فهم النصوص الشرعية على طريقة ( فرويد ) !!



محمد شعبان الموجي

الشيخ خليل الشيوعى شاتم الرسول صلى الله عليه وسلم .. آل إيه تحدث هاتفيا إلى جريدة الأحرار ليشكرنى على مقالى الأخير الذى كشفت فيه عن سوء فهمه وظنه واستطالته وتشنيعه على الصحابة الكرام ، و سبه للنبى محمد صلى الله عليه وسلم !! 

والشيخ الشيوعى سعيد جدا بتلك المقالات ويزعم أنه قد فهم (( على عكس ماقصدت فى مقالاتى بالطبع )) .. أننى أؤيده وأدعم مواقفه الفكرية والنفسية فى تطاوله على خير البرية وعلى صحابته الكرام عليهم رضوان اللـه وأننى كذلك قد أثبت صحة ادعاءاته وأباطيله .. والحقيقة أن الشيخ خليل حر فى أن يفهم ما أقول أو عكس ما أقول فهذه هى قدراته العقلية التى عهدناها عليه فى الفهم .. لكن أن يحاول الشيخ خليل أن يدخل الشك فى نفسى ، وأن يصرفنى عن مهمتى المقدسة فىالتصدى له ولآمثاله من المتطاولين على الإسلام ورسوله صلى الله عليه وسلم .. فأقول له ياشيخ كان غيرك أشطر !! 

أن ثقتى بنفسى والحمد لله أكبر بكثير مما يظن .. لأنها ثقة مستمدة أساسا من ثقتى اللانهائية فى عظمة هذا الدين وخلوده وعظمة رسوله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام عليهم الرضوان .. ولذلك فقد يلحظ القارىء أن فى كتاباتى شىء من الإختيال وقد يتهمنى البعض بالبلطجة الفكرية .. وهذا كله صحيح .. لأن اللـه عزوجل يحب اختيال الرجل نفسه عند ( القتال ) وعند ( الصدقة ) .. وأما ( الإختيال ) الذى يبغضه اللـه فهو ( الإختيال فى الباطل ) .. مثل ذلك الذى تتسم به مقالات خليل الحاقدة الفاقدة .. فالله عزوجل يبغض الإختيال فى البغى والفخر .. إننى أعرف يقينا أن مقالاتى الأخيرة قد أوجعت خليل الشيوعى وأصابته فى مقتل بعد أن كشفت عن قدراته العقلية المحدودة فى فهم النصوص وتعمده إساءة الظن بالله ورسوله والمؤمنين والـتنقص من الدين وشتم الرسول صلى الله عليه وسلم ونعتــه بأبشع الأوصاف التى لايرضاها أى انسان لنفسه !! 

إن هدفى كله فى النهاية هو حماية بعض القراء الذين قد يقعوا ضحية للمهمة الفكرية القذرة التى يتبناها الشيخ بقدراته الفائقة على أثارة الشبهات و الكذب والتدليس وسوء الفهم وإساءة الأدب مع الله ورسوله والصحابة الكرام ، ومواهبه الفذة فى القدرة على الكشف فى القاموس المحيط للفيروز أبادى ومختار الصحاح ولسان العرب .. عموما فإن المعركة مع خليل الشيوعى لم تبدأ بعد !! 

وفى هذه الجولة السياحية التى يتهددنا فيها خليل الشيوعى ( إن لم نكفى على الخبر ماجورا ) .. بتلطيخ وجه الإسلام وفضح ماأسماه بالفضائح والمخازى التى وقعت فى الفترة الذهبية .. فى تلك الجولة .. يسلك خليل للأسف الشديد سلوك بعض المراهقين والسفلة الذين كانوا كلما سمعوا كلمة أو رأوا صورة شىء ما أو جسم على هيئة خرطوم مياه أو ثمرة الخيار والكوسة مثلا .. انقلب حالهم ، و تحولت تلك الكلمات و الأشياء والخراطيم وثمار الخيار والكرنب فى أذهانهم ( على طريقة فرويد ) إلى كلمات ورموز ومعانى وإشارات جنسية وأخذوا ـ من ثم ـ فى الهمز واللمز والتعليق عليها وعلى قائلها بعبارات سوقية مبتذلة .. رغم أن قائل تلك الكلمات أو الممسك بتلك الأشياء لايقصد إطلاقا أىَّ من تلك المعانى .. وهذا بالضبط ما يفعله خليل مع أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم التى تعالج أمورا فقهية خآصة بالطهارة من الجنابة والنجاسات كما رأينا فى المقال الأول مثلا !! 

و سلوك خليل فى جولته الحاقدة الفاقدة هذه المرة .. أشبه كذلك بسلوك صبى مراهق أو رجل من السوقة تسلل إلى جلسة سرية من جلسات محكمة الأحوال الشخصية ليسترق السمع إلى كثير من الأسرار الشخصية والجنسية التى تفرض الضرورة على أصحابها إلى سردها و حكايتها أمام القاضى والخصوم رفعا للظلم عن المظلومين وتصحيحا لأوضاع أسرية وانسانية كثيرة وتوفيقا لكثير من الأحوال الشخصية للعائلات .. وغالبا ماتسرد المرأة فى تلك الجلسات كثير من تلك الأمور الجنسية الخآصة وهى تبكى حرقة باحثة عن مخرج قانونى تستطيع بعده أن تنال حقها الطبيعى فى الحياة ولايدور فى ذهنها فى هذا الوقت العصيب .. أى نوع من الإغراء أو الإثارة أو التلذذ بسرد مثل تلك الأمور التى قد تجد أكثر النساء مشقة وحرج نفسى كبير فى سردها أمام القاضى والخصوم وهيئة الدفاع .. والقاضى والخصوم وهيئة الدفاع يستمعون بدورهم إلى تلك الأمور الجنسية الخآصة حتى يصدر الحكم بعد ذلك مستوف لكآفة أسباب العدالة .. قد يصدر الحكم بالطلاق أو رفض الطلاق أو النشوز أو الطاعة أو غير ذلك من احكام الأحوال الشخصية المعروفة .. وبالطبع فلا يعيب المرأة المدعى عليها أو المدعية .. أن تتحدث صراحة عن تلك الأمور ولايعيب كذلك القاضى أو الشهود أو هيئة الدفاع أن يستمعوا هم أيضا إلى تلك الروايات كى يؤدى كل منهم دوره فى تحقيق العدالة وتحقيق الإستقرار داخل الأسرة .. لكن العيب كل العيب على ذلك الشخص المراهق الساقط الذى يتسلل خفية فى قاعات المحاكم للتلذذ بمصائب الناس التى قد تمس أخص خصوصياتهم .. وبالطبع فإن وقوع مثل تلك القضايا شىء طبيعى جدا يحدث فى كل زمان وفى كل مكان .. دون أن يستنكره أحد لا على المرأة ولا على الرجل ولا على القاضى ولا على الشهود ولا على هيئة الدفاع .. ولم نسمع قبل ذلك من يقول أو يزعم بأن الجلسات السرية التى تعقدها محاكم الأحوال الشخصية قلة أدب أو إباحية .. ولم نسمع كذلك أن تحقيقات النيابة والقضاء فى قضايا الدعارة ودعاوى الزنا بما تشمله من تفاضيل جنسية دقيقة قلة أدب أو إباحية .. وتلك بديهيات آسف لأننى مضطر إلى تأكيدها !! 

لكن الشيخ خليل الشيوعى وعلى (( طريقة فرويد أو الشباب المراهق )) .. ينظر إلى دعوى امرأة ضد زوجها تتهمه فيها بالضعف الجنسى .. سواء أكانت المرأة صادقة أم كاذبة هذا لايهم بالطبع .. بأنها إباحية وقلة أدب .. لالشىء إلا لأن القضية قد وقعت فى زمن النبوة وكان القاضى فيها هو رسول الإنسانية وسيد الخلق والمشرع الأول عن الله .. لقد تحولت القضية فى نظر الشاب المراهق أو خليل الشيوعى من قضية أحوال شخصية إلى كلام جنسى فاحش لاتجرؤ أى مصرية مهما بلغ بها التحرر ( حسب زعمه ) أن تذهب بنفسها إلى القاضى وتصرح بضعف زوجها الجنسى .. ياشيخ بالله عليك ألم تسمع فى حياتك ولو مرة واحدة عن امرأة مصرية وقفت أمام قاضى أحوال شخصية تطلب تطليقها خشية الفتنة .. وانت أعلم منا بمعنى الفتنة المقصودة .. ألم تسمع فى حياتك ولو تشكو إليك إمرأة مصرية واحدة كمحامى .. شذوذ زوجها أو ضعفه الجنسى أو هجره لفراشها أو تغيبه فى بلاد النفط !! ألم تسمع ياشيخ عن إمرأة مصر الجديدة التى وقفت أمام القاضى وعشرات من هيئة الدفاع والخصوم لتحكى بالتفصيل الممل كيف كان زوجها يأمرها بمواقعة أصدقائه وجيرانه ثم يقوم بتصويرها بكاميرا الفيديو كما يفعل مخرجو السينما .. ألم تسمع ياشيخ عن آلاف من المصريات اللآتى يضبطن فى قضايا الدعارة فيذهبن إلى وكيل النيابة عاريات بالملاءة ليعاين بنفسه الحالة على الواقع .. ألم تر ياشيخ عشرات المسافحات والمتخذات أخدان وفنانات الإغراء والراقصات اللآتى يتجاوزن عددهن فى مصر عشرون آلف راقصة وهن ( يشخرن ) و( يتلفظن ) بأبشع الألفاظ الجنسية على أشرطة فيديو أعياد الميلاد .. ألم تسمع عن العشرات من رموز مصر الفنية اللاتى اعترفن أمام القاضى أو فى مذكراتهم المعلنة بإكراه أزوجهن من أثرياء العرب على ممارسة الشذوذ الجنسى بالإضافة إلى عشرات الفضائح المخزية .. إن هناك مصريات ياشيخ .. يعتلين موائد لعرض الأزياء بينما تتجه مئات الكاميرات لتدور حول أجسادهن كيفما يشاء صاحبها ، وهناك مصريات يقدمن عروض أزياء للملابس الداخلية أمام الآلاف من تلك الكاميرات والعيون الجائعة .. وهناك مصريات يشتركن فى مسابقات ملكات الجمال ويخضعن لكآفة الإختبارات التى تتحسس كل مكان فى أجسادهن .. ثم ألم تر ياشيخ معالى زايد فى فيلم لاأذكر اسمه الآن وهى تترجم بالحركة عن مريضها الأخرس أمام القاضى بإدخال الأصبع الوسطى ليدها اليمنى فى قبضة يدها اليسرى وفى إشارة جنسية فاضحة .. لماذا تكذب ياشيخ وتزعم أنه لاتوجد مصرية واحدة تجرؤ على الوقوف أمام قاضى الأحوال الشخصية لتتهم زوجها بالكناية وليس بالتصريح .. بالضعف الجنسى .. مع علمك يقينا بوجود إمرأة أو أكثر تخصصن فى تلقى الإعترافات التى تغرق فيها مع صاحبها أو صاحبتها فى أدق تفاصيل العلاقات الجنسية الطبيعية والشاذة .. وهناك برنامج كان تقدمه مذيعة مصرية عن الجنس بصراحة .. كل تلك البلاوى التى نراها ونسمعها عيانا بيانا .. ومع ذلك تتعمد الكذب مرتين .. مرة بتلطيخ الفترة الذهبية للإسلام .. ومرة أخرى لتجميل واقع اجتماعى فاسد ومنحــــــــــرف !! 

ثم إن المرأة التى ذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تزعم ضعف زوجها الجنسى .. لم تتحدث صراحة وإنما تحدثت بالكناية والإشارة المهذبة .. ومع ذلك فقد استنكر عليها ذلك خالد بن سعيد بن العاص وهو ياشيخ من الصحابة .. وطالب أبابكر الصديق التدخل لمنع تلك المرأة من الإستمرار فى الحديث عن شكواها الجنسية من زوجها ولو بالكناية .. لكن النبى صلى الله عليه وسلم اكتفى بالتبسم واقر المرأة على حقها فى التقاضى .. ليرفع بذلك الحرج عن أمته وليمنح المرأة حقا ربما حرمته عليها كثير من الأمم .. أى حقها فى التقاضى حتى ولو كان فى قضية تمس حياتها الخآصة .. وحقها المشروع كذلك فى الإستمتاع بالحياة الجنسية .. مثل الرجل تماما بتمام .. فهل يلام الأسلام ورسول الإسلام أو يذم بالغمز واللمز على أقرار مثل تلك الحقوق الإنسانية للمرأة أم يمتدح ويحسب ذلك فى رصيده الحضارى والإنسانى ‍‍!! 

أما الأهم من ذلك كله .. أن الشيخ يزعم كما سبق أن قدمنا .. أن قيم وتقاليد مجتمع المدينة المنورة .. كانت على عكس مايريد ( الإسلامويون ) أن يزعموه .. كان مجتمعا إباحيا يجيز للنساء أن يفحشن بالقول وأن يتلذذن بالأحاديث الجنسية فى حضرة النبى صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام .. وأن هذا كان هو الإتجاه السائد فى المجتمع .. وهنا يبلغ الشيخ خليل الشيوعى قمة الغباء والجهل والجهالة فى الإستنباط والفهم .. ففى القصة الأولى التى سألت فيها أم سليم النبى صلى الله عليه وسلم عن حكم جنابة المرأة .. اعترضتها أم سلمه رضى الله عنها قائلة لها : لقد فضحت النساء .. وفى قضية رضاع الكبير .. رأينا كيف أن الرأى السائد فى المدينة كان يعارض الآثار المترتبة على تلك الرضاعة .. وكيف أن سائر نساء النبى صلى الله عليه وسلم (( بخلاف السيدة عائشة قبل أن يوضح لها النبى صلى الله عليه وسلم عدم جدوى تلك الرضاعة وعدم ترتب أى أثر لها )) .. رفضن وأبين جميعا أن يدخل عليهن أحد بتلك الرضاعة .. إلى جانب اجماع الصحابة والتابعين وتابعيهم على عدم الإعتداد بتلك الرضاعة .. وفى القصة التى بين أيدينا الآن رأينا كيف اعترض خالد بن سعيد على تحدث المرأة عن قضية أحوال شخصية خآصة بالجنس .. كل تلك الإعتراضات تؤكد على طبيعة القيم والتقاليد المحافظة التى سادت مجتمع المدينة وأن الرأى السائد بين الصحابة كان لديه حساسية زائدة من الحديث عن تلك الأمور الجنسية التى نهانا رسول الإسلام صلى الله عليهه وسلم من الخوض فيها بلا ضرورة .. فقد نهى صلى الله عليه وسلم عن الفحش والتفحش .. ونهى الأزواج والزوجات عن الخوض فى حكاية مايقع بينهما من علاقات خآصة وشبه من يفعل ذلك بشيطان التقى بشيطانه .. لكن خليل مثله كمثل الذى إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث .. أى لا ولن يقتنع بأى دليل نقدمه إليه حتى ولو كان أرسخ من جبل المقطم .. لأنه ببساطة شديدة يستمد مكانته بين الشيوعيين والعلمانيين بتطاوله البذىء الغبى على صاحب الشرع الحنيف وعلى كتاب الله وعلى الصحابة الكرام ، ولأن وجوده ككاتب متميز أصبح مرهونا بقدراته الغبية على تلطيخ وجه الإسلام وكله فى النهاية أكل عيش والســـــــلام !! 

وللحديث بقية إن شاء الله تعالى 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، 

بقلم : محمد شعبان الموجى
TAG

ليست هناك تعليقات

إرسال تعليق


الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *