لكي نفهم عظمة الفتوحات الإسلامية
لكي نفهم عظمة الفتوحات الإسلامية لابد وأن نستعرض أحوال الأمم والشعوب والحكام وقت ظهور الإسلام في صورته الخاتمة على يد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .. أما بدون ذلك فسيكون الحكم عليها بجهل وغباء ونتائج كارثية كالتي نقرأها على مواقع التواصل من بعض أدعياء الثقافة وحثالة المفكرين .. يقول الأستاذ الندوي في كتابه الرائع ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين :
إن كثيراً من هؤلاء السلاطين والأمم ( الذين سبقوا فترة ظهور الإسلام ) .. كانوا كلاً على ظهر الأرض ، وويلاً للنوع الإنساني وعذاباً للأمم الصغيرة والضعيفة ، ومنبع الفساد والمرض في جسم المجتمع البشري ، يسري منه السم في أعصابه وعروقه ، ويتعدى المرض إلى الجسم السليم فكان لا بد من عملية جراحية ، وكان قطع هذا الجزء السقيم وإبعاده من الجسم السليم مظهراً كبيراً لربوبية رب العالمين ورحمته ، يستوجب الحمد والامتنان من جميع أعضاء الأسرة الإنسانية ، بل من جميع أفراد الكون { فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ وَالْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } ، ولكن لم يكن انحطاط المسلمين وزوال دولتهم وركود ريحهم - وهم حملة رسالة الأنبياء ، وهم للعالم البشري كالعافية للجسم الإنساني - انحطاط شعب أو عنصر أو قومية ، فما أهون خطبه وما أخف وقعه ، ولكنه انحطاط رسالة هي للمجتمع البشري كالروح ، وانهيار دعامة قام عليها نظام الدين والدنيا .
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق