يومى سواء فى الحلال أو الحرام كما ترميه أنت بالأفك والكذب والبهتان .. ألم تسأل نفسك ياعبقرى .. لو كان الزنا فى مجتمع المدينة المنورة شىء عادى وطقس يومى كما ترميه بذلك .. فعل كان الرجل سيهرع فزعا إلى النبى صلى الله عليه وسلم ليعلن توبـته وندمه من مجرد ( قبلة ) !! 

والرابعة : يرويها خليل فى صفحة 33 من كتابه .. عن عبد الله بن مغفـل قال : لقى رجل إمرأة كانت بغيا فجعل يداعبها حتى بسط يده إليها فقالت : ( مه) إن الله قد أذهب الشرك فتولى فأصابه الحائط فشجه فأتى النبى صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال : { أنت عبد أراد الله بك خيرا ، وإذا أراد الله بعبد خيرا عجل له العقوبة فى الدنيا } .. وهكذا نجد أنفسنا للمرة الرابعة أمام أنموذجا رائعا فريدا لأمرأة يثرب التى كانت بالأمس القريب تحترف الزنا والدعارة .. لكنها اليوم فى مجتمع المدينة المنورة تلتزم العفة والطهارة وتأبى أن تنساق إلى مجرد المداعبة السطحية باليد .. رغم أنها فى مناخ حار وفى مجتمع مليط وبنت مجتمع بدائى ذكورى يمارس الجنس كطقس يومى كما يزعم خليل .. وهكذا وللمرة الرابعة على التوالى تسقط ركائز الشيخ خليل الباطلة !! 

خلط الشيخ بين قابلية الخطأ وقابلية التوبة والندم !! 

^ لكن الشيخ خليل لاينظر إلى تلك الروايات إلا من الزاوية السوداوية الضيقة التى تتيح له تجريح أعظم من أنجبت البشرية .. فلا ينظر إلا إلى ( قابلية الخطأ والزلل ) التى يتميز بها الإنسان ( كشىء قدرى ) عن الملائكة وعن الشياطين .. لكن الشيخ يغطرش على نجاح الرسالات السماوية وعلى رأسها الإسلام فى خلق مجتمع بشرى له ( قابلية التوبة والندم ) .. وتلك هى مهمة الرسالات السماوية .. والخلط بين مهمة القضاء على ( قابلية الإنسان للخطأ والزلل ) والتى تتنافى مع التصورات القرآنية و تخرج عن طبيعة البشر كما قدمنا وبين مهمة الرسالات السماوية فى خلق ( قابلية الإنسان للتوبة والندم والمراجعة ) .. هذا الخلط الشائن هو من أهم الأسباب التى دفعت الشيخ بجهالة إلى الحكم على مجتمع المدينة المنورة بالفشل والإخفاق فى خلق مجتمع انسانى مثالى !! 

وللحديث بقية بمشيئة الله تعالى 

بقلم : محمد شعبان الموجى 





TAG

ليست هناك تعليقات

إرسال تعليق


الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *