في منشوري هذا بيان للخطأ الجوهري الذي وقعت فيه جماعة الإخوان .. وهي الجمود عند فكرة الشيخ حسن البنا تكوين كيان مواز لدولة كانت مجرد ولاية تابعة لدولة الخلافة العثمانية .. ثم حدث في اعقاب سقوط آخر خليفة للمسلمين .. ونشوب صراع مجتمعي مرير بين أنصار الدولة الإسلامية وإعادة الخلافة ولو شكليا .. وأنصار الدولة القومية ومأنصار الدولة الوطنية .. فكان من الطبيعي أن يحاول الشيخ البنا الذي كان من أنصار إعادة الخلافة كملايين المسلمين وقتها أن يؤسس لكيان مواز للدولة المهترئة والتي لم تحسم هويتها بعد .. لكن مع ترسيخ أقدام الدولة الوطنية اصبح وجود كيان مواز للدولة أمر خطير على الكيانات الدعوية وعلى الدولة ذاتها وكان ينبغي على الإخوان تغيير استراتيجيتهم ودخولهم بقوة في الحياة الحزبية لاسيما في عصر السادات ومبارك .. بعد حل الجماعة سياسيا .. ( وهذه كانت نصيحة أردوغان التي لم يستمع إلها الإخوان )
وهي نفس فكرة وجود حزب الله / حماس / جماعة فتح الله غولان / جماعات الإسلام السياسي السلمية والمسلحة على نفس الأساس الذي قام عليه الكيان الصهيوني .. إنشاء كيان مواز للدولة يتغلل داخل المؤسسات ويتضخم مع الوقت ويستغل كل الظروف المواتية ليتحول مع الوقت إلى دولة داخل الدولة ثم يتضخم فيبتلع الكيان الوطني كله لتصبح الدولة مع الوقت جزء من الجماعة أو الكيان .. نجحت هذه الفكرة مع الكيان الصهيوني ثم مع حزب الله وكادت أن تنجح في تركيا وفي مصر عقب الثورة .. وهي فكرة خطيرة مازالت مسيطرة على قطاعات كبيرة من تلك الجماعات التي ترفض أن تسلك طريق الحزبية السياسية والتخلي عن فكرة تشكيل كيان مواز للدولة يدخل في صراعات مستمرة تنتهي إلى كوارث بالنسبة للجماعات وبالنسبة للأوطان أيضا . وهذه هي عقدة المشاكل كلها .
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق