النقطة الفارقة بين الإخوان وغيرها

النقطة الفارقة بين الإخوان وغيرها




أولا : لنبحث عن الفكرة أو الأيدلوجية التي تفرق بين الإخوان وغيرها من الجماعات والقوى السياسية والمؤسسات الدينية .. الإخوان لا تختلف عقديا ولا فقهيا عن غيرها من المؤسسات الاسلامية .. ولا تختلف كذلك عن غيرها من القوى السياسية في الرغبة في التغيير وازاحة الحكومات المستبدة أو الفاسدة او غير الديمقراطية .. فالغالبية العظمى تنشد التغيير والانتقال لدولة ديمقراطية حقيقية .. وانما تكمن خطورة ايدلوجية الجماعة في إنشاء كيان مواز للدولة له حاكم وحكومة او مرشد ومجلس ارشاد يدين له المنتمون للجماعة بالسمع والطاعة والولاء بناء على بيعة شرعية .. ولذلك تعتبر الجماعة دولة داخل الدولة. او نواة لدولة الخلافة داخل كيان الدولة الوطنية .. بحيث يتضخم هذا الكيان الموازي مع الوقت ويصبح اقوى من الدولة الوطنية .. وبذلك يكون لدينا دائما حاكمين وحكومتين .. مرشد ومجلس ارشاد. ورئيس ومؤسسات .. وهذا الوضع يستحيل ان يقبل به اي حاكم او حكومة مهما بلغت في التسامح والديمقراطية .. وهذه الايدلوجية لم تكتف بخلق كيان مواز للدولة بل خلقت كيانا مواز للاسلام ذاته .. وهنا تكمن الخطورة .. ولذلك فجميع الانتقادات التي وجهت للاخوان تعلقت بالأخطاء الحركية او تصرفات القيادات .. كما تعلقت بتوصيف المجتمع الذي يؤدي تلقائيا الى تكفيره حتى وان كان تكفيرا غير معلن او الشعور بان غير الاخواني ناقص الإيمان وان صام وصلى وحج البيت الحرام وانى بكل فضائل الاعمال .. ولذلك فهذا الخطأ الجوهري وهو العمل ككيان سياسي مواز للدولة وككيان ديني مواز للاسلام هو الذي يجعل الصراع بين الجماعة وبين الدولة وبين الجماعة وبين غيرها من المؤسسات الدينية صراعا حتميا
TAG

ليست هناك تعليقات

إرسال تعليق


الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *