لماذا لم يأخذ المسلمون الفاتحون أهل مصر عبيدا وسبايا
● سؤال .. لماذا لم يأخذ المسلمون الفاتحون أهل مصر عبيدا وسبايا كما تصور بعض الأقلام الحاقدة على الفتوحات الإسلامية التي أنارت الأرض بنور الإسلام ؟ وحتى لانبعد عن صلب السؤال .. أذكر لكم رواية رواها من يرى أن الفتوحات كانت شرا مستطيرا واعتداء على أهل مصر .. ورغم أنها تحمل كما سنرى عظمة العدل الإسلامي إلا أنه اعتبرها وحشية وقسوة واعتداء .
● كانت قرى قليلة جدا من قرى مصر قاتلت الفتح الإسلامي ، فسبوا منها قرية يقال لها بلهيب ، وقرية يقال لها الخيس ، وقرية يقال لها سلطيس ... فوقع سباياهم بالمدينة ، فردهم عمر بن الخطاب إلى قراهم ، وصيرهم وجماعة القبط أهل ذمة .
وعن يزيد بن أبي حبيب أن عمرا سبى أهل بلهيب وسلطيس وقرطيا وسخا ، فتفرقوا وبلغ أولهم المدينة حين نقضوا ثم كتب عمر بن الخطاب إلى عمرو بردهم ، فرد من وجد منهم .
وفي رواية أن عمر بن الخطاب رضى الله عنه كتب في أهل سلطيس خاصة : " من كان منهم في أيديكم فخيروه بين الإسلام ، فأن أسلم فهو من المسلمين ، له ما لهم وعليه ما عليهم ، وان اختار دينه ، فخلوا بينه وبين قريته " .
وفي رواية أن أهل سلطيس وقرطيا وبلهيب ظاهروا الروم على المسلمين في جمع كان لهم فلما ظهر عليهم المسلمون ، استحلوهم وقالوا : هؤلاء لنا فئ مع الإسكندرية ، فكتب عمرو إلى عمر بن الخطاب بذلك ، فكتب إليه عمر ، أن تجعل الإسكندرية وهؤلاء الثلاث قريات ذمة للمسلمين ، وتضرب عليهم الخراج ، ويكون خراجهم وما صالح عليه القبط قوة للمسلمين على عدوهم ، ولا يجعلون فيئا ولا عبيدا ففعل ذلك ويقال إنما ردهم عمر رضى الله عنه لعهد كان تقدم لهم.
كتاب الخطط للمقريزي الجزء الأول(8) صفحة 309 و 310
● هذه الرواية التي تدل على عظمة الإسلام وعلى عدل عمر بن الخطاب رضي الله عنه مع أهل هذه القرى التي تحالفت مع الروم الكاثوليك ضد الفتح الاسلامي اعتبرها الموقع المسيحي أنها وحشية وقسوة .
● بقي أن اقول أن عدد الفاتحين العرب لم يتجاوز ال 4000 مقاتل .. بينما كان عدد سكان مصر حوالي 8 مليون .. وقد ذاب العرب الفاتحون في مصر .. وأسلم من اسلم من أهل مصر .. وبقي على دينه من اليهود والنصارى من بقي .. فالكل مصري وبينهم نسب وصهر وغالبية المسلمين في مصر أجدادهم من النصارى .. ولايمكن أن يكون الفتح الاسلامي لمصر احتلالا وغزوا .. كما لايمكن اعتبار الفتوحات الإسلامية للبلاد الأخرى غزوا واحتلالا لأنها لم تكن لنصرة جنس أو عنصر أو طائفة أو قبيلة بل كانت لنصرة الحق .. و بعد أن رضي أهل تلك البلاد التي فتحها المسلمون بالاسلام وشاركوا هم بدورهم في نشر الإسلام وكان منهم القادة والسادة والعلماء والفقهاء وعلماء اللغة وشاركوا في بناء حضارة أنارت العالم كله وقت أن كانت الانسانية في حالة احتضار ووثنية ومادية .. لايزعم ذلك إلا كاره حاقد فاقد .
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق