حتى لاتتحول الكنائس إلى مشروع سياسى ‍‍!!





& أخطأت الحكومة المصرية خطأ جسيما حينما سمحت لنفسها بإستقبال الوولف الأمريكى أو المندوب السامى الأمريكى المخول من الكونجرس بمراقبة أحوال نصارى مصر وكتابة التقارير السرية والمعلنة حول أحوال الأقليات .. وعاد الوولف إلى أمريكا ليخلط الحق بالباطل وليردد مزاعم كاذبة وأكاذيب أعدت مسبقا حول اضطهاد النصارى فى مصر ، وسط لغط وضجيج عال وعويل أمريكى مصطنع .. يهدف إلى اشعال فتنة طائفية وتفتتيت النسيج الوطنى لفتح أبواب التدخل الإستعمارى المباشر وليمارس كآفة الضغوط الإقتصادية وفرض حصار اقتصادى على مصر حتى يكتمل الطوق حول عنق الأمة العربية ‍‍ !! 

& ولاشك أن مواجهة مثل تلك المؤامرة يجب أن يقوم أولا على المصارحة والمكاشفة والمناقشة الهادئة الهادفة حول العديد من القضايا التى تثير حفيظة بعض المعصبين والمغرضين ولذلك فنحن نقدم فى هذه العجالة وجهة نظر حول قضية جوهرية فى مسألة الإضطهاد المزعوم كمثال فقط وهى بناء الكنائس !! 

& فنود أن نؤكد بداية أنه لاتوجد مشكلة شرعية لإستحداث وبناء كنائس أو معابد جديدة فى بلد إسلامى مثل مصر بالذات .. ففى المذاهب الفقهية المتعددة المعتمدة متسع لذلك .. ولكن بشرط الحآجة الحقيقية إلى تلك الكنائس .. لأن المشكلة الحقيقية أن مسألة بناء الكنائس تحولت مع ظهور وتصاعد التيار السياسى النصرانى إلى ركيزة وهدف سياسى لاتعبدى .. بغية تغيير الملامح الإسلامية للمجتمع المصرى .. وهو أمر ممنوع شرعا حيث يتعارض مع عقد الذمة ومع أمور شرعية أخرى .. مما يعنى أن تلك الهوجة التى يتبناها هذا التيار العلمانى والشيوعى المتطرف .. ويقومون فيه بتحريض رخيص للقوى الخارجية والداخلية .. ليست من أجل حل أزمة المصلين أو المتعبدين فى الكنائس .. وإنما يفعلون ذلك ويقفون هذا الموقف الخسيس نكاية فى المسلمين .. لأنهم لو كانوا حريصين على حل أزمة المصلين .. لما طالبوا فى الوقت ذاته بالحد من بناء المساجد مع شدة حآجة المجتمع إلى المزيد منها .. ونحن نرى بأعيننا كيف تمتد صفوف المصلين خارج المساجد فى صلوات الجمعة مثلا .. ولما طالبوا بتقييد حق الخطآبة ومحاكمة من يصعد على المنبر بدون تصريح .. بينما يريدون أن يطلقوا يد النصارى فى بناء الكنائس وفى ممارسة شعائرهم دون ضوابط تحمى المجتمع من خطر التطرف !!‍‍ 

& ثم إن إلغاء الخط الهمايونى الذى ينظم عملية بناء الكنائس .. لن يكون فى صالح الكنيسة الوطنية بكل تأكيد .. بل هناك عشرات الكنائس الغربية التى تمتلك قدرات مالية هائلة والتى لن تترك شبرا على أرض مصر .. إلا وبنت عليه وكرا للتجسس وإثارة الفتنة واستقطاب نصارى الكنيسة الوطنية .. واليهود الصهاينة أيضا سيكون لهم الحق فى التسابق على بناء معابد ، وبالمثل .. البهائيون والهندوس وغيرهم .. ولنا أن نتصور ما يمكن أن يمثله ذلك من استفزاز واستنفار للأغلبية المسلمة التى تثور وترفض التوسع العشوائى السياسى المغرض فى بناء الكنائس .. وأكثر أسباب الفتن الطائفية كان وراءها محاولة من بعض المتعصبين لبناء كنيسة غير رسمية أو غير مصرح بها قانونا !! 

& وإذا كان البعض قد استنكر يوما ما قيام الجماهير بحرق منزل قسيس لأنه قد حوله إلى كنيسة كما هى عادة الأخوة القساوسة للتحايل على القانون .. فإن الإصرار على إلغاء الخط الهمايونى وفتح الباب على مصراعيه أمام كآفة الطوائف الدينية لزرع مصر بالكنائس والمعابد والأديرة .. يعنى أنهم يريدون أن يشعلوها نارا لاتخمد .. لقد كان الواجب الوطنى والواقع المشاهد يفرض على امثال هؤلاء المتعصبين والمغرضين مراعاة الواقع والشعور العام للأغلبية .. لا أن يطالبوا بتحديه .. فنحن لانستطيع أن نغير شعور دينى ونفسى لشعب من الشعوب بجرة قلم أو بقانون .. المسألة أعقد من ذلك بكثير .. ومراعاة الشعور العام للشعب حتى ولو كان خاطئا من ابجديات الديمقراطية والعمل السياسى السليم .. وفى الغرب مثلا تواجه الأقليات المسلمة كل أشكال التعنت والصلف لبناء مسجد صغير .. ويتعللون هناك بأن المآذن تشوه الشكل الجمالى للمدن وتتعارض مع الطابع المميز لتلك المدن ؟؟‍‍ 

& والمسألة الأخطر من ذلك .. أن الكنائس تختلف عن المساجد من حيث أنها تمثل بطبيعتها مجتمعات مغلقة .. تعجز أجهزة الأمن فى الغالب عن مراقبة نشاطاتها على الرغم من أنها تمارس أنشطة إجتماعية واقتصادية واسعة وتعقد العديد من المؤتمرات الإقتصادية والإجتماعية والسياسية وتتحول فى كثير منه الأحيان إلى دولة داخل الدولة بكل معنى الكلمة .. وتمارس كآفة الأنشطة الإجتماعية والتربوية خارج أسوار الكنائس .. على شواطىء البحار وفى أعماق الصحراء .. لتعليم الأبناء الرماية والسباحة وركوب الخيل .. هذا بالإضافة إلى أن كثيرا من النصارى قد حولوا بيوتهم إلى كنائس سرية .. بل حولوها إلى مدارس خآصة ومستشفيات خآصة .. فى الوقت الذى تحرم فيه الأغلبية من ممارسة نفس الأنشطة .. حتى أنك تتعجب من أن أكثر من 40 % من الجمعيات الدينية فى مصر هى جمعيات نصرانية .. وأن هناك أكثر من 160 مدرسة كاثوليكية يتخرج منها سنويا العديد من قادة اليوم والغد .. ومع ذلك يتحدثون عن اضطهاد ‍‍!! 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، 

بقلم : محمد شعبان الموجى 

TAG

ليست هناك تعليقات

إرسال تعليق


الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *